ساعة مع العارفين


والعلماء العاملين


يونس بن عبيد رضي الله عنه


(الجزء الأول)


========================



العالم التاجر الصادق

الاسم: يونس بن عبيد بن دينار العبدى، أبو عبد الله، و يقال أبو عبيد، البصرى، مولى عبد القيس
الطبقة: 5 : من صغار التابعين
الوفاة: 139 هـ
روى له: خ م د ت س ق (البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه)
رتبته عند ابن حجر: ثقة ثبت فاضل ورع
رتبته عند الذهبي: أحد أئمة البصرة، من العلماء العاملين الأثبات .
يكنى أبا عبدالله مولى لعبد القيس


(فلا تزكوا أنفسكم)

رسته قال سمعت زهيرا يقولكان يونس بن عبيد خزازا – بائع قماش - فجاء رجل يطلب ثوبا فقال لغلامه انشر الرزمة فنشر الغلام الرزمة وضرب بيده عليها وقال صلى الله على محمد فقد ارفعه وأبى أن يبيعه مخافة أن يكون مدحه .


(وهل تنصرون إلا بضعافكم)

مؤمل بن اسمعيل قال جاء رجل من أهل الشام إلى سوق الخزازين فقال مطرف بأربعمائة فقال يونس بن عبيد عندنا بمائتين فنادى مناد بالصلاة فانطلق يونس إلى بنى قشير ليصلى بهم فجاء وقد باع ابن أخيه المطرف من الشامى بأربعمائة فقال يونس ما هذه الدراهم قال ذلك المطرف بعناه من هذا الرجل قال يونس يا عبد الله المطرف الذى عرضت عليك بمائتى درهم فإن شئت فخذه وخذ مائتين وإن شئت فدعه قال من أنت قال رجل من المسلمين قال بل أسألك باالله من أنت وما اسمك قال يونس ابن عبيد قال فوالله إنا لنكون فى نحر العدو فاذا اشتد الأمرعلينا قلنا اللهم رب يونس فرج عنا أو شبيه هذا فقال يونس سبحان الله سبحان الله .


(التاجر الصادق)

بشر بن المفضل قال جاءت امرأة بمطرف خز إلى يونس بن عبيد فألقته إليه تعرضه عليه فى السوق فنظر إليه فقال لها بكم قالت بستين درهما قال فألقاه إلى جار له فقال له كيف تراه بعشرينومائة قال أرى ذلك ثمنه أو نحوا من ثمنه قال فقال لها اذهبى فاستأمري أهلك فى بيعه بخمس وعشرين
ومائة قالت قد أمرونى أن أبيعه بستين قال ارجعى إليهم فاستأمريهم .
أميه بن بسطام قال جاءت يونس بن عبيد امرأة بجبة خز فقالت له اشترها فقال بكم تبيعينها قالت بخمس مائه قال هى خير من ذلك قالت بستمائة قال هى خير من ذلك فلم يزل يقول هى من ذلك حتى بلغت ألفا وقد بذلتها بخمس مائه .
قال أمية وكان يونس بن عبيد يشترى الابريسم من البصرة فيبعث به إلى وكيله بالسوس فكان وكيله يبعث إليه بالخز فإن كتب وكيله إليه إن المتاع عندهم زائد لم يشتر منهم أبدا حتى يخبرهم أن وكيله كتب أليه أن المتاع عندهم زائد .
أحمد بن سعيد الدارمى قال سمعت النضر بن شميل وسعيد بن عامر يقولان غلا الحرير وقال أحدهما بالخز فى موضع كان إذا غلا هناك بالبصره وكان يونس بن عبيد خزازا فعلم بذلك فاشترى من رجل متاعا بثلاثين ألفا فلما كان بعد ذلك قال لصاحبه هل كنت قد علمت أن المتاع قد غلا بأرض كذا وكذا قال لا ولو علمت لم أبع قال هلم هلم إليَّ مالي وخذ مالك ورد عليه الثلاثين ألفا .
سكن الحرشى قال جاءني يونس بن عبيد بشاة فقال بعها وابرأ من أنها تقلب العلف وتنزع الوتد ولا تبرأ بعد ما تبيع بل قل لمن تبيع .


(الدراهم والعمل العزيزة)

أسماء بن عبيد قال سمعت يونس بن عبيد يقول ليس شىء أعز من شيئين درهم طيب ورجل يعمل على سُنَّة .
قال وسمعت يونس يقول إنما هما درهمان درهم أمسكت عنه حتى طاب لك فأخذتة ودرهم وجب لله وجل عليك فيه حق فأديته .


(النفس الأمارة بالسوء)

جعفر بن برقان قال بلغنى عن يونس بن عبيد فضل وصلاح فكتبت إليه يا أخى بلغنى عنك فضل وصلاح فأحببت أن أكتب إليك فاكتب إلي بما أنت عليه فكتب إلى أتانى كتابك تسألنى أن أكتب إليك بما أنا عليه وأخبرك أنى عرضت على نفسى أن تحب للناس ما تحب لها وأن تكره لهم ما تكره لها فاذا هي من ذلك بعيد ثم عرضت عليها مرة أخرى ترك ذكرهم إلامن خير فوجدت الصوم فى اليوم الحار الشديد الحر بالهواجر بالبصرة أيسر عليها من ترك ذكرهم هذا أمري يا أخي والسلام .


(وما تقرب لي عبدي بأحب مما افترضت عليه)

عن سلام بن أبى مطيع أو غيره قال ما كان يونس بأكثرهمصلاة ولا صوما ولكن لا والله ما حضر حق من حقوق الله عز وجل إلا وهو متهيىء له .


(تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ)

إسحاق بن إبراهيم قال نظر يونس بن عبيد إلى قدميه عند موته فبكى فقيل له ما يبكيك با أبا عبد الله قال قدماي لم تغبرا في سبيل الله عز وجل .


(ميزان الورع)

قال غسان وحدثنا سعيد بن عامر عن يونس بن عبيد قال إنك تكاد تعرف ورع الرجل في كلامه إذا تكلم .


(أمسك عليك هذا وأشار إلى لسانه r)

مبارك بن فضالة عن يونس بن عبيد قال لا تجد شيئا من البر واحدا يتبعه البر كله غير اللسان تجد الرجل يكثر الصيام ويفطر على الحرام، ويقوم الليل ويشهد بالزور، وذكر شيئا نحو هذا ولكن لا تجده لا يتكلم إلا بحق فيخالف ذلك عمله أبدا .


(الغني الشاكي)

غسان بن المفضل قال حدثنى بعض أصحابنا من البصريين قال جاء رجل إلى يونس بن عبيد فشكا إليه ضيقا من حاله ومعاشه واغتماما منه بذلك فقال له يونس أيسرك ببصرك هذا الذى تبصر به مائه ألف قال لا قال فسمعك الذى تسمع به يسرك به مائه ألف قال لا قال فؤادك الذى تعقل به يسرك به مائه ألف قال لا قال فيداك يسرك بهما مائه ألف قال لا قال فرجلاك قال فذكره نعم الله عز وجل عليه فأقبل عليه يونس فقال أرى لك مئين ألوفا وأنت تشكو الحاجه .