1) الاعتذار بكثرة المشاغل
سواء كانت مشاغل الوظيفة أو الأهل أو نحو ذلك ، ولا شك أن الناس جميعاً في
انشغالات لا تنتهي بل حتى أهل القبور دخلوا قبورهم ولمّا تنقضي مشاغلهم!! لكن شتان بين من ينشغل في
الدنيا وطلب الرزق ويجعل هذا همه الأكبر وبين من ينشغل بالإقبال على القرآن والعلم وما يفيده في آخرته .
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم
أعظم القدوة فهو القائد والإمام ورب الأسرة والمربي والعابد الزاهد
ولم يمنعه كل
فالحل لمثل هذا الأمر يكمن في تنسيق
وتنظيم الوقت فلا يطغى جانب على جانب
قال سلمان الفارسي رضي الله عنه :
إن لربك عليك حقاً ولنفسك
عليك حقاً ولأهلك وضيفك عليك حقاً فأعط كل ذي حق حقه .
فقال صلى الله عليه وسلم ( صدق سلمان )
رواه
ابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما .
ثم لو علم الإنسان عظمة كلام الله عز وجل حق العلم لاستحى أن يُعطيه
فاضل وقته .
2) الاعتذار بطلب العلم ،
وهذا لا شك أمر مردود لأن كتاب الله جل وتعالى أول ما ينبغي على طالب العلم
الإقبال عليه فهو أهم المهمات كما تقدم . قال الخطيب البغدادي رحمه الله : والعلم كالبحار المتعذّر كيلها
والمعادن التي لا ينقطع نيلها فاشتغل بالمهم منه فإنه من شغل نفسه بغير المهم أضـرّ بالمهم . انتهى
وإذا طلبت العلم فاعلم أنه *** حِمل فأبصر أيّ شيءٍ تحمـل
وإذا علمتَ بأنه متفاضـل *** فاشغل فؤادك بالذي هو أفضل
فاحرصي يا أخيه على البدء بكتاب الله حفظاً وتفهماً ، ولا بأس مع تنظيم الوقت المذكور آنفاً أن تأخذي من العلوم بعد ذلك ما أردتي .
3) الاعتذار بتفلّت القرآن ونسيانه ،
وهذا مدخل شيطاني خطير والدليل على ذلك أنه يعالج الداء بداء آخر
فيعالج النسيان بترك الحفظ والمراجعة ، وهذا خطأ بلا شك . سألت أحد الشباب
ممن ابتدأ في حفظ القرآن ثم انقطع عن سبب انقطاعه فقال : لأنني نسيت ما حفظت فقلت له : وهل انقطاعك
يذكرك ما نسيت أو يزيد في حفظك ؟! والنبي صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا بهذه الحقيقة
أي أن القرآن شديد التفلّت لكنه أرشدنا إلى الحل الأمثل
في ذلك بل أنه قدم الحل قبل بيان المشكلة كما في الحديث المتفق عليه ( تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده
لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها )
فأمرنا بتعاهده والتعاهد هو كثرة المراجعة ولا شك أن المتعاهد للقرآن
سينشط بعد ذلك في مواصلة الحفظ .
هــذا وإن هناك أسباباً حقيقية تصـد الشـاب عن حفظ القـرآن والإقبال عليه أذكر منها :
1) الوحدة :
وذلك بأن يريد الشاب
المسلمة أن تحفظ القرآن لوحدها بجهدها الخاص ولا ريب أن هذا الفعل فيه عدة
سلبيات منها أنه قد يعتريه الفتور سريعاً فتقعد عن مواصلة الحفظ ، وكذلك فإنه قد لا تكتشف أخطاءها إذا
كانت تقرأ لوحدها ، وعلى كل حال فقد قال عليه الصلاة والسلام
( إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ) رواه
الحاكم . فعليك يا أخية أن تتواصى مع غيرك من إخواتك في حفظ القرآن الكريم أو الالتحاق بحِلق تحفيظ
القرآن المنتشرة ولله الحمد وذلك لتحفظ على الوجه الصحيح
ويتبيّن لك مدى إتقانك لما تحفظ .
2) استطالة طريق الحفظ :
فقدتيبدأ المسلمة في الحفظ وتريد أن تختم القرآن في أسبوع أو أسبوعين أو شهر
أو شهرين ثم ما تلبث أن تستطيل المدة تفتر والسبب في ذلك الحماس غير المنضبط . فعليك أن تعلمي يا أخية
أن حفظ القرآن لا بد له من وقت طويل
يُقدر بثلاث سنوات تقريباً في الغالب وكلٌ على حسب طاقته وجهده
وتفرغه فلا تُحمِّلي نفسك فوق طاقتها ولا تستعجلي في أمرٍ لك فيه أناة قال صلى الله عليه وسلم ( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ) متفق عليه .
3) المعاصي :
وهذا بلا شك سبب رئيس في الحرمان من كل خير فلا يُحرَم العبد خيراً إلا بسبب ما كسبته
نفسه من المعاصي والآثام
قال صلى الله عليه وسلم
( إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه )
رواه الإمام أحمد ،
ولا شك أن حفظ القرآن الكريم من أعظم وأجل النعم على العبد ، فاجتهدي يا أخية في تحرير نفسك من ذلّ
المعصية وشؤمها لينفتح لك باب المعونة من الله عز وجلّ .
أسأل الله تعالى
بمنّه وكرمه أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته ،
وأن يجعلنا من الذين
يقيمون حروف القرآن كما يُقيمون حدوده
وآخر دعوانا
أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
جعلها الله
في موازين
صاحبة
الكتابه
؟
؟
الروابط المفضلة