ساعة مع العارفين
والعلماء العاملين
سفيان بن عيينة بن أبي عمران
(الجزء الثاني)
====================

( السابقون )

وعن أبي موسى الأنصاري قال قال سفيان إن من توقير الصلاة أن تأتي قبل الإقامة .

( القلة الغالبة )

وعن إسحاق بن أبي إسرائيل قال سمعت سفيان بن عيينة قال كان يقال اسلكوا سبل الحق ولا تستوحشوا من قلة أهلها .

( الأيام الثلاثة )

وعن الحسن بن هارون عن سليمان قال ثنا سفيان بن عيينة قال : كان يقال الأيام ثلاثة فأمس حكيم مؤدب ترك حكمته وأبقاها عليك واليوم صديق مودع كان عنك طويل الغيبة حتى أتاك ولم تأته وهو عنك سريع الظعن وغدا لا تدري أتكون من أهله أو لا تكون .

( حقيقة العبودية )

وعن عبد الله بن وهب قال ثنا سفيان بن عيينة قال لم يجتهد أحد قط اجتهادا ولم يتعبد أحد قط عبادة أفضل من ترك ما نهى الله عنه .

( ثلاثة )

وعن إبراهيم بن الأشعث قال ثنا سفيان بن عيينة قال كان يقال أشد الناس حسرة يوم القيامة ثلاثة رجل كان له عبد فجاء يوم القيامة أفضل عملا منه ورجل له مال فلم يتصدق منه فمات فورثه غيره فتصدق منه ورجل عالم لم ينتفع بعلمه فعلم غيره فانتفع به .

( خروا سجدا وبكيا )

وعن أبي السري منصور بن عرار قال تكلمت في مجلس فيه سفيان بن عيينة وفضيل بن عياض وعبد الله بن المبارك فأما سفيان فتغرغرت عيناه ثم نشفت الدموع وأما إبن المبارك فسالت دموعه وأما الفضيل فانتحب فلما قام فضيل وإبن المبارك قلت لسفيان يا أبا محمد ما منعك أن يجيء منك مثل ما جاء من صاحبيك قال هكذا أكمد للحزن إن الدمعة إذا خرجت استراح القلب .

( الرضا )

وعن عيسى بن أبي موسى الأنصاري قال سمعت سفيان بن عيينة وسئل عن حد الرضا عن الله تعالى فقال : الراضي عن الله لا يتمنى سوى المنزلة التي هو فيها .

( الخوف من سابقة القلم )

وعن حامد بن عمرو والبكراوي قال سمعت عبد الله بن ثعلبة يقول لسفيان بن عيينة يا أبا محمد واحزناه على الحزن ، فقال سفيان يا عبد الله هل حزنت قط لعلم الله جل وعز فيك فقال عبد الله آه تركتني لا أفرح .

( الفقه التواضع !! )

وعن سفيان قال قال الأحنف قال لنا عمر بن الخطاب تفقهوا قبل أن تسودوا قال سفيان لأن الرجل إذا أفقه لم يطلب السؤدد .

( ضيوف الرحمن )

عن سليمان بن أيوب قال سمعت ابن عيينة يقول شهدت ثمانين موقفا .
وعن الحسن بن عمران بن عيينة ابن أخي سفيان بن عيينة قال حججت مع عمي سفيان آخر حجة حجها سنة سبع وتسعين ومائة فلما كنا بجمع وصلى استلقى على فراشه ثم قال قد وافيت هذا الموضع سبعين عاما أقول في كل سنة اللهم لا تجعله آخر العهد من هذا المكان وإني قد استحييت من الله من كثرة ما أسأله ذلك فرجع فتوفي في السنة الداخلة يوم السبت أول يوم من رجب سنة ثمان وتسعين ومائة ودفن بالحجون وهو إبن إحدى وتسعين سنة
وعن الحميدي قال سفيان بن عيينة يقول ولدت سنة سبع ومائة .
قال الحميدي ومات سفيان سنة ثمان وتسعين في آخر يوم من جمادى الأولى رحمه الله .

( خير القرون )

أدرك سفيان بن عيينة ستة وثمانين نفسا من أعلام التابعين وأسند عن جمهورهم كعمرو بن دينار والزهري وإبن المنكدر وأبي حازم والأعمش وأيوب وحدث عنه من كبار الأئمة الثوري وشعبة والأعمش والأوزاعي .