نكمل ان شاء الله
ومن له أدنى تجربة وشوق يعلم استغناء الجسم بغذاء القلب والروح عن كثير من الغذاء الحيواني ولا سيما المسرور الفرحان الظافر بمطلوبه الذي قد قرت عينه بمحبوبه وتنعم بقربه والرضى عنه 00
أفليس في هذا اختي في الله أعظم غذاء لهذا المحب فكيف بالحبيب الذي لا شيء أجل منه ولا أجمل ولا أكمل ولا أعظم إحسانا إذا امتلأ قلب المحب بحبه وملك حبه جميع أجزاء قلبه ؟؟؟!!!
فلا عجب أن تُقبل قلوب المؤمنين في هذا الشهر على ربهم الرحيم بلهفة استقبال الحبيب لحبيبه العائد بعد طول غياب..
لذا اختي في الله
ينبغي لك أن لا تفرطي في مواسم الطاعات وأن يكون من السابقين إليها ومن المتنافسين فيها.. قال تعالى { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } المطففين 26
فبلوغ رمضان نعمة كبيرة وفضل عظيم على من قام بحقه بمضاعفة الطاعات ,تحقيقاً للغاية السامية التي من أجلها فرض الصيام(..ولعلكم تتقون)
اختي في الله
لما كان قدر الشهر عظيما كان لابدّ من الوقوف على كل ما يتعلق به من رقائق وأحكام ليعرف المسلم ما هو واجب فيفعله، وما هو حرام فيجتنبه، وما هو مباح فلا يضيّق على نفسه بالامتناع عنه. "
لذا سوف تكون لنا وقفات مع هذا الضيف العزيز عند كل محطة من محطاته حتى نصل إلى غايتنا المنشودة من هذا التكليف الكريم والأجر العظيم ..
لكن اختي في الله
قبل أن نقف على أول محطة مع ضيفنا هيا نستعرض سوياً :
خصائص شهر رمضان
فمن أهم خصائصه أنه شهر القرآن والصيام: قال الله تعالى(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينّات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه)
و في الحديث القدسي قال الله سبحانه وتعالى (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا:إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ).متفق عليه.
وعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)
فشرط فيه أن يكون صومه إيماناً و احتساباً، و لا شك أن معنى الإيمان هو: التصديق بأنه عبادة لله، فرضه على العباد، و أما الاحتساب فهو: احتساب ثوابه عند الله، و ذلك يستدعي مراقبة ربه في كل الأحوال.
ذكر بعض العلماء: أن الصيام سر بين العبد و بين ربه، حتى قال بعضهم: إنَّه لا يطلع عليه أحد من البشر أولا تكتبه الحفظة.
فالصيام الصحيح هو الذي تظهر عليك آثاره، و تحفظينه في كل حالاتك، و تتذكريه في كل أوقاتك و لا تخدشيه بشيء من المنقصات فإذا فعلت ذلك، فإنَّ صومك يترتب عليه صلاح قلبك ومغفرة ذنبك.
ومن خصائصه أيضاً : أنه يخصص باب من أبواب الجنة الثمانية للصائمين فقط لا يدخله غيرهم. فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ (فِي الْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ، لاَ يَدْخُلُهُ إِلاَّ الصَّائِمُونَ)- اخرجه البخاري .
ومن خصائصه: أن الله تعالى يمن على عباده في هذا الشهر بأسر ألدّ أعدائه واعدائكم ألا وهو الشيطان الرجيم حفظني الله واياك منه وأبعدني وإياك عنه، فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ) .رواه البخاري ومسلم
فيصبح العبد مقبلاً على طاعة ربه من غير صادٍّ يمنعه عن الخير غير النفس الأمّارة بالسوء، فإن زكّى هذه النفس فقد أفلح وأنجح، ومن أتبعها شهواته فقد خاب وخسر.
ومع تسهيل الربّ عزّ وجلّ لنا سبل الطاعات، في هذا الشهر نرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم يرغبّنا في الإكثار من الباقيات الصالحات بقوله وفعله، فكما ورد في صحيح البخاري فيما يرويه عنه حبر هذه الأمة وابن عمّه: ابن عباس رضي الله عنه فيقول كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ)
ومن أهم خصائصه أيضاً :فيه ليلة عظيمة شريفة، نزل فيها أشرف الملائكة على أشرف الخلق بأشرف كتاب: قال الله سبحانه وتعالى: (إنّا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر، تنزّل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر، سلامٌ هي حتّى مطلع الفجر)
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".
هذا فضلا عن أنها خير من ألف شهر. فنبينا يشير لفضل هذه الليلة المباركة محذرًا من الغفلة عن هذه الليلة وإهمال إحيائها؛ فيحرم المسلم من خيرها وثوابها.
فيقول لأصحابه، وقد أظلهم شهر رمضان: "إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمَها فقد حُرِم الخيرَ كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم" متفق عليه .
نعم اختي الحبيبة .. لا يحرم خيرها إلا محروم ..لأنها ليلة يتضاعف فيه عمر الإنسان ما يقرب من 83 عاماً ..
في ليلة واحدة يتضاعف عمرك 83 عاماً .. لا تندهشي اختي في الله لأن عمر الإنسان الحقيقي بعمله وتجارته مع ربه وربحه الحقيقي .. ورصيده من الطاعات .
نعم فعمر الإنسان الحقيقي يبدأ بعد خروج الروح إلى بارئها .. وعمره الحقيقي بما يحمل معه من زاد .. فاختاري اختي في الله كم تريدين أن يكون عمرك عند لقاء ربك!!!!!!!
عبادة ليلة واحدة خير من عبادة ما يقرب من 83 عاماً يعني أكثر من عمرك التقريبي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أعمار أمتي ما بين ستين إلى سبعين وأقلهم من يجاوز ذلك"(رواه ابن ماجه و حسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير)
الروابط المفضلة