--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوتي وأخواتي كثيرا مانسمع عن قصص الصالحين وعن حسن خاتمتهم .ولكن الله سبحانه وتعالى أكرم البعض من عباده الدين يحبهم حسن الخاتمة في زماننا هدا.
أبتسام أبنة تدرس هده السنة في الثانوية العامة (يعني في الباكلورية).وتعيش في جرجيس بجنوب تونس.
وهي بنت دات أخلاق عالية تتصف بالحياء والأدب وقلة الكلام.تلبس الحجاب وتبحث كثيرا عن تثقيف نفسها في دينها.وهي بنت مخطوبة وعمرها لم يبلغ التاسعة عشر ومن المقرر زواجها في صيف 2008.ولكن أراد الله غير دلك.
أتت أبنة خالها عندهم يوم 13 جانفي (4 محرم)للمبيت عندهم للدهاب الى السوق غدا مبكرا.
وتحكي أبنة خالها وتقول :رأيتها وقد أمضت ليلتها بطولها وما أطول ليالي الشتاء لمن لا يناجي ربه وهي واقفة بين يدي الله عز وجل في الصلاة حتى أنني شعرت بالغيرة منها.
وأتى الثلث الخير من الليل فدهبت لإيقاض أخوها للقيام فهو من المعتادين مثلها ولكنه لم يستفق ليلتها الا وهي توقضه.
أتى الصباح ودهبت البنتين الى السوق وفي رجوعهما وجدا قريبا لهما بسيارته فتطوع الى أيصالهما الى البيت.
ولكن الله أراد لإبتسام وجهة أخرى غير بيتها في الدنيا أراد لها لقاءا مع ملك الموت ووجهة أخرى .لقد أنقلبت السيارة بالراكبين جميعا وتوفيت أبتسام بعد ليلة قضتها واقفة بين يدي الله عز وجل.
عادتنا في تونس عمل مقرءة قرآن وهي من البدع ولكن رفض أخوها كل بدعة في عزاءها ونظم حلاقات ودروس للدين في بيتهم لمدة ثلاثة أيام.
تساءل أخو أبتسام أن كانت أخته تركت وصية فدهب يبحث في غرفتها عن شيء تركته .فوجد تحت فراشها كنزا لم يتخيله أحدا لقد مشى عليها حديث نبينا صلى الله عليه وسلم:"ادا مات الإنسان انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له".
لقد جرد الله هده البنت من المال لأنها صغيرة في السن ولم تعمل. وجردها من الدرية لأنها لم تتزوج .ولكن سبحان الكريم يسر لها في علم ينتفع به.لقد تركت أبتسام كراسا من أكثر من خمسين صفحة سطرته بيديها وبقلمها وجمعت فيه أيات قرآنية وأحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم عن الكثير من المواضيع الأساسية للمسلم مثل أهمية طلب العلم أهمية الصلاة فضل النوافل....والكثير من المواضيع الأخرى .
ولقد قام أخوها بطبع هدا العلم ونشره بين الناس ووصلت منه نسخ هنا في فرنسا وهو يوزع الأن بين الناس .كما يقول أخوها أنها لما وضعت أخته في قبرها كان متسعا جدا لجسدها فسبحان الله .
لقد أراد الله سبحانه وتعالى لهده الأمة الخير فعملت وأجتهدت وجزاها الله خير جهدها بأن جعل ماتركته وراءها عدادا للحسنات أن شاء الله تعالى.
رحمك الله ياأبتسام ورزقك الله الجنة بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أدعو لها بالرحمة ولا تنسوها من صالح دعاءكم لعل الله أن يرسل لكم من يدعو لكم بالرحمة يوم ينقطع العمل.
ولمن يريد نسخة من ماتركته أختنا أبتسام فسأرسلها له بأدن الله تعالى.
وجزاكم الله خيرا.
والحمد لله رب العالمين.
الروابط المفضلة