بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيْمِ
السلام عليكن أخواتي ورحمة الله وبركاته.
أقدم لكن اليوم سيرة الصحابي الجليل سعد بن معاذ -رضي الله عنه- ، من كتاب: "سير أعلام النبلاء" للحافظ الذهبي -رحمه الله- ، باختصار وتصرف يسيرين.
سعد بن معاذ ابن النعمان بن امرىء القيس بن زيد بن عبد الاشهل السيد الكبير الشهيد أبو عمرو الانصاري الأوسي الأشهلي البدري ، الذي اهتز العرش لموته ومناقبه مشهورة في الصحاح وفي السيرة وغير ذلك.
أسلم سعد بن معاذ على يد مصعب بن عمير ، فقال ابن إسحاق: لما أسلم وقف على قومه فقال: يا بني عبد الاشهل كيف تعلمون أمري فيكم؟ ، قالوا: سيدنا فضلا وأيمننا نقيبة ، قال: فإن كلامكم علي حرام رجالكم ونساؤكم حتى تؤمنوا بالله ورسوله ، قال: فوالله ما بقي في دار بني عبد الاشهل رجل ولا امرأة إلا وأسلموا
عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- : انطلق سعد بن معاذ معتمرا ، قال : فنزل على أمية بن خلف أبي صفوان ، وكان أمية إذا انطلق إلى الشأم فمر بالمدينة نزل على سعد ، فقال أمية لسعد : انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس انطلقت فطفت ، فبينا سعد يطوف إذا أبو جهل ، فقال : من هذا الذي يطوف بالكعبة ؟ فقال سعد : أنا سعد ، فقال أبو جهل : تطوف بالكعبة آمنا ، وقد آويتم محمد وأصحابه ؟ فقال : نعم ، فتلاحيا بينهما ، فقال أمية لسعد : لا ترفع صوتك على أبي الحكم ، فإنه سيد أهل الوادي ، ثم قال سعد : والله لئن منعني أن أطوف بالبيت لأقطعن متجرك بالشام . قال فجعل أمية يقول لسعد : لا ترفع صوتك ، وجعل يمسكه ، فغضب سعد فقال : دعنا عنك ، فإني سمعت محمدا صلى الله عليه وسلم يزعم أنه قاتلك ، قال : إياي ؟ قال : نعم ، قال : والله ما يكذب محمد إذا حدث ، فرجع إلى امرأته ، فقال : أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي ، قالت : وما قال ؟ قال : زعم أنه سمع محمدا يزعم أنه قاتلي ، قالت : فوالله ما يكذب محمد ، قال : فلما خرجوا إلى بدر ، وجاء الصريخ ، قالت له امرأته : أما ذكرت ما قال لك أخوك اليثربي ، قال : فأراد أن لا يخرج ، فقال له أبو جهل : إنك من أشراف الوادي فسر يوما أو يومين ، فسار معهم ، فقتله الله. [صحيح البخاري].
عن ابن إسحاق: حدثني أبو ليلى عبد الله بن سهل أن عائشة كانت في حصن بني حارثة يوم الخندق وأم سعد معها فعبر سعد عليه درع مقلصة قد خرجت منه ذراعه كلها وفي يده حربة يرفل بها ويقول * لبث قليلا يشهد الهيجا حمل * لا بأس بالموت إذا حان الاجل * يعني حمل بن بدر فقالت له أمه أي بني قد أخرت فقلت لها يا أم سعد لوددت أن درع سعد كانت أسبغ مما هي فرمي سعد بسهم قطع منه الأكحل رماه ابن العرقة فلما أصابه قال خذها مني وأنا ابن العرقة فقال عرق الله وجهك في النار اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني لها فإنه لا قوم أحب إلي من أن أجاهدهم فيك من قوم آذوا نبيك وكذبوه وأخرجوه اللهم إن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعلها لي شهادة ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة.
وفي صحيح الإمام مسلم: عن عائشة –رضي الله عنها- : أصيب سعد يوم الخندق . رماه رجل من قريش يقال له ابن العرقة . رماه في الأكحل . فضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد يعوده من قريب . فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق وضع السلاح . فاغتسل . فأتاه جبريل وهو ينفض رأسه من الغبار . فقال : وضعت السلاح ؟ والله ما وضعناه . اخرج إليهم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فأين ؟ ) فأشار إلى بني قريظة . فقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم . فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم . فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم فيهم إلى سعد . قال : فإني أحكم فيهم أن تقتل المقاتلة ، وأن تسبى الذرية والنساء ، وتقسم أموالهم . وفي رواية : ( لقد حكمت فيهم بحكم الله عز وجل).
وعن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: رمى سعدا رجل من قريش يقال له حبان بن العرقة فرماه في الاكحل فضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب قالت ثم إن كلمه تحجر للبرء قالت فدعا سعد فقال في ذلك وإن كنت قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فافجرها واجعل موتتي فيها فانفجر من لبته فلم يرعهم إلا والدم يسيل فقالوا يا أهل الخيمة ما هذا فإذا جرحه يغذو فمات منها متفق عليه بأطول من هذا الليث عن أبي الزبير عن جابر قال رمي سعد يوم الاحزاب فقطعوا أكحله فحسمه النبي صلى الله عليه وسلم بالنار فانتفخت يده فتركه فنزفه الدم فحسمه أخرى فانتفخت يده فلما رأى ذلك قال اللهم لا تخرج نفسي حتى تقر عيني من بني قريظة فاستمسك عرقه فما قطرت منه قطرة حتى نزلوا على حكم سعد فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحكم أن يقتل رجالهم وتسبى نساؤهم وذراريهم قال وكانوا أربع مئة فلما فرغ من قتلهم انفتق عرقه يزيد بن عبد الله بن الهاد عن معاذ بن رفاعة عن جابر قال جلس النبي صلى الله عليه وسلم على قبر سعد وهو يدفن فقال سبحان الله مرتين فسبح القوم ثم قال الله أكبر الله اكبر فكبروا فقال عجبت لهذا العبد الصالح شدد عليه في قبره حتى كان هذا حين فرج له
والسلام عليكن ورحمة الله وبركاته.
" أم عبد الرحمٰن "
الأربعاء: 9 شعبان 1428هـ
حلقة طالبات علم سلفيات
منقول
الروابط المفضلة