حالات الستر على المسلم
لقد دلت النصوص على أن الستر مقيد بما إذا كان الستر خيرًا، والستر ثلاثة أقسام:
القسم الأول:أن يكون خيرًا، فالستر محمود ومطلوب، مثال ذلك: رأيت رجلًا صاحب خلق ودين وهيئة-أي صاحب سمعة حسنة- في خطأ، وتعلم أن هذا الرجل قد أتى الخطأ قضاءً وقدرًا، وأنه نادم، فمثل هذا ستره محمود، وستره خير.
والقسم الثاني:إذا كان الستر شرًا:كالرجل وجدته على معصية، أو على عدوان على الناس، وإذا سترته لم يزدد إلا شرًا وطغيانًا، فهنا ستره مذموم، ويجب أن يُكْشَف أمره لمن يقوم بتأديبه، فإن كانت زوجة؛ فتُرْفَع إلى زوجها، وإن كان ولدًا؛ فيُرْفَع إلى أبيه، وإن كان مدرسًا؛ يُرْفَع إلى مدير المدرسة، وهلمَّ جرَّا.
المهم: أن مثل هذا لا يستر ويرفع إلى من يؤدبه على أي وجه كان؛ لأن مثل هذا إذا سُتِر-نسأل الله السلامة-؛ ذهب يفعل ما فعل ولم يبال.
والقسم الثالث:أن لا تعلم هل ستره خير أم كشفه هو الخير: فالأصل أن الستر خير، ولهذا يذكر في الأثر: "لأن أُخْطىء في العفو أحب إليّ من أن أخطىء في العقوبة"، فعلى هذا نقول: إذا تردَّدت هل الستر خير أم بيان أمره خير؛ فالستر أولى، ولكن في هذه الحال تتبَّع أمره، لا تهمله؛ لأنه ربما يتبين بعد ذلك أن هذا الرجل ليس أهلًا للستر.
نقلًا من موقع الشيخ: محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-
الروابط المفضلة