لا شك لشهر شعبان فضلا عند الله فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحرص أشد الحرص على الصيام في هذا الشهر ويخصه بمزيد الصيام ، وكان صلى الله عليه وسلم يصوم في شعبان أكثر ممّا يصوم في غيره ..
جاء في الصحيحين وسنن أبي داود والنسائي عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول : لا يفطر ، ويفطر حتى نقول : لا يصوم ، فكان صلى الله عليه وسلم يصوم صوما حتى إذا ما رآه أحد ظنّ أنه لا يفطر حتى يستكمل هذا الشهر ) ..
وعن عائشة رضي الله عنها تقول : ( .. ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل شهر قط إلا شهر رمضان ، وما رأيته في شهر كان أكثر منه صياما في شعبان ) [ صحيح / صحيح أبي داود 2126 ] ..
ومعنى ذلك أنه لم يكن يصوم شهرا كاملا من أوله إلى آخره سوى رمضان ، وما عداه من الأشهر فلم يتم صيامه .. قالت : وما رأيته في شهر كان أكثر منه صياما في شعبان .. ومعنى ذلك أن غالب شهر شعبان كان أكثره صياما بالنسبة للرسول عليه الصلاة والسلام ..
وفي رواية عنها في الصحيحين قالت : ( لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا أكثر من شعبان ، كان يصوم شعبان كله ) ..
قال العلماء : المعتمد عند الأئمة رحمهم الله كما قرر ذلك عبد الله بن المبارك أن قولها : يصوم شعبان كله أي أغلبه وجاء باللفظ من باب التكثير بمعنى أن الرسول كان يصوم أكثر أيام شعبان ..
أما عن الحكمة في صيام شعبان والله أعلم ما ثبت في سنن النسائي وصحيح ابن خزيمة رضي الله عنهم ، عن أسامة قال : قلت : يا رسول الله ، لم أرك تصوم من شهر ما تصوم من شهر شعبان ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( ذلك شهر يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي ، وأنا صائم ) [ حسن / صحيح النسائي 2221 ] ..
فشهر رجب يجّد الناس فيه بالطاعات ، لأنه من الأشهر الحرم ، ورمضان شهر مبارك معظم فربُّما يأتي شهر شعبان فيفترون عن العبادة ويتكاسلون ..
يتبع ..
الروابط المفضلة