انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 5 من 5

الموضوع: رجل من الجنة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    الموقع
    بلد الأهرامات- والنيل-أم الدنيا-مصر
    الردود
    8,639
    الجنس
    امرأة

    رجل من الجنة



    عمّار بن ياسر

    رجل من الجنة .. تقتله الفئة الباغية..!!



    لو أردت أن تعرف كيف يكون أهل الجنة لكان عمّار، وأمه سميّة، وأبوه ياسر من هؤلاء..!!

    ما كان الرسول عليه الصلاة والسلام مواسيا لهم فحسب حين قال:

    " صبرا آل ياسر ان موعدكم الجنة"..

    بل كان يقرر حقيقة يعرفها ويؤكد واقعا يبصره ويراه..



    **



    خرج ياسر والد عمّار، من بلده في اليمن يطلب أخا له، ويبحث عنه..

    وفي مكة طاب له المقام، فاستوطنها محالفا أبا حذيفة بن المغيرة..

    وزوّجه أبو حذيفة احدى امائه سميّة بنت خياط..

    ومن هذا الزواج المبارك رزق الله الأبوين عمارا..

    وكان اسلامهم مبكرا.. شأن الأبرار الذين هداهم الله..

    وشأن الأبرار المبكّرين أيضا، أخذوا نصيبهم الأوفى من عذاب قريش وأهوالها..!! ولقد كانت قريش تتربّص بالمؤمنين الدوائر..

    فان كانوا ممن لهم في قومهم شرف ومنعة، تولوهم بالوعيد والتهديد، ويلقى أبو جهل المؤمن منهم فيقول له:" تركت دين آبائك وهم خير منك.. لنسفّهنّ حلمك، ولنضعنّ شرفك، ولنكسدنّ تجارتك، ولنهلكنّ مالك" ثم يشنون عليه حرب عصبية حامية.

    وان كان المؤمن من ضعفاء مكة وفقرائها، أو عبيدها، أصلتهم سعيرا.

    ولقد كان آل ياسر من هذا الفريق..

    ووكل أمر تعذيبهم الى بني مخزوم، يخرجون بهم جميعا.. ياسر، سمية وعمار كل يوم الى رمضاء مكة الملتهبة، ويصبّون عليهم جحيم العذاب ألوانا وفنونا!!



    كان الرسول عليه الصلاة والسلام يخرج الى حيث علم أن آل ياسر يعذبون..

    ولم يكن أيامها يملك من أسباب المقاومة ودفع الأذى شيئا..

    وكانت تلك مشيئة الله..

    فالدين الجديد، ملة ابراهيم حنيفا، الدين الذي يرفع محمد لواءه ليس حركة اصلاح عارضة عابرة.. وانما هو نهج حياة للبشرية المؤمنة.. ولا بد للبشربة المؤمنة هذه أن ترث مع الدين تاريخه بكل تاريخه بكا بطولاته، وتضحياته ومخاطراته...

    ان هذه التضحيات النبيلة الهائلة، هي الخرسانة التي تهب الدين والعقيدة ثباتا لا يزول، وخلودا لا يبلى..!!! انها المنار الذي يهدي الأجيال الوافدة الى حقيقة الدين، وصدقه وعظمته..

    وهكذا لم يكن هناك بد من أن يكون للاسلام تضحياته وضحاياه، ولقد أضاء القرآن الكريم هذا المعنى للمسلمين في أكثر من آية...

    فهو يقول: (أحسب الناس أن يتركوا، أن يقولوا آمنّا، وهم لا يفتنون)؟!



    (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة، ولمّا يعلم الله الذين جاهدوا منكم، ويعلم الصابرين)؟



    (ولقد فتنّا الذين من قبلهم، فليعلمنّ الله الذين صدقوا، وليعلمنّ الكاذبين).



    (أم حسبتم أن تتركوا، ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم..)



    (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيّب)..



    (وما أصابكم يوم التقى الجمعان، فباذن الله، وليعلم المؤمنين).



    أجل هكذا علم القرآن حملته وأبناءه، أن التضحية جوهر الايمان، وأن مقاومة التحديّات الغاشمة الظالمة بالثبات وبالصبر وبالاصرار.. انما تشكّل أبهى فضائل الايمان وأروعها..

    ولقد كانت سميّة.. وكان ياسر.. وكان عمّار من هذه الثلة المباركة العظيمة التي اختارتها مقادير الاسلام لتصوغ من تضحياتها وثباتها واصراراها وثيقة عظمته وخلوده..

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج كل يوم الى أسرة ياسر، محيّيا صمودها، وبطولتها.. وكان قلبه الكبير يذوب رحمة وحنانا لمشهدهم وهم يتلقون العذاب ما لا طاقة لهم به.

    وذات يوم وهو يعودهم ناداه عمّار:

    " يا رسول الله.. لقد بلغ منا العذاب كل مبلغ"..

    فنا داه الرسول: صبرا أبا اليقظان.. صبرا آل ياسر.. فان موعدكم الجنة"..

    ولقد وصف أصاب عمّار العذاب الذي نزل به في أحاديث كثيرة.

    فيقول عمرو بن الحكم: " كان عمّار يعذب حتى لا يدري ما يقول".

    ويقول عمرو بن ميمون: " أحرق المشركون عمّار بن ياسر بالنار، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر به، ويمر يده على رأسه ويقول: يا نار كوني بردا وسلاما على عمّار، كما كنت بردا وسلاما على ابراهيم"..

    على أن ذلك لهول كله لم يكن ليفدح روح عمار، وان فدح ظهره ودغدغ قواه..

    ولم يشعر عمار بالهلاك حقا، الا في ذلك اليوم الذي فقد وعيه تحت وطأة هذا الهول فقالوا له: أذكر آلهتنا بخير، وأخذوا يقولون له، وهو يردد وراءهم القول في غير شعور.

    في لك اليوم، وبعد أن أفاق قليلا من غيبوبة تعذيبه، تذكّر ما قاله فطار صوابه، وتجسمت هذه الهفوة أما نفسه حتى رآها خطيئة لا مغفرة لها ولا كفارة.. وفي لحظات معدودات، أوقع به الشعور بالاثم من العذاب ما أضحى عذاب المشركين تجاهه بلسما ونعيما..!!



    ولو ترك عمّار لمشاعره تلك بضع ساعات لقضت عليه لا محالة..

    لقد كان يحتمل الهول المنصّب على جسده، لأن روحه هناك شامخة.. أما الآن وهو يظن أن الهزيمة أدركت روحه فقد أشرفت به همومه وجزعه على الموت والهلاك..

    لكن الله العليّ القدير أراد للمشهد المثير أن يبلغ جلال ختامه.. وبسط الوحي يمينه المباركة مصافحا بها عمّارا، وهاتفا به: انهض أيها البطل.. لا تثريب عليك ولا حرج..

    ولقي رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحبه فألفاه يبكي، فجعل يمسح دموعه بيده، ويقول له: " أخذك الكفار، فغطوك في الماء، فقلت كذا.. وكذا..؟؟"

    أجاب عمّار وهو ينتحب: نعم يا رسول الله...

    فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبتسم:" ان عادوا، فقل لهم مثل قولك هذا"..!! ثم تلا عليه الآية الكريمة الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان)..

    واستردّ عمّار سكينة نفسه، ولم يعد يجد للعذاب المنقض على جسده ألما، ولم يعد يلقي له وبالا..

    لقد ربح روحه، وربح ايمانه.. ولقد ضمن القرآن له هذه الصفقة المباركة، فليكن بعدئذ ما يكون..!! وصمد عمّار حتى حل الاعياء بجلاديه، وارتدّوا أمام اصراره صاغرين..!!



    استقرّ المسلمون بالمدينة بعد هجرة رسولهم اليها، وأخذ المجتمع الاسلامي هناك يتشكّل سريعا، ويستكمل نفسه..

    ووسط هذه الجماعة المسلمة المؤمنة،أخذ عمار مكانه عاليا..!!

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه حبا حمّا، ويباهي أصحابه بايمانه وهديه.. يقول عنه صلى الله عليه وسلم: ان عمّارا ملئ ايمانا الى مشاشه".

    وحين وقع سوء تفاهم بين عمار وخالد بن الوليد، قال رسول الله:" من عادى عمارا، عاداه الله، ومن أبغض عمارا أبغضه الله"

    ولم يكن أمام خالد بن الوليد بطل الاسلام الا أن يسارع الى عمار معتذرا اليه، وطامعا في صفحه الجميل..!!

    وحين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يبنون المسجد بالمدينة اثر نزولهم بها، ارتجز الامام علي كرّم الله وجهه أنشودة راح يرددها ويرددها المسلمون معه، فيقولون:

    لا يستوي من يعمر المساجدا

    يدأب فيها قائما وقاعدا

    ومن يرى عن الغبار حائدا

    كان عمار يعمل من ناحية المسجد فأخذ يردد الأنشودة ويرفع بها صوته.. وظن أحد أصحابه أن عمارا يعرض به، فغاضبه ببعض القول فغضب الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " ما لهم ولعمّار..؟يدعوهم الى الجنة، ويدعونه الى النار..

    ان عمّارا جلدة ما بين عينيّ وأنفي"...



    واذا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما الى هذا الحد، فلا بد أن يكون ايمانه، وبلاؤه، وولاؤه، وعظمة نفسه، واستقامة ضميره ونهجه.. قد بلغت المدى، وانتهت الى ذروة الكمال الميسور..!! وكذلكم كان عمار.. ولقد وصفه الرواة فقالوا:

    " كان طوّالا، أشهل، رحب ما بين المنكبين.. من أطول الناس سكوتا، وأقلهم كلاما"..

    فكيف سارت حياة هذا العملاق، الصامت الأشهل، العريض الصدر، الذي يحمل جسده آثار تعذيبه المروّع، كما يحمل في نفس الوقت وثيقة صموده الهائل، والمذهل وعظمته الخارقة..؟!شهد مع معلّمه ورسوله جميع المشاهد.. بدرا، وأحدا، والخندق وتبوك..

    ولما ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم الى الرفيق الأعلى، واصل العملاق زحفه.. ففي لقاء المسلمين مع الفرس، ومع الروم، ومن قبل ذلك في لقائهم مع جيوش الردّة الجرّراة كان عمّار هناك في الصفوف الأولى دوما.. جنديا باسلا أمينا، لا تنبو لسيفه ضربة.. ومؤمنا ورعا جليلا، لا تأخذه عن الله رغبة..

    وحين كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يختار ولاة المسلمين في دقة وتحفّظ من يختار مصيره، كانت عيناه تقعان دوما في ثقة أكيدة على عمّار بن ياسر".. وهكذا سارع اليه وولاه الكوفة، وجعل ابن مسعود معه على بيت المال.. وكتب الى أهلها كتابا يبشرهم فيه بواليهم الجديد، فقال:

    " اني بعثت اليكم عمّار بن ياسر أميرا.. وابن مسعود معلما ووزيرا..

    وانهما من النجباء، من أصحاب محمد، ومن أهل بدر"..



    ولقد سار عمّار في ولايته سيرا شق على الطامعين في الدنيا تحمّله حتى تألبوا عليه أو كادوا.. لقد زادته الولاية تواضعا وورعا وزهدا..

    يقول ابن أبي الهذيل، وهو من معاصريه في الكوفة:

    " رأيت عمّار بن ياسر وهو أمير الكوفة يشتري من قثائها، ثم يربطها بحبل ويحملها فوق ظهره، ويمضي بها الى داره"..!!

    يقول له واحد من العامّة وهو امير الكوفة:" يا أجدع الأذن يعيّره بأذنه التي قطعت بسيوف المرتدين في حرب اليمامة.. فلا يزيد الأمير الذي بيده السلطة على أن يقول لشاتمه: " خير أذنيّ سببت.. لقد أصيبت في سبيل الله"..!!

    أجل لقد أصيب في سبيل الله في يوم اليمامة، وكان يوما من أيام عمّار المجيدة.. اذا انطلق العملاق في استبسال عاصف يحصد في جيش مسيلمة الكذاب، ويهدي اليه المنايا والدمار..

    واذا يرى في المسلمين فتورا يرسل بين صفوفهم صياحه المزلزل، فيندفعون كالسهام المقذوفة.

    يقول عبدالله بن عمر رضي الله عنهما:

    " رايت عمّار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة، وقد أشرف يصيح: يا معشر المسلمين.. أمن الجنة تفرّون..؟ أنا عمّار بن ياسر، هلموا اليّ.. فنظرت اليه، فاذا أذنه مقطوعة تتأرجح، وهو يقاتل أشد القتال"..!!!

    **



    كان الحذيفة بن اليمان، الخبير بلغة السرائر والقلوب يتهيأ للقاء الله، ويعالج سكرات الموت حين سأله أصحابه الحافون حوله قائلين له" بمن تأمرنا، اذا اختلف الناس"..؟ فأجابهم حذيفة، وهو يلقي بآخر كلماته: " عليكم بابن سميّة.. فانه لن يفارق الحق حتى يموت"..



    اثر استقرار المسلمين في المدينة نهض الرسول الأمين وحوله الصحابة الأبرار، شعثا لربهم وغبرا، بنون بيته، ويقيمون مسجده.. قد امتلأت أفئدتهم المؤمنة غبطة، وتألقت بشرا، وابتهلت حمدا لربها وشكرا..

    الجميع يعملون في خبور وأمل.. يحملون الحجارة، أو يعجنون الملاط.. أو يقيمون البناء.. فوج هنا وفوج هناك.. والأفق السعيد يردد تغريدهم الذي يرفعون به أصواتهم المحبورة: لئن قعدنا والنبي يعمل لذاك منا العمل المضلل

    هكذا يغنون وينشدون..

    ثم تتعالى أصواتهم الصادحة بتغريدة أخرى:

    اللهم ان العيش عيش الآخرة فارحم الأنصار والمهاجرة

    وتغريدة ثالثة:

    لا يستوب من يعمّر مسجدا

    يدأب فيها قائما وقاعدا

    ومن يرى الغبار عنه حائدا



    انها خلايا لله تعمل.. انهم جنوده، يحملون لواءه، ويرفعون بناءه..

    ورسوله الطيّب الأمين معهم، يحمل من الحجارة أعتاها، ويمارس من العمل أشقه.. وأصواتهم المغرّدة تحكي غبطة أنفسهم الراضية المخبتة..

    والسماء من فوقهم تغبط الأرض التي تحملهم فوق ظهرها.. والحياة المتهللة تشهد أبهى أعيادها..!!

    وعمار بن ياسر هناك وسط المهرجان الحافل يحمل الحجارة الثقيلة من منحتها الى مستقرّها... ويبصره الرحمة المهداة محمد رسول الله، فيأخذه اليه حنان عظيم، ويقترب منه وينفض بيده البارّة الغبار الذي كسى رأسه، ويتأمّل وجهه الوديع المؤمن بنظرات ملؤها نور الله، ثم يقول على ملأ من أصحابه جميعا:

    " ويح ابن سميّة..!! تقتله الفئة الباغية"...

    وتتكرر النبوءة مرّة أخرى حين يسقط جدار كان يعمل تحته، فيظن بعض اخوانه أنه قد مات، فيذهب ينعاه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويفزّع الأصحاب من وقع النبأ.. لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في طمأنينة وثقة: " ما مات عمّار تقتله الفئة الباغية"..

    فمن تكون هذه الفئة يا ترى..؟؟ ومتى..؟ وأين..؟

    لقد أصغى عمّار للنبوءة اصغاء من يعرف صدق البصيرة التي يحملها رسوله العظيم.. ولكنه لم يروّع.. فهو منذ أسلم، وهو مرشّح للموت والشهادة في كل لحظة من ليل أو نهار... ومضت الأيام.. والأعوام..

    ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم الى الرفيق الأعلى.. ثم لحق به الى رضوان الله أبو بكر.. ثم لحق بهما الى رضوان الله عمر.. وولي الخلافة ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه..

    وبدأت تصحو الأطماع التي شغل الناس عنها حب الجهاد والتضحية لرفع كلمة الله ونشر الدين الجديد .. ولكن الغول لم يبق نائما للأبد .. بدأ يتملل ويمد أصابعا خبيثة لنفوس أعادتها الكنوز المتدفقة لخزائن الأمة لطبيعة البشر فتصحو في القلوب شهوة الملك والرغبة في الرفاهية والسيادة .. وتبدأ المؤامرات في الدوران كلٌ لينال من الدنيا ما ظن أنه حقه

    ولعل عثمان رضي الله عنه، لم يعط الأمور ما تستحقه من الاهتمام والحذر، فوقعت الواقعة واستشهد عثمان رضي الله عنه، وانفتحت على المسلمين أبواب الفتنة.. وقام معاوية ينازع الخليفة الشرعي عليّا كرّم الله وجهه حقه في الأمر، وفي الخلافة...

    وتعددت اتجاهات الصحابة.. فمنهم من نفض يديه من الخلاف وأوى الى بيتهخ، جاعلا شعاره كلمة ابن عمر: " من قال حيّ على الصلاة أجبته...

    ومن قال حيّ على الفلاح أجبته..ومن قال حيّ على قتل أخيك المسلم وأخذ ماله، قلت: لا؟..



    ومنهم من انحاز الى معاوية..



    ومنهم من وقف الى جوار عليّ صاحب البيعة، وخليفة المسلمين..



    ترى أين يقف عمّار في يوم كهذا؟؟ أين يقف الرجل الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: " واهتدوا بهدي عمّار"..؟

    أين يقف الرجل الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من عادى عمّارا عاداه الله"..؟

    والذي كان اذا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته يقترب من منزله قال: " مرحبا بالطيّب المقدام، ائذنوا له"..!!



    لقد وقف الى جوار عليّ ابن أبي طالب، مذعنا للحق، حافظا للعهد لمن هو أهل له وجدير به .. وعليّ قبل هذا وبعد هذا، صاحب المزايا التي جعلت منزلته من رسول الله صلى الله عليه وسلم كمنزلة هارون من موسى..

    ان عمارا الذي يدور مع الحق حيث دار، ليهتدي بنور بصيرته واخلاصه الى صاحب الحق الأوحد في النزاع.. ولم يكن صاحب الحق يومئذ في يقينه سوى عليّ، فأخذ مكانه الى جواره..



    وفرح علي رضي الله عنه بنصرته فرحا لعله لم يفرح يومه مثله وازداد ايمانا بأنه على الحق ما دام رجل الحق العظيم عمّار قد أقبل عليه وسار معه..



    وجاء يوم صفين الرهيب.

    وخرج الامام علي يواجه العمل الخطير الذي اعتبره تمرّدا يحمل هو مسؤولية قمعه. وخرج معه عمار.. كان عمار قد بلغ من العمر يومئذ ثلاثة وتسعين..

    ثلاث وتسعون عاما ويخرج للقتال..؟ أجل ما دام يتعقد أن القتال مسؤليته وواجبه.. ولقد قاتل أشدّ وأروع مما يقاتل أبناء الثلاثين...!!

    كان الرجل الدائم الصمت، القليل الكلام، لا يكاد يحرّك شفتيه حين يحرّكهما الا بهذه الضراعة: " عائذ بالله من فتنة... عائذ بالله من فتنة..".

    وبعيد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ظلت هذه الكلمات ابتهاله الدائم..

    وكلما كانت الأيام تمر، كان هو يكثر من لهجه وتعوّذه.. كأنما كان قلبه الصافي يحسّ الخطر الداهم كلما اقتربت أيامه..

    وحين وقع الخطر ونشبت الفتنة، كان ابن سميّة. يعرف مكانه فوقف يوم صفين حاملا سيفه وهو ابن الثالثة والتسعين كما قلنا ليناصر به حقا من يؤمن بوجوب مناصرته.. ولقد أعلن وجهة نظره في هذا القتال قائلا: " ايها الناس:

    سيروا بنا نحو هؤلاء القوم الذين يزعمون أنهم يثأرون لعثمان، ووالله ما قصدهم الأخذ بثأره، ولكنهم ذاقوا الدنيا، واستمرءوها، وعلموا أن الحق يحول بينهم وبين ما يتمرّغون فيه من شهواتهم ودنياهم.. وما كان لهؤلاء سابقة في الاسلام يستحقون بها طاعة المسلمين لهم، ولا الولاية عليهم، ولا عرفت قلوبهم من خشية الله ما يحملهم على اتباع الحق... وانهم ليخادعون الناس بزعمهم أنهم يثأرون لدم عثمان.. وما يريدون الا أن يكونوا جبابرة وملوكا...

    ثم أخذ الراية بيده، ورفعها فوق الرؤوس عالية خافقة، وصاح في الناس قائلا:

    " والذي نفسي بيده.. لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهأنذا أقاتل بها اليوم.. والذي نفسي بيده. لو هزمونا حتى يبلغوا سعفات هجر، لعلمت أننا على الحق، وأنهم على الباطل"..



    ولقد تبع الناس عمارا، وآمنوا بصدق كلماته..

    يقول أبو عبدالرحمن السلمي:

    " شهدنا مع عليّ رضي الله عنه صفين، فرأيت عمار ابن ياسر رضي اله عنه لا يأخذ في ناحية من نواحيها، ولا واد من أوديتها، الا رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يتبعونه كأنه علم لهم"..!!

    كان عمّار وهو يجول في المعركة ويصول، يؤمن أنه واحد من شهدائها..

    وقد كانت نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم تأتلق أمام عينيه بحروف كبرة: " تقتل عمّار الفئة الباغية"..

    من أجل هذا كان صوته يجلجل في أفق المعركة بهذه التغريدة:

    "اليوم القى الأحبة محمدا وصحبه"..!!



    ثم يندفع كقذيفة عاتية صوب مكان معاوية ومن حوله الأمويين ويرسل صياحا عاليا مدمدما:

    لقد ضربناكم على تنزيله ** واليوم نضربكم على تأويله

    ضربا يزيل الهام عن مقليه ** ويذهل الخليل عن خليله

    أو يرجع الحق الى سبيله



    وهو يعني بهذا أن أصحاب الرسول السابقين، وعمارا منهم قاتلوا الأمويين بالأمس وعلى رأسهم أبو سفيان الذي كان يحمل لواء الشرك، ويقود جيوش المشركين..

    قاتلوهم بالأمس، وكان القرآن الكريم يأمرهم صراحة بقتالهم لأنهم مشركون..

    أما اليوم، وان يكونوا قد أسلموا، وان يكن القرآن الكريم لا يأمرهم صراحة بقتالهم، الا أن اجتهاد عمار رضي الله عنه في بحثه عن الحق، وفهمه لغايات القرآن ومراميه يقنعانه بقتالهم حتى يعود الحق المغتصب الى ذويه، وحتى تنصفئ الى البد نار التمرّد والفتنة..

    ويعني كذلك، أنهم بالأمس قاتلوا الأمويين لكفرهم بالدين والقرآن.. واليوم يقاتلون الأمويين لانحرافهم بالدين، وزيغهم عن القرآن الكريم واساءتهم تأويله وتفسيره، ومحاولتهم تطويع آياته ومراميه لأغراضهم وأطماعهم..!!



    كان ابن الثالثة والتسعين، يخوض آخر معارك حياته المستبسلة الشامخة.. ولقد حاول رجال معاوية أن يتجنبوا عمّار ما استطاعوا، حتى لا تقتله سيفهم فيتبيّن للناس أنهم الفئة الباغية..

    بيد أن شجاعة عمار الذي كان يقتل وكأنه جيش واحد، أفقدتهم صوابهم، فأخذ بعض جنود معاوية يتحيّنون الفرصة لاصابته، حتى اذا تمكّنوا منه أصابوه...



    كان جيش معاويبة ينتظم من كثيرين من المسلمين الجدد.. الذين أسلموا على قرع طبول الفتح الاسلامي في البلاد الكثيرة التي حررها الاسلام من سيطرة الروم والفرس.. وكان أكثر هؤلاء وقود الحرب التي سببها تمرّد معاوية ونكوصه على بيعة علي.. الخليفة، والامام، كانوا وقودها وزيتها الذي يزيدها اشتعالا..

    وهذا الخلاف على خطورته، كان يمكن أن ينتهي بسلام لو ظلت الأمور بأيدي المسلمين الأوائل.. ولكنه لم يكد يتخذ أشكاله الحادة حتى تناولته أيد كثيرة لا يهمها مصير الاسلام، وذهبت تذكي النار وتزيدها ضراما..

    شاع في الغداة خبر مقتل عمار وذهب المسلمون يتناقل بعضهم عن بعض نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي سمعها أصحابه جميعا ذات يوم بعيد، وهم يبنون المسجد بالمدينة.. " ويح ابن سمية، تقتله الفئة الباعغية".

    وعرف الناس الآن من تكون الفئة الباغية.. انها الفئة التي قتلت عمّارا.. وما قتله الا فئة معاوية.. وازداد أصحاب عليّ بهذا ايمانا..

    أما فريق معاوية، فقد بدأ الشك يغز قلوبهم، وتهيأ بعضهم للتمرد، والانضمام الى عليّ..

    ولم يكد معاوية يسمع بما حدث. حتى خرج يذيع في الناس أن هذه النبوءة حق ، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم تنبأ حقا بأن عمّارا ستقتله الفئة الباغية.. ولكن من الذي قتل عمّارا...؟ ثم صاح في الناس الذين معه قائلا:

    " انما قتله الذين خرجوا به من داره، وجاؤا به الى القتال"..

    وانخدع بعض الذين في قلوبهم هوى بهذا التأويل المتهالك، واستأنفت المعركة سيرها الى ميقاتها المعلوم...



    **



    أمّا عمّار، فقد حمله الامام علي فوق صدره الى حيث صلى عليه والمسلمون معه.. ثم دفنه في ثيابه..

    أجل في ثيابه المضمّخة بدمه الزكي الطهور.. فما في كل حرير الدنيا وديباجها ما يصلح أن يكون كفنا لشهيد جليل، وقدّيس عظيم من طراز عمّار...



    ووقف المسلمون على قبره يعجبون..

    منذ ساعات كان عمّار يغرّد بينهم فوق أرض المعركة.. تملؤ نفسه غبطة الغريب المضنى يزف الى وطنه، وهو يصيح: " اليوم ألقى الأحبة، محمدا وصحبة"..!!

    أكان معهم اليوم على موعد يعرفه، وميقات ينتظره...؟؟!! وأقبل بعض الأصحاب على بعضهم يتساءلون...

    قال أحدهم لصاحبه: أتذكر أصيل ذلك اليوم بالمدينة ونحن جالسون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وفجأة تهلل وجهه وقال: " اشتاقت الجنة لعمّار"..؟؟

    قال له صاحبه نعم، ولقد ذكر يومها آخرين منهم علي وسلمان وبلال..



    اذن فالجنة كانت مشتاقة لعمّار..

    واذن، فقد طال شوقها اليه، وهو يستمهلها حتى يؤدي كل تبعاته، وينجز آخر واجباته.. ولقد أدّاها في ذمّة، وأنجزها في غبطة.. أفما آن له أن يلبي نداء الشوق الذي يهتف به من رحاب الجنان..؟؟ بلى آن له أن يبلي النداء.. فما جزاء الاحسان الا الاحسان.. وهكذا ألقى رمحه ومضى..



    وحين كان تراب قبره يسوّى بيد أصحابه فوق جثمانه، كانت روحه تعانق مصيرها السعيد هناك.. في جنات الخلق، التي طال شوقها لعمّار...!


    منقول

  2. #2
    العجورية's صورة
    العجورية غير متواجد بالعلم نرتقي-درة النافذة الإجتماعية لشهر مارس
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الموقع
    فلسطينيه في الاردن
    الردود
    6,773
    الجنس
    امرأة
    التكريم
    (أوسمة)

    اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونورصدورنا وجلاء همومنا وذهاب غمومنا
    (( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللًّهِ الا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ))

    شكراًلك

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الموقع
    فلسـ داريـ ودرب انتصاريـ ـطين
    الردود
    13,195
    الجنس
    أنثى
    بارك الله فيكِ أختي الكريمة ورضي الله عن آل ياسر وعن الصحابة أجمعين..

    في أحداث الفتن تكثر الروايات الموضوعة، والكاذبة التي تشمئز منها النفوس، ويتهمون فيها بسوء ظنّهم، وقبْح قصدهم، يتهمون معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص رضي الله عنهما بأنهما يريدان الإمارة والملك ويخدعان الناس بمكرهما الشديد، ويقذفان في جيش علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر رضي الله عنهما، وروايات أخرى مختلقة في إظهار تقوى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والفريق الذي معه لينتقصوا بذلك من معاوية رضي الله عنه وجيشه، وكلها روايات شيعية مغرضة ليس لها أساس من الصحة، وكلها تأتي من أبي مخنف لوط بن يحيى أحد الوضّاعين الذي قال عنه الإمام ابن حجر العسقلاني: إخباري تالف لا يوثق به.
    وقال عنه الدارقطني: ضعيف.
    وقال عنه يحيى بن معين: ليس بتقة. وقال عنه مرة: ليس بشيء.
    وقال عنه ابن عدي: شيعي محترق.
    يقول محبّ الدين الخطيب، وهو أحد العلماء الأبرار الذين درسوا تاريخ الفتنة جيدًا، وتايخ الشيعة، يقول في تعليقه على كتاب العواصم من القواصم: الفئة الباغية التي قتلت عمار بن ياسر ليست إلا قتلة عثمان بن عفان، وهي التي يقع على عاتقها هذه الدماء الكثيرة التي سُفكت قبل موقعة الجمل، وفي أثناء موقعة الجمل، وفي موقعة صفين وبعدها، وكل ما جاء من مصائب وكوارث على الأمة بسبب ما فعله أهل الفتنة يعود إثمه عليهم.

    والله عز وجل حين ذكر البغاة لم ينزع عنهم صفة الإيمان، بل قال عز وجل:
    [ وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ] {الحجرات:9}.
    http://www.islamstory.com/Category.aspx?ID=4


    من طريقة أهل السنة والجماعة أنهم يتوقفون عما شجر بين الصحابة ويقولون: الحكم بينهم عند الله تعالى.
    فما حصل بينهم من القتال كوقعة الجمل وصفين، نقول في ذلك كما قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: تلك دماء طهَّر الله منها أسيافنا، أفلا نطهر منها ألسنتنا؟ فنحن نقول: الله هو الذي يحكم بينهم؛ فلا نتدخل، ونعتقد أن كلا منهم مجتهد.
    ولذلك فنحن نتوقف فيما شجر بين الصحابة، ولا نصدق أيضا ما تتناقله الروافض والنواصب من المثالب والمعائب التي يقدحون بها في الصحابة ويسبونهم بها.
    فهذه المثالب الموجودة في كتب الروافض كذب صريح؛ فإن الروافض قوم لا خلاق لهم ولا يتحاشون من الأكاذيب؛ ولذلك فإن كتبهم ملأى بالكذب.
    وهناك مما يروون ما له أصل، ولكنهم يزيدون فيه ويحرفون الكلم عن مواضعه، حتى أنهم ينفون عن صاحب القصة أي مقصد صحيح، فتروى القصة على غير حقيقتها.
    فما حصل بين الصحابة من قتال وحروب فإنهم معذورون فيه؛ لأنهم مجتهدون والمجتهد معذور؛ إن أصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر الاجتهاد وخطؤه مغفور.
    هذه عقيدة أهل السنة فيما شجر بين الصحابة، وعقيدة أهل السنة والجماعة فيما يرويه الرافضة والنواصب من المثالب والمعايب التي يطعنون بها في عدالة الصحابة، والتي يعتقدون أنهم لأجلها قد ارتدوا.
    من عقيدة أهل السنة أن العصمة ليست إلا للرسل والصحابة ليسوا معصومين، بل هم بشر كسائر البشر يصدر منهم ذنوب، ويصيبون ويخطئون، إلا أنهم أفضل من غيرهم، فلكونهم أفضل من غيرهم نقول: هم أولى بأن يعذروا، ولكن لا نعتقد أنهم معصومون عن كبائر الإثم وصغائره وعن الذنوب كلها، بل يجوز صدور الذنب من أحدهم، ولكن إذا قدر أنه قد صدر من أحدهم ذنب، فإنه يمحى عنه لهذه الأسباب الخمسة: إما أن يكون قد تاب منه، أو أتى بحسنات تمحوه، أو غفر له بفضل سابقته، أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم - فهم أحق الناس وأولاهم بشفاعته- أو ابتلي ببلاء كُفِّرَ به عنه.
    هذه أسباب مغفرة الذنوب الحقيقية فكيف بالذنوب التي ليست حقيقية إنما هي أمور يجتهد فيها، فإن أصابوا فلهم أجران، وإن أخطأوا فلهم أجر واحد، والخطأ مغفور.
    http://www.ibn-jebreen.com/book.php?...45&subid=30350

    "عيوننا ستبقى دومًا صوب القدس والأقصى ولن تنحصر داخل حدود غزة، وإن مشروعنا المقاوم سيمتد كما كان دومًا إلى كل أرضنا المغتصبة إن عاجلاً أو آجلاً"
    الشهيد أحمد الجعبري-رحمه الله






  4. #4
    * نور هدى * غير متواجد -مُبدعة صيف1431- 1430هـ "النجم الذهبي"
    "فرحة عدسة" "زهرة الحوار"
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الموقع
    سفري بعيد و زادي لن يبلغني
    الردود
    18,479
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    الموقع
    بلد الأهرامات- والنيل-أم الدنيا-مصر
    الردود
    8,639
    الجنس
    امرأة
    تعقيب كتبت بواسطة العجورية عرض الرد

    اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونورصدورنا وجلاء همومنا وذهاب غمومنا
    (( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللًّهِ الا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ))

    شكراًلك
    تعقيب كتبت بواسطة ..الغدير.. عرض الرد
    بارك الله فيكِ أختي الكريمة ورضي الله عن آل ياسر وعن الصحابة أجمعين..







    http://www.islamstory.com/Category.aspx?ID=4








    http://www.ibn-jebreen.com/book.php?...45&subid=30350
    شكراااااااااااااا لكي

    تعقيب كتبت بواسطة نور هدى 7 عرض الرد
    مشكوووووووووووورة

مواضيع مشابهه

  1. الحنة.. الحنة.. الحنة.. إلحقونى محتاجتكم
    بواسطة شـــــــــمس91 في العناية بالشعر وتصفيفة - تسريحات, عروس, قصات, صبغة
    الردود: 4
    اخر موضوع: 11-03-2007, 02:46 PM
  2. شهد الجنة..........الملتقى الجنة(باذن اللله).....مفاجاة للقمر...
    بواسطة الشذى الفواح في ملتقى الإخــاء والترحيب
    الردود: 16
    اخر موضوع: 11-07-2006, 06:10 PM
  3. هلموا الي رحاب الجنة مع الشيخ نبيل العوضي... من اروع ماسمعت في وصف الجنة
    بواسطة شمالية غربية في ركن الصوتيات والمرئيات
    الردود: 8
    اخر موضوع: 28-01-2003, 10:19 AM
  4. الردود: 5
    اخر موضوع: 18-12-2002, 07:10 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ