رسالة نصح مكشوفة
للشيخ
عبدالله بن جبرين مرصوفة
بقلم
د. عبدالرحمن بن عبدالله البراهيم
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً
موقع الإسلام العتيق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،،، وبعد:
فقد رأيت للشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين – وفقه الله – عضو الإفتاء بالسعودية سابقاً كلاماً مستغرباً هو ما بين مسموع أو مقروء ومواقف غير شرعية لا يسع المسلم السكوت عنها لا سيما وقد تضرر بها كثير من شباب السنة، وللأسف قد تمسك بفتواه بعض التكفيريين واستعملوها في التلبيس على شبابنا كمثل مدحه لأسامة بن لادن وطعنه في السلفيين الذين نجحوا وأبدعوا في كشف شبهات التكفيريين فأنقذ الله بسعيهم المشكور أمماً من الشباب الطيب ولله الحمد والمنة.
وبحق أنا أحد من أنقذني الله بهم فلولا الله ذو الفضل ثم هؤلاء السلفيون لكنت حطب فتنة أشعلها الحزبيون، فقد تلاعبوا بي برهة من الزمن، وكنت دمية بأيديهم كما هو حال كثير من الشباب لكن برحمة الله نجاني منهم ونجى كثيراً من الشباب الطيب حتى صرنا نعيش هذه الأيام إفاقة شبابية من سبات الحزبية إلى صحوة سلفية، وأخذ الشباب يتحررون من قيود الحزبية المقيتة إلى رحابة السنة السلفية الوسيعة زرافات ووحداناً.
بل وحتى هيئة التدريس في أورقة الجامعات بدأ ينتشر بينها النهج السلفي النبوي، وهذا كله بفضل الله ثم بفضل صبر أهل السنة على بيان الحق، ومن أولئك الصابرين و المجاهدين الشيخ الفاضل عبدالله الظفيري لما ألف كتابه " ملحوظات وتنبيهات على فتوى فضيلة الشيخ عبدالله الجبرين في دفاعه عن البنا وقطب وعبدالرحمن عبدالخالق ونقده لما كتبه حولهم فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي"، وهو على هذا الرابط http://www.sahab.org/books/book.php?id=262، والذي جمع فيه بين الحجة واللطف والأدب، بل إنه قد أرسل رده إلى الشيخ عبدالله بن جبرين – هداه الله – فكافأه على ذلك بأن أعرض عنه ولم يجبه، وما كان هذا متوقعاً من الشيخ ابن جبرين – هداه الله -، وإني – إخوتي القراء- لأقف حائراً متعجباً من بعض تناقضات الشيخ عبدالله بن جبرين، ومن ذلك فتواه الشديدة على الرافضة - وهو مشكور عليها – لكن في المقابل تميعه الشديد مع حسن البنا والإخوان المسلمين مع أنهم دعاة تقريب للرافضة كما ستأتي-إن شاء الله- إبانته !!
ولعل بعض هذه التناقضات وبعض مواقفه المستغربة وفتاويه المستنكرة أنزلت من القبول له عند كثيرين، فقد كنا قبل خمس عشرة سنة نتحدث أن الرجل الأول في العلم هو سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله -، وكنا في الرجل الثاني مختلفين أهو شيخنا العلامة ابن عثيمين – رحمه الله – أم شيخنا ابن جبرين – هداه الله – وكان كلامه عند العامة وطلاب العلم مسموعاً، أما الآن فتقهقرت مرتبته واهتزت مكانته حتى عند العامة فضلاً عن طلاب العلم، ورفع الله أقواماً ما حسبنا لهم حساباً وفي مقدم هؤلاء الشيخ العلامة المجاهد صالح بن فوزان الفوزان – حفظه الله ورعاه -.
وذلك لأنه ممن دافع عن السنة وأهلها وقمع البدعة وأهلها ولم تأخذه في الله لومة لائم، وكان للأهواء مجانباً وللحق ناصراً لم يترك السنة ويضعف في القيام بها لأجل حزب بدعي ولا لرأس حركي – نحسبه كذلك والله حسيبه – فلله دره كم نصر الله به من حق وقمع به من باطل، فيالله ما أشجعه لم يهيبه جمهور ولم يطمع في كثرة حضور، فلما ظهر صدقه توافد الناس على دروسه وكتبه حتى بلغ حضور دروسه الأسبوعية المئات.
وإني لأهيب بالأخوة أن يوصلوا هذا الرد إلى العلماء في الإفتاء وغيرهم ليقوموا بواجب النصح للشيخ عبدالله بن جبرين لعل الله أن يفتح لها قلبه ويشرح لها صدره فهو الهادي سبحانه.
وقد احتوت هذه النصيحة على عدة مؤاخذات من أشنعها قوله : من جوز القوانين الوضعية مجتهد لم يكفر " وقوله " لو استحل أحد الزنى وشرب الخمر لم يكفر " وهكذا، وقد خالف في ذلك إجماع العلماء كلهم أولهم وآخرهم.
وقد أسميت هذا الرد ( رسالة نصح مكشوفة للشيخ عبدالله بن جبرين مرصوفة )
وكأني ببعض القراء القلة يصدون أنفسهم وغيرهم عن هذه النصيحة تعصباً وجموداً، وما كان ينبغي منهم هذا لأمور كثيرة منها: أننا أهل السنة لا ندعي العصمة لأحد بعد رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وكل يخطئ ويصيب والحق يؤخذ من كل أحد والخطأ يرد على كل أحد، وليس معنى الرد تكفير المردود عليه كما يحاول توهم ذلك بعض السذج ليجعله عذراً له في الإعراض عن مطالعة النصيحة والرد، وإني لأرجو أن يذهب الناصحون - زيادة على الناصحين السابقين الكثيرين - ويعرضوا على الشيخ عبدالله بن جبرين ما في هذا الرد ويسألوه عن رأيه المدلل والمبرهن، ولماذا هو مصر على هذه الفتاوى المستغربة.
وأنبه القارئ أني قد استفدت في هذا الرد من عدة بحوث وكتب لجمع من المعاصرين – جزاهم الله عنا كل خير –
أسأل الله أن يهدينا أجمعين لما فيه رضا رب العالمين، ويثبتنا على الدين في الدنيا وعلى الصراط في الآخرة.
د. عبدالرحمن بن عبدالله البراهيم
شهر رجب لعام 1428هـ
- صورة لسماحة المفتي
- صورة لأعضاء لجنة الإفتاء
- صورة لأعضاء هيئة كبار العلماء
- صورة لوزير الداخلية.
- صورة لنائب وزير الداخلية.
- صورة لوزير الشؤون الإسلامية
- صورة لوزير التربية والتعليم
- صورة لرئيس مجلس الشورى
ستكون هذه النصيحة على صورة مؤاخذات أذكر المؤاخذة موثقة ثم أرد عليها نصحاً للأمة :
المؤاخذة الأولى / دفاعه المشين عن أسامة بن لادن:
ولمعرفة خطورة دفاع الشيخ ابن جبرين – هداه الله – عن أسامة بن لادن فلابد من معرفة لبعض مفاسد وأضرار ابن لادن على دين المسلمين ودنياهم، وإليك كلمات مختصرات
أقربها للقراء ليعلموا حقيقة أسامة بن لادن ودعوته وكلام العلماء فيه، وليسهل تصورها أجعلها في نقاط وأعقبها ببعض التعقيبات :
الأولى/ تكفيره لعلمائنا وعامتنا ممن لم يوافق على تفجير 11 سبتمبر فقال: إن هذه الأحداث قد قسمت العالم بأسره إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط كفر أعاذنا الله وإياكم منه ا.هـ ( بتاريخ ( 8 / 10 / 2001 ) عبر قناة الجزيرة )
وهذا تكفير صريح لكل من لم يوافقه من العلماء – وهم كل علمائنا فيما أعلم – وكذا من لم يوافقه من العامة.
الثانية/ أنه أيد التفجيرات التي حصلت في بلاد السعودية، وبالتحديد التفجير الأول في العليا، ورجا أن المفجرين من الشهداء، واعترف بأنه من المحرضين لهم فقال: حرضنا الأمة لإخراج هذا العدو المحتل الغاصب لأرض الحرمين فاستجاب من استجاب من الشباب، فكان منهم هؤلاء الشباب خالد السعيد وعبدالعزيز المعثم ورياض الهاجري ومصلح الشمراني نرجو الله سبحانه أن يتقبلهم شهداء وقد رفعوا رأس الأمة عالياً، وأماطوا جزءاً عظيماً من العار الذي لبسنا بسبب خذلان وتواطؤ الحكومة السعودية مع الحكومة الأمريكية لإباحة بلاد الله وإباحة بلاد الحرمين لهم، فنحن ننظر إلى هؤلاء الشباب كأبطال عظام ومجاهدين اقتدوا برسولنا عليه الصلاة والسلام، فنحن حرضنا وهم استجابوا فنرجوا الله أن يتقبلهم، وأن يلهم أهلهم الصبر، وأن يجعلهم من الشفعاء الذين يشفعون في أهلهم ويشفعون فينا، وأن يتقبلهم ويرحمهم ا.هـ وفي كلمته التي ألقاها في شهر ذي الحجة عام 1423هـ أشار إلى إقرارها وتأييدها ا.هـ فما نعيشه من تفجيرات هي بتحريض منه وتأييد. قاتل الله الحماسة غير المنضبطة. والتكفير بغير حق فما ذنب النساء اللاتي رملهنّ والأطفال الذين يتمهم والأنفس التي أزهقها والدماء التي اراقها.
الثالثة / أنه قدح في أهل العلم من دولة التوحيد ( السعودية) منذ قيام مؤسسها الملك عبدالعزيز – رحمه الله – إلى يومنا هذا. حيث عد الملك عبدالعزيز – رحمه الله – كرزاي العرب والرياض، وعاب على العلماء الذين يدعون الناس لوضع أيديهم بأيدي حكامهم، ومن هؤلاء الحكام الملك عبدالعزيز – رحمه الله -.
وإن من هؤلاء العلماء العلماء سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ سعد العتيق والشيخ سليمان بن سحمان والشيخ ابن حميد والشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين – رحمهم الله رحمة واسعة -، ثم جعل فتوى علمائنا من هيئة كبار العلماء في جواز الاستعانة بالقوات الأمريكية لرد العدو الباغي صدام فتوى مداهنة، ومن أشهر هؤلاء المفتين سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمهما الله – فقال: وأما علماء السوء ووزراء البلاط وأصحاب الأقلام المأجورة وأشباههم فكما قيل: لكل زمن دولة ورجال. فهؤلاء رجال الدولة الذين يحرفون الحق ويشهدون بالزور حتى في البلد الحرام في البيت الحرام ولا حول ولا قوة إلا بالله. ويزعمون أن الحكام الخائنين ولاة أمر لنا ولا حول ولا قوة إلا بالله. يقولون ذلك من أجل تثبيت أركان الدولة، فهؤلاء قد ضلوا سواء السبيل فيجب هجرهم والتحذير منهم – ثم قال – كما حصل يوم أن أباح الملك بلاد الحرمين للأمريكيين، فأمر علماءه فأصدروا تلك الفتوى الطامة التي خالفت الدين واستخفت بعقول المسلمين والمؤيد لفعله الخائن في تلك المصيبة العظيمة، والأمة اليوم إنما تعاني ما تعانيه من مصائب وخوف وتهديد من جراء ذلك القرار المدمر وتلك الفتوى المداهنة ا.هـ
علماً أن فتوى علمائنا بجواز الاستعانة بالقوات الأمريكية فتوى صائبة أثبت الأيام صحتها، وذلك أنه لما هجم علينا العدو الذي لا قبل لنا بمواجهته لما لديه من قوة وناصرته دول مجاورة فكشرت عن أنيابها، وأظهرت عداوتها رأى حكامنا وعلماؤنا – جزاهم الله خيراً – أن يستعينوا بكافر على من هو أشد إفساداً منه مقابل شيء من حطام الدنيا لإبقاء ما هو أكثر من الدنيا، وإبقاء ما هو أهم وهو الدين والتوحيد والأمن في الأعراض والأوطان، وحقاً رد الله الباغي وبقينا على إقامة توحيد الله ودينه، وحفظنا الله في أوطاننا وأعراضنا وأنفسنا. فلله الحمد رب العالمين، ولولا فضل الله ورحمته ثم استعانتنا بهذا الكافر مقابل شيء من حطام الدنيا الزائل لرد هذا العدو الباغي، لكنا على حالة لا تحمد لا من جهة الدين – الذي هو الأهم -، ولا من جهة الأعراض والأنفس. فبالله عليكم لو تمكن منا حزب البعث الكافر الذي يقول شاعرهم ملخصاً عقيدتهم:
آمنت بالبعث رباً لا شريك له وبالعروبة ديناً ما له ثانِ
لو تمكن هذا الحزب هل تظنون راية التوحيد ترفع، أو أن السنة تنشر، أم أن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تحكم ؟
قاتل الله الحماسة المفرطة كم أفسدت، وكم كانت ستفسد ثم لو قدر أن علماءنا أخطأوا في فتوى الاستعانة – وهذا تنزلاً وإلا والله فقد أصابوا فيها الحق كله – فإنها مسألة اجتهادية لا يصح التشنيع من أجلها، فلماذا يشنع ابن لادن الجاني فيها على العلماء أولياء الله ؟!
الرابعة / أنه كتب رسالة إلى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – فأظهر فيها شيئاً من تطاوله المصحوب بجهل في حق هذا الإمام العلامة – عليه رحمة الله – وإليك طرفاً من الرسالة :
قال ابن لادن – عليه من الله ما يستحق – في البيان رقم (11) الذي أصدرته هيئة النصيحة والإصلاح التابعة لابن لادن: وكأنكم لم تكتفوا بإباحة بلاد الحرمين الشريفين لقوات الاحتلال اليهودية والصليبية، حتى أدخلتم ثالث
الحرمين في المصيبة بإضفائكم الصبغة الشرعية على صكوك الاستسلام التي يوقعها الخونة والجبناء من طواغيت العرب مع اليهود إن هذا الكلام خطير كبير، وطامة عامة لما فيه من التدليس على الناس والتلبيس على الأمة.... إن الفتاوى السابقة لو صدرت عن غيركم لقيل بتعمد صاحبها ما تضمنته من الباطل، ويترتب عليها من آثار وأخطار، ولكنها لما صدرت منكم تعين أن يكون سبب الخلل فيها غير ذلك من الأسباب التي لا ترجع إلى نقص علمكم الشرعي، ولكن لعدم إدراك حقيقة الواقع، وما يترتب على مثل هذه الفتاوى من آثار مما يجعل الفتوى حينئذ غير مستوفاة الشروط ومن ثم لا يصح إطلاقها مما يتحتم على المفتي عندئذ أن يتوقف عن الفتوى أو يحيلها إلى المختصين الجامعين بين العلم بالحكم الشرعي والعلم بحقيقة الواقع ا.هـ
وقال في البيان رقم (12): فقد سبق لنا في هيئة النصيحة والإصلاح أن وجهنا لكم رسالة مفتوحة في بياننا رقم (11) وذكرناكم فيها بالله، وبواجبكم الشرعي تجاه الملة والأمة، ونبهناكم فيها على مجموعة من الفتاوى والمواقف الصادرة منكم، والتي ألحقت بالأمة والعاملين للإسلام من العلماء والدعاة أضراراً جسيمة عظيمة..... ولذا فإننا ننبه الأمة على خطورة مثل هذه الفتاوى الباطلة وغير مستوفية الشروط، وندعوها إلى الرجوع في الفتوى إلى أولئك الذين جمعوا بين العلم الشرعي والاطلاع على الواقع.... كما نكرر دعوتنا لكم أيها الشيخ للخروج من خندق هؤلاء الحكام الذين سخروكم لخدمة أهوائهم وتترسوا بكم ضد كل داعية، وروموا بكم في وجه كل مصلح.... كما نعظكم بحال أولئك الذين قال الله فيهم إنهم ) لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (. أيها الشيخ في ختام هذه الرسالة نقول لكم: إذا أنتم لم تستطيعوا أن تتحملوا تبعات الجهر بالحق والصدع به، ومناصرة أهله ضد هؤلاء الحكام، فلا أقل من أن تتنحوا عن المناصب الرسمية التي لوثكم بها هذا النظام ا.هـ
ومع وجود هذه الطوام المهلكة عند ابن لادن إلا أنه لا يزال هناك من هو مغتر به ويهتف وينادي باسمه، لكن – ولله الحمد – ليس العبرة في تمييز المحق من المخطئ مهاتفات ونداءات الدهماء، وإنما العبرة ما يقرره العلماء.
لذا إليك طرفاً من كلامهم ليطمئن أهل الإيمان ويتيقن من لا يزال شاكاً متردداً إن أراد الله به خيراً:
قال الإمام بن باز – رحمه الله- : (( أما ما يقوم به الآن محمد المسعري وسعد الفقيه وأشباههما من ناشري الدعوات الفاسدة الضالة فهذا بلا شك شر عظيم، وهم دعاة شر عظيم، وفساد كبير، والواجب الحذر من نشراتهم، والقضاءعليها، وإتلافها، وعدم التعاون معهم في أي شيء يدعو إلى الفساد والشر والباطل والفتن ؛ لأن الله أمر بالتعاون على البر والتقوى لا بالتعاون على الفساد والشر، ونشر الكذب، ونشر الدعوات الباطلة التي تسبب الفرقة واختلال الأمن إلى غير ذلك.
هذه النشرات التي تصدر من الفقيه، أو من المسعري أو من غيرهما من دعاة الباطل ودعاة الشر والفرقة يجب القضاء عليها وإتلافها وعدم الالتفات إليها، ويجب نصيحتهم وإرشادهم للحق، وتحذيرهم من هذا الباطل، ولا يجوز لأحد أن يتعاون معهم في هذا الشر، ويجب أن ينصحوا، وأن يعودوا إلى رشدهم، وأن يدَعوا هذا الباطل ويتركوه.
ونصيحتي للمسعري والفقيه وابن لادن وجميع من يسلك سبيلهم أن يدَعوا هذا الطريقالوخيم، وأن يتقوا الله ويحذروا نقمته وغضبه، وأن يعودوا إلى رشدهم، وأن يتوبوا إلى الله مما سلف منهم، والله سبحانه وعد عباده التائبين بقبول توبتهم، والإحسان إليهم، كما قال سبحانه : ) قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (وقال سبحانه : ) وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (والآيات في هذا المعنى كثيرة )) أهـ ( مجلة البحوث الإسلامية العدد 50 ص 7- 17فتاوى ومقالات الإمام ابن باز (9/99-100 )
تنبيه/ تواتر عن الشيخ عبد الله بن جبرين –كما سيأتي إثباته- تكذيب نسبة هذا الكلام للإمام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – وهذا غريب للغاية والرد عليها من أوجه :
1/ أنه موثق من مصدرين موثوقين : الأول: مجلة البحوث. والثاني: فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز. وقد طبعا في حياته وراجعه وأقره.
2/ أن أصل هذه الكلمة محاضرة ألقاها سماحته وهي موجودة بصوته أو متيسر إحضارها لدى تسجيلات منهاج السنة والبينة بالرياض، والأصالة والآجري بجدة، ومعاذ بن جبل بمكة، وسبيل المؤمنين بالدمام، والوصل بحائل.
3/ أن الشيخ العلامة صالحاً الفوزان أقر بصحتها ونسبتها لسماحة الشيخ ابن باز وكذّب من كذّب نسبته للشيخ ابن باز.المرجع
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Fata...px?PageID=7071
وفي لقاء مع علامة اليمن الشيخ مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله- في جريدة الرأي العام الكويتية بتاريخ 19/12/1998 العدد : 11503 قال الشيخ مقبل -رحمه الله- : (( أبرأ إلى الله من بن لادن فهو شؤم وبلاء على الأمة وأعمــاله شر )).
و في نفس اللقاء :
السائل : الملاحظ أن المسلمين يتعرضون للمضايقات في الدول الغربية بمجرد حدوث انفجار في أي مكان في العالم ؟
أجابالشيخ مقبل : أعلم ذلك، وقد اتصل بي بعض الأخوة من بريطانيا يشكون التضييق عليهم، ويسألون عما إذا كان يجوز لهم إعلان البراءة من أسامة بن لادن، فقلنا لهم تبرأنا منه ومن أعماله منذ زمن بعيد، والواقع يشهد أن المسلمين في دول الغرب مضيق عليهمبسبب الحركات التي تغذيها حركة الإخوان المفلسين أو غيرهم، والله المستعان.
وفي ختام الكلام على ابن لادن أنبه إلى ثلاثة أمور :
الأول/ أن بعض المتعاطفين مع أسامة ابن لادن يشككون في نسبة هذا الكلام إليه، ولم يفزعوا إلى التشكيك إلا لما ضيق عليهم الخناق بأن ظهر لهم سوء عاقبة نداءاته التي أضرت بالأمة الإسلامية، وإلا كانوا من قبل يهتفون به ويقرون بنسبة هذا الكلام إليه.
وعلى كلٍ فمحاولة التشكيك محاولة فاشلة لأن لأسامة ابن لادن أتباعاً وأنصاراً يكتبون في الشبكات العنكبوتية وغيرها، فلو كذب عليه لكانوا أسبق الناس بياناً لما كذب عليه، ولأن هذه الأقوال مسجلة بصوته.
الثاني/ يردد بعضهم أن بعض العلماء أثنى على ابن لادن. وهذا صحيح لكنه قديم، ويدل لذلك أمران:
1/ أن هذا الثناء كان عقب محاضرة ألقاها ابن لادن في القصيم، يعني قبل أن يظهر منهجه الإفسادي والعدائي لدولة التوحيد ولعلمائهم، بدليل أن المحاضرة كانت في السعودية إذ هو بعد عدائه لم يدخل بلاد التوحيد ( السعودية ) – حرسها الله -.
2/ أن طريقة ابن لادن مصادمة لطريقة علماء السنة، بل هم ينكرونها كمثل إرسال الفاكسات الثورية التكفيرية لولاة السعودية وهكذا. لذا لم يصبر ابن لادن ورجع بالطعن على العلماء أنفسهم لمخالفتهم له كما تقدم.
الثالث/ يحاول بعض المتعاطفين مع أسامة ابن لادن أن ينفروا الناس من التحذير والقدح في أسامة ابن لادن بزعم أنه مسلم.
وإن مما ينبغي أن يعرف أننا لا نكفره، لكن ليس معنى كونه مسلماً ألا يحذر منه، بل التحذير واجب نصحاً للأمة وشبابها ؛ حتى لا يتبعوه على باطله وأفكاره التكفيرية الإجرامية. فكم هلك بسبب فكره من دول وشباب.
بل كم تسلط الأعداء على المسلمين بسبب عجلته.
وهل امتلأت السجون من شباب الصحوة – كما يقال – إلا بسبب أفكاره ؟
وقى الله المسلمين شره.
وبعد هذا إليك كلام الشيخ عبدالله بن جبرين – هداه الله – في الدفاع عن أسامة بن لادن وهما نقلان :
النقل الأول
يقول السائل : هل أسامة بن لادن من المفسدين في الأرض كما قال الشيخ ابن باز رحمه الله في فتواه؟!
الشيخابن باز لم يقل ذلك وإنما قيلت عليه، والشيخ ابن باز لايقول هذهالمقالةولايقولها مسلم، فأسامة رجل جاهد في سبيل الله قديماً وكان له جهود فيبلادالأفغان وفقه الله ونصره ونصر به ولايزال قائما بالجهاد، وكونه يكفّر فهذا مناجتهاده،حيث انه يكفر بعض الدول التي يلاحظ عليها بعض الأشياء، فلا يقال انهبهذايصير من المفسدين في الأرض أو نحو ذلك.
في كلامه هذا عدة مؤاخذات وغرائب :
الأمر الأول من غرائب هذا الكلام / تكذيب النقل عن الإمام ابن باز وقد تقدم أنه ثابت عنه في كتابين وهو موجود بصوته، ومما يزيد الأمر غرابة أن عدد مجلة البحوث الموجود فيه كلام ابن باز قد راجعه الشيخ عبدالله بن جبرين قبل سنين وأقره.
الأمر الثاني/ قوله: ( ولا يزال مجاهداً ) هذا مع ما تقدم من تصريحاته في تكفير العلماء وإقراره التفجيرات في مدينة الرياض ومع توريطه للمسلمين فيما لا تحمد عقباه، والله هذا من الشيخ ابن جبرين من العجائب.
الأمر الثالث/ جعل تكفير ابن لادن للدولة السعودية وغيرها من المسائل المجتهد فيها فأقل أحوال هذه الفتيا أن يكون مخطئاً فيكون له أجر واحد.
والله إني لأعجب من كلامه هذا غاية العجب،بل وإني لا أكاد أصدقه، فهل يقال لمن كفر دولة التوحيد السعودية إنه مجتهد، ثم هل أسامة ابن لادن من أهل الاجتهاد، كل هذه التساؤلات تورث تعجباً واستغراباً إذ كيف يخرج هذا الكلام من رجل منسوب لأهل العلم كالشيخ ابن جبرين، وعلى كل فهذا الكلام لا يقبل من الشيخ عبدالله بن جبرين ألبته، وإليك كلام العلماء حقاً والراسخين في العلم صدقاً في الدولة السعودية عدلاً، وهم ما بين شيوخ الشيخ عبدالله أو ممن هم باعتراف الكل أكثر قياماً منه بالسنة.
وهم الشيخ العلامة حمود التويجري والشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز والشيخ العلامة الألباني والشيخ العلامة المحدث حماد الأنصاري والشيخ العلامة ابن عثيمين والشيخ العلامة صالح الفوزان والشيخ العلامة مقبل الوادعي
قال الشيخ العلامة المجاهد حمود بن عبدالله التويجري – رحمه الله -: إن الكاتب قد اقتصر على ذكر اليسير من مآثر الملك عبدالعزيز – رحمه الله تعالى – وهو السعي في توحيد الجزيرة العربية وإزالة ما كان بين أهلها من النزاع والقتال والنهب والسلب والأحقاد والثارات حتى يسر الله ذلك له وأتمه على يديه، ولاشك أن هذه أعمال جليلة ينبغي أن يشكر الساعي فيها، وقد أعرض الكاتب عن ذكر المآثر التي لها علاقة بالدين فلم يذكر منها شيئاً. وهي مآثر هامة جداً، فمنها هدم القباب والأبنية التي كانت على بعض القبور في الحرمين الشريفين وفي غير ذلك من بلاد الحجاز وما يليه من اليمن. وقطع الأشجار التي قد افتتن بها بعض الجهال وإزالة ما كان يفعل عندها وعند بعض القبور والأحجار من الشرك ووسائل الشرك، ومنها إزالة البدع التي كانت تفعل في الحرمين الشريفين وفي غيرهما من البلاد المجاورة لهما.
ومن أعظمها شراً بدع الصوفية وما يكون منهم من التلاعب بذكر الله تعالى واتخاذه هزواً وسخرية، ومنها بدعة الاحتفال بالمولد النبوي واتخاذه عيداً، ومنها بدعة الاحتفال بالمآتم وإقامة الولائم فيها، ومنها تفرق المصلين في صلاة الجماعة على أربعة أئمة، كل أهل مذهب لهم إمام منهم إلى غير ذلك من البدع التي قد يسر الله إزالتها على يد الملك عبدالعزيز – رحمه الله تعالى.
ومما يسر الله تعالى على يديه أيضاً إزالة المنكرات الظاهرة والحث على المحافظة على الصلوات الخمس في جماعة وإبطال الضرائب التي كانت تؤخذ من الحجاج وإقامة الحدود على الوجه المشروع إلى غير ذلك مما يسره الله تعالى وأتمه على يديه، وله ولأبنائه من الأعمال الجليلة في الحرمين الشريفين خاصة وفي غيرهما من بلاد المملكة العربية عامة ما يشق إحصاؤه ولا يتسع المقام لذكره. فرحم الله الأموات منهم وسدد الأحياء ووفقهم للعمل بما يحبه ويرضاه، وجنبهم كل ما يسخط ويدعو إلى غضبه وأليم عقابه، وحماهم من الفتن وحفظهم من كيد الأعداء من المشركين وأهل النفاق والشقاق ونصر بهم دينه وأعلى كلمته، إنه ولي ذلك والقادر عليه. – ثم قال –
وأما إساءته الأدب مع ولي الأمر – حفظه الله -، فهو ظاهر من جراءته على نشر أباطيله في جريدة الندوة وغيرها، وعدم مبالاته بما يسوء ولي الأمر وجميع أهل السنة والجماعة من إظهار البدع والمجاهرة بنصرها والدفاع عنها بالشبه والأباطيل، أما علم الكاتب أن ولي الأمر – وفقه الله تعالى- كان يحذو حذو والده الملك عبدالعزيز – رحمه الله تعالى – في المنع من إظهار البدع وقمع أهلها ومن يريد إظهارها في مملكته.
أما علم الكاتب أن الملك عبدالعزيز – رحمه الله تعالى- قد منع من الاحتفال بالمولد النبوي وولائم المآتم وغيرها من المحدثات في الإسلام من حين استولى على بلاد الحجاز، وإنما فعل ذلك امتثالاً لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من التحذير من البدع على وجه العموم والأمر بردها. ولم يبلغني عن أحد من علماء مكة ولا من كتابها أنه اعترض على أمر الملك عبدالعزيز – رحمه الله تعالى – بمنع الاحتفال بالمولد النبوي والمآتم، بل كانوا يحترمون أمره غاية الاحترام، ويحترمون العلماء والخطباء في زمانه غاية الاحترام، ويعاملونهم بما يليق بهم من التوقير والإكرام.
وهذا بخلاف ما كان عليه الكاتب وأشباه له من أهل بلده من عدم احترامهم لولي الأمر، وعدم احترامهم لأكبر العلماء في المملكة العربية ولخطباء المسجد الحرام، وفي عدم احترامهم لهؤلاء دليل على عدم احترامهم لولي الأمر الذي قد وثق بعلمهم وجعلهم في المناصب الدينية الهامة ا.هـ[1]
قارن كلام الشيخ حمود التويجري بكلام الدعي أسامة بن لادن.
[1] كتاب " الرد على الكاتب المفتون " ص195.
الروابط المفضلة