والفرق بين سلامة القلب والبله والتغفل أن سلامة القلب تكون من عدم إرادة الشر بعد معرفته فيسلم قلبه من إرادته وقصده لا من معرفته والعلم به , وهذا بخلاف البله والغفله فإنهاجهل وقلة معرفة, وهذا لا يحمد إذ هو نقص, وإنما يحمد الناس من هو كذلك لسلامتهم منه .والكمال أن يكون القلب عارفا بتفاصيل الشر سليما من إرادته, قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:لست بخب ولا يخدعني الخب,(الخب :المخادع,الغشاش.),وكان عمر أعقل وأورع من أن يخدع ,وقال تعالى)يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم)فهذا هو السليم من الآفات التي تعتري القلوب المريضة من مرض الشبهة التي توجب اتباع الظن, ومرض الشهوة توجب اتباع ما تهوى الأنفس , فالقلب السليم الذي سلم من هذا وهذا.
الروح لابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى ص 434.