** مداخل إبليس في قلب الإنسان **
*إعلم : ان (القلب)باصل فطرته قابل للهدي , وبما وضع فيه من الشهوة والهوي مائل عن ذلك . إلي ان ينفتح القلب لاحدهما فيتمكن ويستوطن الشيطان فيه ويكون ذلك اختلاسا منه
وكما قال تعالي
"ومن شر الوسواس الخناس "
وهو الذي اذا ذكر الله خنس , وإذا وقعت الغفلة إنبسط. ولا يطرد جند الشياطين من القلب إلا ذكر الله تعالي , فإنه لا قرار له مع الذكر.وأعلم : ان مثل (القلب) كمثل حصن , والشيطان عدو يريد أن يدخل الحصن , ويملكه ويستولي عليه, ولا يمكن حفظ الحصن إلا بحراسه ابوابه ,ولا يقدر علي حراسة ابوابه من لا يعرفها , ولا يتوصل الي دفع الشيطان إلا بمعرفة مداخله وابوابه .
***ومن ابوابه العظيمه التي يدخل من خلالها قلب الإنسان
(الحرص والحسد) فمتي كان العبد حريصا علي شئ أعماه حرصه واصمه , وغطي نور بصيرته التي يعرف بها مداخل الشيطان .وإذا كان حسودا فيجد الشيطان حينئذ الفرصة , فيحسن عند الحريص كل ما يوصله إلي شهوته , وإن كان منكرا او فاحشا .( الغضب والحده) فإن الغضب غول العقل , وإذا ضعف جند العقل , هجم حينئذ الشيطان فلعب بالإنسان , وقد روي ان ابليس يقول : "إذا كان العبد حديدا قلبناه كما يقلب الصبيان الكره .(الشبع ) فإنه يقوي الشهوة ويشغل الطاعة.(الطمع ) في الناس , ومن طمع في شخص بالغ بالثناء عليه بما ليس فيه ونافقه ,ولم يأمره بالمعروف,وينهاه عن المنكر.(العجلة ) وترك التثبيت , وقد قال النبي صلي الله عليه وسلم :"العجلة من الشيطان , والتأني من الله تعالي ".(حب المال) ومتي تمكن هذا الشئ من الإنسان افسده , وحمله علي طلب المال من غير وجهه , وأخرجه الي البخل , وخوفه الفقر , فمنع الحقوق اللازمه.
** ومن ابوابه العظيمه ايضا ومداخله**
*(حمل العوام علي التعصب في المذاهب ) دون العمل بمقتضاها .*(الوصول بالعقول الي التفكير في ذات الله الإلهيه), وصفاته,وفي امور لا تبلغها العقول حتي يتم التوصل الي درجه الشك بالدين واصله .*(سوء الظن) فإن من حكم علي مسلم بسوء ظنه احتقره واطلق فيه لسانه , وراي نفسه خيرا منه , ولذلك ينبغي علي الإنسان ان يحترز عن مواقف التهم , لئلا يساء به الظن .*** وعلاج هذه الآفات سد المداخل وذلك بتطهير القلب من الصفات المذمومة ,فإذا قلعت من القلب اصول هذه الصفات , بقي للشيطان بالقلب خطرات واجتيازات من غير استقرار , فيمنعه من ذلك ذكر الله تعالي , وعماره القلب بالتقوي ,
**فمثل الشيطان **كمثل كلب جائع يقرب منك , فإن لم يكن بين يديك لحم وخبز فإنه ينزجر بأن تقول له ( اخسأ ),,, وإن كان بيد يديك شئ من ذلك وهو جائع لم يندفع عنك بمجرد الكلام ,,,, فكذلك القلب الخالي عن قوت الشيطان ينزجر عنه بمجرد الذكر ...
** فاما القلب الذي غلب عليه الهوي ** فإنه الشيطان يستقر كامل الاستقرار فيه. لانه تمكن منه واصبح ضعيفا وبذلك شغله عن ذكر الله ...وإذا اردت مصداق ذلك , فتأمل هذا في صلاتك , وأنظر إلي الشيطان كيف يحدث قلبك بذكر السوق , حساب المعاملين , وتدبير امر الدنيا ..**وأعلم** ان الله قد عفي عن حديث النفس , ويدخل في ذلك ما هممت به , ومن ترك ذلك خوفا من الله كتب له الاجر ان شاء الله , وإن تركه لعائق , رجونا له المسامحه , إلا ان يكون عزما , فإن العزم علي الخطيئة ( خطيئة) : بدليل
قوله صلي الله عليه وسلم
"" إذا التقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار "" . قيل : ما بال المقتول ؟ قال : " إنه كان حريصا علي قتل صاحبه "************************* ثبات القلوب علي الخير**
وقد ورد في الحديث عن النبي صلي الله عليه وسلم , كان يقول :
"يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا علي دينك " ويا مصرف القلوب , إصرف قلبنا إلي طاعتك "
وفي حديث آخر
""مثل القلب كمثل ريشه بأرض فلاة تقلبها الرياح "
فأعلم : أن في القلوب الثبات علي الخير والشر والتردد بينهما ثلاثه :
** القلب الاول **
قلب عمر بالتقوي , وزكي بالرياضة ,وطهر علي خبائث الأخلاق , فتنفرج فيه خواطر الخير من خزائن الغيب , فيمده الملك بالهدي ...
** القلب الثاني **
قلب مخذول ,مشحون بالهوي , مندس بالخبائث ,ملوث بالأخلاق الذميمة, فيقوي فيه سلطان الشيطان , ويضعف سلطان الايمان بدخان الهوي , فيعدم النور , ويصير كالعين الممتلئه بالدخان لا يمكنها النظر , ولا يؤثر عنده زجر ولا وعظ ...
** القلب الثالث**
قلب يبتدئ فيه خاطر الهوي ,فيدعوه إلي الشر , فيلحقه خاطر الإيمان , فيدعوه إلي الخير ...فمن خلق للخير يسر له ,, ومن خلق للشر يسر له ,,يقول تعالي ""فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام , ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء """اللهم وفقنا الي ما تحبه وترضاه "
"واجعلنا من الذاكرين الهداة"
الروابط المفضلة