بعد أن أتم خالد دراسته الثانوية كان يحلم بالسفر إلى الخارج
والدراسة في ديار الغرب وقد شجعه والده على ذلك وهيأ له كل ما يحتاجه وحان موعد السفر
فودعته أمه وقلبها يتفطر ألما وحذرته من هفوات الشباب ومهاوي الردى بات خالد يعد الدقائق شوقا
لتلك البلاد
وما إن وطئتها قدماه حتى نسي وصية أمه وانهمك في فعل المعاصي والآثام حتى كاد ينسى دراسته
التي سافر من أجلها
وبعد سنوات أمضاها في ديار الغرب ما بين لهو ولعب وجون وقليل من الدراسة عاد ولكن بعقل
ممسوخ وقلب مظلم .
كانت أمه تنتظرقدومه بفارغ الصبر شوقا إلى لقائه وأزف موعد قدومه فخرجت أمه إلى المطار
بصحبة أخته لا ستقباله في صالة الانتظار
وقفت تترقب قدومه وتفحص وجوه القادمين بحثا عن ولدها الحبيب ها هو خالد قد أقبل
أهذا هو خالد ؟؟
كان يلبس نظارة سوداء وقد نفش شعره وأعفى لحيته على الطريقة الغربية
فما اقترب منها عرفته بملامحه التي لا تخفى نادته :: خالد خالد
التفت إليها
مدت الأم يدها لتصافحه قالت أنا أمك يا خالد وهذه أختك كانت تنتظر منه أن يضمها أن يقبل
رأسها
لكن قال متهكما : أما زلتما تغطيان وجهيكما وتلبسان هذه الملابس السوداء ؟
ذهلت الأم عندما سمعت ما قاله
وتحولت دموع الفرح إلى دموع الحزن وأسى أسفا على حاله
لكنها أخفت عبرتها خلف حجابها المصون وكتمت أنفاسها وهي تردد :
إنا لله وإنا إليه راجعون
ومضت الأيام وخالد سادر في غيه وظلاله أما أمه فلم تعد تقيم له وزنا فقد سقط من عينها
وأبغضته في الله
وصارت تدعو له بالصلاح والهداية وربما دعت بالهلاك إن لم يهده الله وجاءت ساعة
الصفر كانت ليلة زفافه لكن الأجل لم يمهله
فبينما هو يسير بسيارته الصغيرة إذ اعترضت طريقة شاحنة نقل كبيرة فلم يجد مفرا
من الدخول تحتها ليتحول هو وسيارته إلى كومة من حديد
وبعد ساعة من الزمن وقف شرطي المرور وهو يحمل في كفيه كتلا من اللحم والعظام
إنه ...ما تبقى من خالد
......
مصدر القصة : مطوية ( هكذا ماتت ) من
إصدار دار الحميد
ودار الحميد تتميز برخص كتيباتها وجمال طباعاتها
مئة نسخة بعشرة ريالات فحسب
للتوصيل :
0505498495
0504113358
الروابط المفضلة