ساعة مع العارفين
الفضيل بن عياض التميمي
(الجزء الأول)
الطبقة: 10: كبارالآخذين عن تبع الأتباع
روى له: ت (الترمذي)
رتبته عند ابن حجر: مقبول
رتبته عند الذهبي: ثقة
ثم أحد بني يربوع يكنى أبا علي ولد بخراسان بكورة أبيورد وقدم الكوفة وهو كبير فسمع بها الحديث ثم تعبد وانتقل إلى مكة فمات بها.
الفضيل بن عياض الامام القدوة شيخ الإسلام أبو علي التميمي اليربوعي المروزي شيخ الحرم، إماما ربانيا صمدانيا قانتا ثقة كبير الشأن، وقال هارون الرشيد ما رأيت في العلماء اهيب من مالك ولا اورع من الفضيل، وقال شريك لم يزل لكل قوم حجة في زمانهم وان فضيل بن عياض حجة لأهل زمانه
قال الفضيل: تباعد من القراء فإنهم إن أحبوك مدحوك بما ليس فيك، وان غضبوا شهدوا عليك !!.
أحمد الخزاعي قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: لو أن الدنيا كلها بحذافيرها جعلت لي حلالا لكنت أتقذرها .
وعن أبي الفضل الخزاز قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: أصلح ما أكون أفقر ما أكون وإني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق حماري وخادمي .
وعن إسحاق بن إبراهيم قال: كانت قراءة الفضيل حزينة شهية بطيئة مترسلة كأنه يخاطب إنسانا، وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة يرددها، وكان يلقي له حصير بالليل في مسجده فيصلي من أول الليل ساعة حتى تغلبه عينه فيلقي نفسه على الحصير فينام قليلا ثم يقوم فإذا غلبه النوم نام ثم يقوم هكذا حتى يصبح.
قال وسمعت الفضيل يقول: إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم مكبل كبلتك خطيئتك .
(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ)
وعن منصور بن عمار قال: تكلمت يوما في المسجد الحرام فذكرت شيئا
من صفة النار فرأيت الفضيل بن عياض صاح حتى غشي عليه فطرح نفسه .
وعن أبي إسحاق قال قال الفضيل بن عياض: لو خيرت بين أن أعيش كلبا أو أموت كلبا ولا أرى يوم القيامة لاخترت أن أعيش كلبا أو أموت كلبا ولا أرى يوم القيامة .
وعن مهران بن عمرو الأسدي قال: سمعت الفضيل بن عياض عشية
عرفة بالموقف وقد حال بينه وبين الدعاء البكاء يقول: وا سوأتاه وا فضيحتاه وإن عفوت .
وعن عبد الصمد بن يزيد قال سمعت الفضيل يقول: أدركت أقواما يستحيون من الله في سواد الليل من طول الهجعة إنما هو على الجنب فإذا تحرك قال ليس هذا لكِ –يخاطب نفسه- قومي خذي حظك من الآخرة .
وعن أبي جعفر الحذاء قال: سمعت فضيل بن عياض يقول: أخذت بيد سفيان بن عيينة في هذا الوادي فقلت له: إن كنت تظن أنه بقي على وجه الأرض شر مني ومنك فبئس ما تظن !!.
وعن الحسين بن زياد قال: دخلت على فضيل يوما فقال: عساك إن رأيت في ذلك المسجد يعني الحرام رجلا شرا منك إن كنت ترى أن فيه شرا منك فقد ابتليت بعظيم .
وعن علي بن الحسن قال: بلغ فضيلا أن جريرا يريد أن يأتيه قال: فأقفل
الباب من خارج قال: فجاء جرير فرأى الباب مقفلا فرجع قال: علي فبلغني ذلك فأتيته فقلت له: جرير، فقال: ما يصنع بي يظهر لي محاسن كلامه وأظهر له محاسن كلامي فلا يتزين لي ولا أتزين له خير له .
وعن الفيض بن إسحاق قال سمعت فضيلا يقول: لو قيل لك يامرائي
لغضبت ولشق عليك، وتشكو فتقول: قال لي يا مرائي ؛ عساه قال حقا !! من حُبك للدنيا تزيّنت للدنيا وتصنّعت للدنيا ؛ ثم قال: إتق ألا تكون مرائيا وأنت لا تشعر، تصنعت وتهيأت حتى عرفك الناس فقالوا هو رجل صالح فأكرموك وقضوا لك الحوائج ووسعوا لك في المجالس وإنما عرفوك بالله ولولا ذلك لهنت عليهم .
قال وسمعت الفضيل يقول: تزينت لهم بالصوم فلم ترهم يرفعون بك رأسا تزينت لهم بالقرآن فلم ترهم يرفعون بك رأسا تزينت لهم بشيء بعد شيء إنما هو لحب الدنيا .
( علامة محبة الله تعالى )
وعن يونس بن محمد المكي قال قال فضيل بن عياض لرجل: لأعلمنك كلمة هي خير من الدنيا وما فيها، والله لئن علم الله منك إخراج الآدمين من قلبك حتى لا يكون في قلبك مكان لغيره لم تسأله شيئا إلا أعطاك .
وعن إبراهيم بن الأشعث قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: ما يؤمنّك أن تكون بارزت الله بعمل مقتك عليه فأغلق دونك أبواب المغفرة وأنت تضحك كيف ترى تكون حالك .
وعن محمد بن حسان السمني قال شهدت الفضيل بن عياض وجلس إليه سفيان بن عيينة فتكلم الفضيل فقال: كنتم معشر العلماء سرج البلاد يستضاء بكم فصرتم ظلمة، وكنتم نجوما يهتدى بكم فصرتم حيرة، ثم لا يستحي أحدكم أن يأخذ مال هؤلاء الظلمة ثم يسند ظهره يقول حدثنا فلان عن فلان، فقال سفيان لئن كنا لسنا بصالحين فإنا نحبهم .
الروابط المفضلة