شرح حديث نوح عليه السلام لابنيه
أخرج النسائي في سننه
والبخاري في الأدب المفرد
والبزار والحاكم والبيهقي وغيرهم
من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال :"أتى اعرابي من البادية عليه جبة من طيالسة , مكفوفة بديباج أو مزرورة بديباج فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن صاحبكم هذا يريد أن يضع كل فارس ابن فارس ,وأن يرفع كل راع ابن راع , ثم قام إليه فجذبه بمجامع جبته , وقال له : أرى عليك ثياب من لا يعقل , ثم تركه , وقال صلى الله عليه وسلم : إن نوحا قال لابنه -وفي رواية لـ أحمد - : ( إن نوحا قال لابنيه : إني قاصر عليكما الوصية ) هذا لفظ لـ أحمد وغيره : قال : ( إني قاص عليكما الوصية .
إن نبي الله نوحا عليه السلام لما حضرته الوفاة قال لابنه أو قال لابنيه : إني قاصر أو قاص عليكما الوصية :
أوصيكم باثنتين وأنهاكما عن اثنتين ,أوصيكما بـ ( لا إله إلا الله ) ؛ (فإن لا إله إلا الله ) إذا وضعت في كفة ووضعت السماوات والأرض في كفة لرجحت بهن ( لا إله إلا الله ) ,فلو كانت السماوات والأرض حلقة مبهمة -أي مصمتة جامدة- لفصمتهن أو لقصمتهن ( لا إله إلا الله ),
وأوصيكم بـ ( سبحان الله وبحمده ) فإنها صلاة كل شيء , وبها يرزق الخالق , وأنهاكما عن الشرك والكبر - في رواية أحمد - قال رجل : يا رسول الله ! إني أحب أن يكون لي نعلين حسنتين لهما شراكان حسنان , أفهذا كبر ؟ قال : لا, قال : فإني أحب أن يكون لي حلة , أفهذا كبر ؟ قال لا , قال : فإني أحب أن يكون لي صحبة ,أهذا كبر ؟ قال :لا . فقالوا : فما الكبر ؟ قال : الكبر بطر الحق وغمط الناس - وفي رواية للحاكم قال عليه الصلاة والسلام : إن الله جميل يحب الجمال ,الكبر بطر الحق وغمط الناس ).
هذا حديث جليل وهو من القصص التي قصها علينا النبي صلى الله عليه وسلم .
أخرج الطحاوي رحمه الله في شرح معاني الآثار هذا الحديث مختصرا تحت النهي عن لبس الحرير. وهذا يوضح لماذا جذب النبي عليه الصلاة والسلام هذا الاعرابي جذبة شديدة .
الروابط المفضلة