(وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)
الحمد لله الذي قال في محكم التنزيل محذرا من عقوق الوالدين ( والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك ءامـِـن إن وعد الله فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين )
وأفضل الصلاة وأتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم القائل في الحديث الشريف مـُـحذرا من عقوق الوالدين : ( رضا الرب في رضا الوالدين ، وسخطه في سخطهما ).
أعــَـق الـنــاس
قال الأصمعي – رحمه الله - : حدثني رجل من الأعراب قال : خرجت من الحي أطلب أعـق الناس وأبر الناس ، فكنت أطوف بالأحياء حتى انتهيت إلى شيخ في عـُـنـقـه حبل يستقي بدلو لا تطيقه الإبل ، في الهاجرة والحر الشديد ، وخلفه شاب في يده رشاء في قد – أي حبل على شكل سوط – ملوي يضربه به ، قد شق ظهره بذلك الحبل.
فقلت : أما تتقي الله في هذا الشيخ الضعيف؟ أما يكفيه ما هو فيه من حد هذا الحبل حتى تضربه؟!!
قال : إنه مع هذا أبي!!
قلت : فلا جزاك الله خيرا.
قال : اسكت ، فهكذا كان يصنع بأبيه ، وكذا كان يصنع أبوه بجده.
فقلت : هذا أعق الناس.
أي عقوق وصل بهذا الولد الشرير حتى وصل به الأمر أن يربط أباه بالحبل ويضربه بالسوط في عز الظهر ، فهو لا شك خاسر في الدنيا والآخرة ، وهذا جزاء الأب كما فعل بأبيه وسيـُـفعل بالابن كما فعل بأبـيه أيضا ، وكما تدين تدان فلا مفر من العقوبة.
فالله الله في الوالدين ، أحياءا وأمواتا !! ألم يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم البر بالوالدين أحياءا وأمواتا ، أما في حياتهما فقد عرفناه ، وأما بعد موتهما ، فالدعاء والإستغفار لهما ، والصدقة بأنواعها عنهما ، ووصل صديقهما من بعد موتهما ، .... وأن نـُـعـرف أبناءنا أن هذا من البر بوالدينا ، حتى إذا وارانا الثرى ، سـَـخر الله لنا أبناءنا ليفعلوا بنا كما فعلنا نحن بوالدينا من البر والخير،،،،،،،...وكما تدين تـُـدان.
اللهم اغفر لوالدينا ، ووالد والدينا ، وارحمهم وعافهم واعف عنهم وأكرم نـُـزلهم ووسع مـُـدخلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد ، ونـَـقـِـهم من الذنوب والخطايا كما يـُـنقى الثوب الأبيض من الدنس ، آمين آمين آمين.
تـحـيــ حـمـده ــاتي
(((منقـــــــــول)))
الروابط المفضلة