لطالـب العــلم
نصيحة لمن قسى قلبه وانصرف عن طلب العلم
فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: لقد قدمت إلى هذه البلاد لطب العلم أسأل الله أن يجعل نيتي ونية كل مسلم خالصة صادقة ومع حفظ المتون والحلق والدروس جاءني الشيطان يرغبني عن العلم ويصرفني عنه ويضعف عزيمتي ويشغلني بما لا يفيد فقسى قلبي وانشغلت عن كتاب الله وعن الاجتهاد في الطلب واجتمعت عليَّ هموم وغموم وأشعر بضيق شديد فاكتب من اجلي حفظك الله بنصح منك أسأل الله أن ينفعني وإخواني بما تقول؟؟
أما الوصية التي أوصيك بها أخي في الله:
أن تعتمد على الله فإنه نعم المولى ونعم النصير ، واعلم أن ما نزل بك ما هو إلا بلاء من الله إما بسبب ذنب بينك وبين الله ، أو أن الله يريد أن يرفع درجتك فسلط البلاء عليك، فإن كنت تريد النجاة فاستدم الاستغفار لعل الله أن يرحمك إن كنت عاصيا، أو كان ذلك بسبب معصية فإن طالب العمل قد يبدأ بطلب العلم فيصاب بغرور أو يزلَّ لسانه بكلمة أو يحدث منه أمر يغضب الله عليه فيسلب نعمة العلم والرغبة فيه على قدر ما أصاب من ذنب.
قال سفيان -رحمه الله-: أذنبت ذنبا فحرمت قيام الليل أربعة أشهر .
أما الأمر الثاني : وهو أن تحسن الظن بالله فلعل الله يريد أن يبلغك مرتبة لا تصل إليها إلا بامتحان وابتلاء، وقلَّ أن تجد طالب علم طلب العلم إلا وقد جاءه ما ذكرت بل وأشد مما ذكرت والله جل وعلا يقول: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا}[السجدة : 24]، فالله جل وعلا يجعل العبد إماما إذا صبر، ولذلك قال العلماء:
إن الله عز وجل لما أوحى إلى نبيه فأخذه جبريل فغطه حتى رأى الموت، ثم أرسله ثم غطه ثم أرسله ثلاث مرات، قالوا: ثلاث مرات لكي يبين أن العلم لا يأت إلا بعد امتحان وابتلاء.
فضاق قلبك، ولعل هذا الضيق أن يكون كما ابتلي به حبيبنا صلى الله عليه وسلم عند الوحي، هذا إذا أحسنت الظن بالله.
واشدد عزيمتك بالله، واستعن بالله فإنه نعم المولى ونعم النصير.
وكثير من طلاب العلم يأتيهم الهم ويأتيهم الغم ويأتيهم التثبيط من الناس، فمنهم من يقول إلى متى تنتهي من دروسك، فلربما تجلس العشر سنوات، والعشرين درس وأنت في هذا الدرس، أو في هذه الحلقة أو عند العالم الفلاني ولا تنتهي، كل ذلك ابتلاء،
فإن صـــــــــــــــدق مع الله صــــــــــــدق الله معه
وكم وجدنا من المثبطين والمخذلين حتى خذلهم الله عز وجل معنا
فتعلق بالله، واعلم أنك في روضة من رياض الجنة، وهي العلم
فاستدم سؤال الله عز وجل أن يثبت قدمك، وأن يحسن العاقبة لك
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم، أن يرزقنا من العلم حلاوته وطلاوته، وأن يجعل لنا موجبات رحمته، وعلو درجاته، إنه ولي ذلك والقادر عليه.....
فضيلة الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي-حفظه الله- ،، زاده الله من فضله،، ورفع ذكره
الروابط المفضلة