السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعتدت كل ليلة من هذه الليالي المباركات بعد صلاة التراويح والوتر أن اسمع من شبكة الانترنت دعاء قنوت من احد من مشايخ وأئمة المسلمين
فاستوقفني هذا الدعاء وجال فكري في كلماته
"اللهم إنا نعوذ بك من القبر وضغطته، ونعوذ بك من القبر وظلمته، ومن الميزان وخفته. اللهم أعنا على الموت وسكرته، وعلى الصراط وزلته. اللهم آمِنا يوم القيامة من روعته"
سكرات الموت
ضغطة القبر وظلمته
سؤال منكر ونكير
أهوال يوم القيامة
تطاير الصحف.. فمن آخذ باليمين ومن آخذ بالشمال
قراءة الكتاب ومابه من صغير الاعمال وكبيرها
فضيحة ذنوبنا على رؤوس الخلائق
خفة الميزان
دقة الصراط
هذا ما حضرني وتفكرت فيه .. وكل منها أمر عظيم وخطبٌ جلل
كيف سننجو؟
ماذا لو عُقد على لساني فلم انطق كلمة التوحيد عند الموت؟
ماذا لو تلعثم اللسان من الخوف فلم اعرف ما أجيب منكر ونكير؟
وضغطة القبر.. كيف سيتحملها جسمي النحيل؟
والظلام.. من منا يطيقه؟!
ماذا لو لم أستطع رفع يدي اليمنى لتناول صحيفة أعمالي؟
والميزان .. ما يدريني أي كفة سترجح اذا متُ اليوم!
وأين سأخفي ذنوبي المكتوبة في الصحيفة وقتها؟ بل كيف سأقرؤها امام أهلي وأمام كل الناس؟!
والصراط .. كيف سأمشي عليه وهو بهذه الدقة؟! ومن تحتي جهنم تغلي وتقول "هل من مزيد" والكلاليب تتخطف السائرين أمامي!... يا رحمن!
وماذا لو زلت قدمي او تعثرت!
كل هذا لنصل الى باب تلك الروضة البهية والغاية السنية.. الجنة .. رضا الرحمن
سلعة نفيسة ثمنها غالٍ .. ولا تُدخل الا بعد تمحيص وتدقيق.. ومن لم يملك ثمنها فالنار تنتظره على أحر من الجمر!
يا الله .. أنّى لنا ان ننجو من كل هذا؟ أنّى لقلب أسوّد بالشهوات أن يعبر من هذه الأهوال؟ وكيف لنا بورود الجنة وقبلها كل هذه الصعاب؟
فكيف النجاة؟ وأنّى لنا الخلاص؟
"واعلموا انه لن ينجو أحد منكم بعمله" هي كما قالها المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه "الا ان يتغمدني الله برحمة منه و فضل"
نعم هي رحمة أرحم الراحمين
فاللهم تغمدنا برحمتك ونجنا بعفوك ومغفرتك.. لا نذل وانت ربنا.. ولا نضيع وأنت مولانا.. ليس لنا ربٌ غيرك فلا تكلنا الى أنفسنا فنهلك ولا الى أحد من عبيدك فنضيع
الروابط المفضلة