السلام عليكم ورحمة الله
الرحمة بالخلق
قال الله تعالى : عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم : { بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} سورة التوبة،آية:128
وقال تعالى عن المؤمنين { رُحَمَاء بَيْنَهُمْ } سورة الفتح،آية:29
عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"لا يرحم الله من لا يرحم الناس"أخرجه البخاري
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: "أرسلت بنت النبي صلى الله عليه وسلم أن ابني قد احتضر فاشهدنا،
فأرسل يقريء السلام ويقول: إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب،
فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت
ورجال رضي الله عنهم، فرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم الصبي فأقعده في حجره ونفسه تقعقع،
ففاضت عيناه صلى الله عليه وسلم، فقال سعد: يا رسول الله ما هذا؟
قال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب من شاء من عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء" متفق عليه
(ومعنى تقعقع: تتحرك وتضطرب).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "سمعت أبا القاسم الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم يقول:
لا تنزع الرحمة إلا من شقي"أخرجه الترمذي
إذا فالراحمون يرحمهم الله سبحانه وتعالى ويغفر لهم، وألئك الذين نزعت الرحمة من قلوبهم أشقياء
قد عوقبوا بنزع هذه الرحمة، وهم أبعد الناس عن رحمة الله سبحانه وتعالى، والله عز وجل لا يرحم
من لا يرحم عباده؛ فالجزاء من جنس العمل.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى
من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان قد بلغ مني فنزل البئر فملأ خفه ماء
ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له،
قالوا: يا رسول الله، إن لنا في البهائم أجراً؟فقال: في كل كبد رطبة أجر"متفق عليه
أرأيتم أولئك الذين رحمهم الله وغفر لهم وقد رحموا دابة من الدواب؟
فما بالكم بمن يرحم عباد الله سبحانه وتعالى الصالحين الأتقياء؟
الشرح:
دين المسلمين دين قائم على الرحمة، فربهم بهم رحيم ونبيهم بهم رحيم، ووصفهم الله بأنهم رحماء بينهم،
وخلق الرحمة خلق حميد يحبه الله وأخبر على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم
أنه إنما يرحم من عباده الرحماء.
الفوائد:
- أن الرحمة من صفات المؤمنين.
- أن رحمة الناس من أسباب الدخول في رحمة الله.
- أن نزع الرحمة من القلب علامة على شقاوة الإنسان.
مجالات الرحمة وصورها لدى أهل السنة:
الأول: الرحمة بالفقراء والمساكين وأهل الحاجة وقضاء حوائج الناس، ولهم في ذلك أسوة في نبيهم
صلى الله عليه وسلم الذي كان عليه الصلاة والسلام يعطف على الأرملة والمسكين،
الثاني: الحرص على هداية الناس وإصلاحهم، وهذا من أعظم مجالات الرحمة وأجلها،
الثالث: الرفق بهم في من ولاه الله مسؤولية أوأمرا من أمور المسلمين، وقد دعاالرسول الكريم
عليه افضل الصلاة والتسليم فقال:"اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به،
ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه "
فكل من ولاه الله أمانة أومسؤولية، من أب أو زوج أو أستاذ أو مدير أو مسؤول صغيراً أو كبيراً،
فينبغي له أن يرفق بالمسلمين ويرحمهم
اللهم ارحمنا برحمتك يا ارحم الراحمين
الروابط المفضلة