بسم الله الرحمن الرحيم

----

القبلة .. لم يفهمها إبليس عندما أمره الله بالسجود لآدم عليه السلام
عندما أمرنا الله عز و جل بالطواف حول الكعبة و السجود فى إتجاهها هل هو أمر بعبادة الكعبة ؟؟ أو أن الكعبة أفضل من الإنسان ؟

طبعاً لا.. إنما العبادة هى طاعة المعبود بغير جدال

و الله سبحانه يحدد القبلة التى يتوجه عباده نحوها كيف يشاء

سيدنا إبراهيم عليه السلام قد رفع القواعد من البيت الحرام فى مكة و بنى الكعبة مع إبنه إسماعيل عليه السلام ثم بعدها بأربعين سنة بنى المسجد الأقصى ( بيت المقدس) مع إبنه إسحق عليه السلام

فقد جمع أبو الأنبياء عليه السلام القبلتين اللتين كان المؤمنون يتوجهون إليهما
و قد صلى فيهما و شطرهما حفيده خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم بعد آلاف السنين

و كانت قبلة جميع الأنبياء من عهد إسحق عليه السلام حتى محمد عليه الصلاة و السلام هى المسجد الأقصى ( بيت المقدس)

و فى عهد موسى عليه السلام كانت القبلة هى بيوتهم ، أو أنه كان مسموحاً لهم أن يصلوا فى بيوتهم حتى لا يفتنهم فرعون إذا تجمعوا فى مكان واحد

" وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةََ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ "

سورة يونس 87

و فى عهد محمد عليه الصلاة و السلام تحولت القبلة كما نعرف جميعاً من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام.. و هذه إشارة أن رسالة محمد عليه الصلاة و السلام هى مكملة لجميع رسالات الأنبياء

و قد صلى السابقون الأولون مع نبيهم محمد عليه الصلاة و السلام نحو القبلتين

و الله عز و جل يريد المؤمنين متوحدين فى إتجاههم عند الصلاة فطريقهم واحد

"قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا

فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ

وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ"

سورة البقرة 144

و أتذكر موقفاً ربما ليس له علاقة مباشرة بالقبلة

و لكن بتوجه سيدنا موسى عليه السلام نحو بقعة معينة فى شجرة مباركة

عندما كلم الله عز وجل عبده موسى عليه السلام .. جعل الله مصدر الصوت هو بقعةٌ محددةٌ فى شجرةٍ مباركةٍ يصدر منها الصوت ، و ذلك لأن الصوت الذى يسمعه موسى لا يصح أن يكون بلا إتجاه .. ولو كان إتجاهه مجهولاً سيحتار موسى إلى أى إتجاهٍ يجب عليه أن ينصِت !

فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ
" أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ

سورة القصص 30

و بالمناسبة : سمعت قسيساً فى قناة الحياة يقول أن فكرة إحلال الله فى الجسد موجودة فى القرءان لأن الله قد كلم موسى من الشجرة !!

لا أتصور كلاماً أسخف من هذا

فهل - ولله المثل الأعلى - إذا تحدثتُ إليك بالموبايل (الهاتف الخلوى) و سمعت صوتى من خلاله هل معنى ذلك أننى داخل هذا الموبايل ؟؟؟

و الله سبحانه هو القدير العظيم الجليل

فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "

سورة الشورى 11