أخي الحبيب ، أشكرك من الأعماق على تلطفك بقراءة رسالتي هذه .. التي أهمس لك من خلالها بكلمات رقيقة ، أسكب لك بين ثناياها أسمى آيات الحب والإخاء ، ويفوح من عطفاتها مسك المودة والاحترام .. لك أنت …
أخي المبارك :
عفواً ، فكلنا يقع في المعصية ، ويرتكبها .. ولكن قف معي لحظه من فضلك لنواجه أنفسنا بكل صراحة !
فهل تعتقد – أخي – وأنت تمارس المعصية أنك أغلقت كل الأبواب ؟
بل هل تستطيع أن تفعلها أمام والدك ، أو والدتك ، أو إمام المسجد ؟!!
بل أمام طفل صغير ؟؟!
وهل تستحي من طفل صغير ! ولا تستحي من الذي أعطاك سمعك وبصرك وفؤادك ؟ لن أجيب أنا .. ولا أنت .. ولكن ؟ سيجيب قلبك الخاشع ، ونفسك المؤمنة ، وحياؤك الرفيع .. ثم اسمح لي بسؤال آخر .. وماذا بعد المعصية ؟ فقط – والله – تدمي قلبك سياط الخطيئة والألم .. وتلتهب في ثنايا نفسك حرارة الحسرة والندم .. وتتراكم أمام عينيك أشباح من الضياع والظلم .. يا منفق العمر في عصيان خالقه أفق فإنك من خمر الهوى ثمل فيا – مؤمن – قم الآن وطهر قلبك بالتوبة ، واغسل ماضيك بقول الله { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا } وقل لنفسك :
يا نفس توبي فإن الموت قد حانا واعصي الهوى فالهوى مازال فتانا ألا تـرين المنـايا كيف تلقطنا لقـطا فتلحق أخـرانا بـأولانا !
يكـفيـك ما قـد مـضـى قــد كــان مـا كـانـا !
أخي ، هذه قوافل الإيمان قد سارت ركائبها في صحراء الحياة ! يحدوها حادي الإيمان ،ويقودها قائد الرحمن ، فهلا - رعاك الله – تضع يدك في يدي ، حتى نسير مع الركب ونلحق بالقافلة ! أظنك – يا كريم – لا تمانع ! فهات يدك وردد معي :
يا اخوتي قد جاء يوم الموعد هذي يدي فضعوا يديكم في يدي
فشدوا المسير والملتقى في الجنة ..
الروابط المفضلة