بسم الله الرحمن الرحيم :
الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3)يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ (5) فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11)
*******************
التفـسير -(ابن كثير )
الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ :
القارعة من أسماء القيامة كالحاقة والطامة والصاخة والغاشية وغير ذلك .
-------
وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ:
ثم قال تعالى معظما ومهولا لشأنها وما أدراك ما القارعة .
-------
يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ :
" ثم فسر ذلك بقوله " يوم يكون الناس كالفراش المبثوث " أي في انتشارهم وتفرقهم وذهابهم ومجيئهم من حيرتهم مما هم فيه كأنهم فراش مبثوث كما قال تعالى في الآية الأخرى " كأنهم جراد منتشر ".
------
وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ:
يعني قد صارت كأنها الصوف المنفوش الذي قد شرع في الذهاب والتمزق قال مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والحسن وقتادة وعطاء الخراساني والضحاك والسدي " العهن " الصوف ثم أخبر تعالى عما يئول آليه عمل العاملين وما يصيرون إليه من الكرامة والإهانة بحسب أعماله فقال
------
فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ:
أي رجحت حسناته على سيئاته .
-----
فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ:
يعني في الجنة .
-----
وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ:
أي رجحت سيئاته على حسناته .
------
فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ:
قيل معناه فهو ساقط هاو بأم رأسه في نار جهنم وعبر عنه بأمه يعني ما غيره روى نحو هذا عن ابن عباس وعكرمة وأبي صالح وقتادة وقال قتادة : يهوي في النار على رأسه وكذا قال أبو صالح يهوون في النار على رءوسهم وقيل معناه فأمه التي يرجع إليها ويصير في المعاد إليها هاوية وهي اسم من أسماء النار قال ابن جرير وإنما قيل للهاوية أمه لأنه لا مأوى له غيرها . وقال ابن زيد الهاوية النار التي هي أمه ومأواه التي يرجع إليها ويأوي إليها وقرأ " ومأواهم النار " قال ابن أبي حاتم وروي عن قتادة أنه قال النار وهي مأواهم ولهذا قال تعالى مفسرا للهاوية.
-----
وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ:
" وما أدراك ما هيه نار حامية " قال ابن جرير حدثنا ابن عبد الأعلى حدثنا ثور عن معمر عن الأشعث بن عبد الله الأعمى قال : إذا مات المؤمن ذهب بروحه إلى أرواح المؤمنين فيقولون روحوا أخاكم فإنه كان في غم الدنيا قال ويسألونه وما فعل فلان ؟ فيقول مات أوما جاءكم فيقولون ذهب به إلى أمه الهاوية وقد رواه ابن مردويه من طريق أنس بن مالك مرفوعا بأبسط من هذا وقد أوردناه في كتاب صفة النار - أجارنا الله منها بمنه وكرمه .
------
نَارٌ حَامِيَةٌ
وقوله تعالى " نار حامية " أي حارة شديدة الحر قوية اللهب والسعير قال أبو مصعب عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " نار بني آدم التي توقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كانت لكافية ؟ فقال " إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا " . ورواه البخاري عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك ورواه مسلم عن قتيبة عن المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد به...
***********************
[ram]http://media.islamway.com/arabic/images/quran/agmy/101.rm[/ram]
*******************
اللهم اسألك باسمك الاعظم ..ورضوانك الاكبر ..الذي ان سؤلت به اعطيت ,وان دعيت به اجبت ,انا تجعلنا ممن ثقلت موازينهم ,يوم الحساب وان تظلنا في ظلك يوم لاظل الا ظلك...اللهم اميييين
الروابط المفضلة