ان المسلم يتوجع لفراق رمضان ويظل يتذكر أيامه ولياليه كيف كانت عامرة بالخيرات ممتلئة بالعبادات ، وينتهي رمضان وتعود الأمور لما كانت عليه من قبل ...فلماذا ينتكس الناس وينشغلون مرة أخرى بدنياهم بعد أن ذاقوا حلاوة القرب من مولاهم ؟
يقول المولى عزوجل :"ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا" فهكذا يكون حال المنتكس بعد رمضان كمن تغزل وتتعب في الغزل وبعد أن تنتهي تقوم بنقض كل ما غزلته ، فبعد أن كنت تقوم الليل احدى عشرة ركعة يوميا في رمضان ، تريد أن تترك هذا كله فلا تقوم الليل ولو بأربع ركعات ، ألست قد وجدت لذة في قيام رمضان فلماذا تريد أن تحرم نفسك من هذه اللذة ؟ ان ديننا هو دين الاستقامة كما قال سبحانه :" فاستقم كما أمرت ومن تاب معك " استقم على طاعة الله حتى تلقاه فيكون ذلك هو يوم عيدك الحقيقي ... فكن ربانيا لا رمضانيا .
انك لابد أن تخرج من رمضان بقلب قد تعود على الطاعة وأحبها حتى صارت له كالهواء والماء للانسان ، فاياك أن تقتل ايمانك بالتثاقل الى الأرض والركون الى الكسل ، لابد أن تكون شخصية ربانية مدى حياتك ،
اياك أن تهجر الطاعة .....
لا تهجر حفظ القرآن وتلاوته بل حافظ على وردك الثابت ، فالقرآن هو الذي يزكي نفسك ويصلح قلبك ، كذلك القيام لم ينقطع بانتهاء رمضان ، قم كل ليلة كما كان صلى الله عليه وسلم يقوم كل ليلة باحدى عشرة ركعة ، والله ينزل كل ليلة الى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فيقول هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من سائل فأعطيه سؤله ؟.... فقل نعم يا رب أنا أستغفرك فاغفر لي ، وأنا السائل الفقير فأعطني وأغنني بفضلك . والصيام أيضا لم ينته فبادر بصيام ست من شوال لتكون كمن صام الدهر كله ، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر ، والاثنين والخميس .. فالصيام مدرسة لتزكية النفس.
ان الصالح هو الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها ، فأكثر من الصدقة والانفاق في سبيل الله ، وأكثر من ذكر الله وتسبيحه في كل وقت وعلى كل حال ...
وتذكر قول أحد الصالحين : لو سقط من أحدكم درهمه لظل يومه يقول انا لله ذهب درهمي ، وهو يذهب عمره ولا يقول ذهب عمري ، فطوبى لمن بادر عمره القصير فعمر به دار المصير وتهيأ لحساب الناقد البصير ، وقف مع نفسك وقفة للمحاسبة ، فعاقبها على تقصيرها وجاهد لشكر نعمة الله عز وجل . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
الروابط المفضلة