والحمد لله رب العالمين ،، والصلاة والسلام على نبينا محمد ،، وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد:
بأسمى آيات الأخوة والمحبة في الله أتقدم إليكم بهذه الكلمات
وأبثها من قلب محب لكم ويتمنى لكم ولنفسه خير الدنيا ونعيم الآخرة ،،
وعملاً بقول حبيبي وحبيبنا الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه وسلم:
"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه "
لأجل ذلك جمعت لكم هذه الكلمات
لأذكر نفسي وإياكم بها علها تصل إلى قلوبكم الصافية النقية ووجدانكم الملئ بالمعاني الطيبة السامية ،،
فها هي الأيام تمضي سريعاً .. حاملة معها سجلات أعمالنا بكل ما كتب فيها لنا أو علينا ،،
تُرفع إلى الله جل وعلا ،،
أخي الحبيب ،، أختي الفاضلة
تذكر قرب الأجل !!!
قال الحسن البصري رحمه الله:
يا ابن أدم إنما أنت أيام كلما مضى منك يوم مضى بعضك
وقال الشاعر:
إنـا لنفـرح بالأيـام نقـطعها * * * وكـل يوم مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا ً * * * فإنما الربح والخسران في العمل
إذاً هذه دعوة للتأمل ،، لنقف قليلاً ونستعرض شريط الذكريات ،،
ولنحاسب أنفسنا عما بدر منها من أقوال وأفعال ،،
يقول ربنا جل وعلا في كتابه العزيز:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18)
وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19)
(الحشر)
وقال أيضاً:
وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54)
(الزمر)
ويقول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه:
"حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا،
فإن أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر،
يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية".
أخي الحبيب ،، أختي الفاضلة
جدد النية والعهد مع الله
ضع أمام عينيك هذه الأيام التي ستأتي عليك واعزم بصدق و إخلاص أن تقضيها في طاعة الله ،
وتنفيذ أوامره ، واجتناب نواهيه ، ونصرة شرعه ، وإحياء سنة نبيه ،،
وأن تجدد العهد وتعطي الولاء خالصاً كاملاً لله وحده دون سواه.
أخي الحبيب ،، أختي الفاضلة
لنطهر قلوبنا من كل الشوائب ،،
هذه القلوب التي ملأناها حقداً وملأناها غلاً وملأناها ضغينة ،،
ولنفتح صفحة جديدة بيضاء في استقبال هذا العام الجديد ..
جرب ،،
أن تغلق عليك باب التفكير ،، وتفتح نافذة صغيرة من القلب
تعيد بها حساباتك ،، وترتب أوراقك ،،
هنا ظلمت ،، وهنا كنت قاسي ،، وهنا توحشت ولا رحمت ،،
جرب ،،
أن تقول لمن طعنك بالظهر ،، شكراً
أن تغفر وتترك الخلق للخالق
أن تحب لله ،، وتكره لله
ولا تنتظر المقـــــابل
أن تبتسم للحـيـــاة ،، وتعطي الحزن وجه التجـــاهل.
أخيـــراً:
اعلم ،، أن مدار الأمر كله ينصب في خشية الله ،، وأن النجاح والتوفيق بيد الله وحده ،،
فبادر بدعاء الله بأن يوفقك في هذه الفرصة ،، ويزيدك تقىً وهدىً ونجاحاً وإنجازاً،،
واستعذ بالله من الغوي الأغوى -إبليس- نعوذ بالله منه و مما يهوى ،،
والحق بسفينة النجاة ،، وكن نجماً في سماء التائبين المنيبين المخبتين.
وصلى اللهم وسلم وبارك على أفضل الخلق أجمعين وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
أخوكم في الله
الذي يدعو لكم دائماً بكل خير
الروابط المفضلة