في عام 583 هـ كانت جيوش المسلمين على ابواب المقدس فقاتل الفرنج دون القدس قتالاً هائلاً وبذلوا أنفسهم واموالهم في نصرة دينهم فنظر المسلمون الى الصلبان منصوبة فوق الجدران وفوق قبة الصخرة صليب كبير فزاد اهل الايمان حنقاً فأجتهد المسلمون في القتال وكان ذلك يوما عسرا على الكافرين غير يسير فقصد اكابر الفرنج السلطان صلاح الدين رحمه الله وتشفعوا اليه أن يعطيهم الامان فامتنع من ذلك وقال : لا أفتحها إلا عنوة كما إقتحمتموها عنوة ولاأترك بها احداً من النصارى إلا قتلته كما قتلتم انتم من كان بها من المسلمين .. فطلب اميرهم الامان ليحضر عند السلطان فأمنه فلما حضر ترقق للسلطان وذل ذلاً عظيماً وتشفع اليه بكل ما امكنه فلم يجبه الى الامان لهم إلا بعد أن رأى السلطان المصلحة في الصلح وبعد ذلك بدأ النصارى يخرجون من القدس وعليهم الذل والعار ودخل المسلمون يوم الجمعة وكان بوماً عظيماً
لما تطهر بيت المقدس مما كان فيه من الصلبان والنواقيس والرهبان ودخله اهل الايمان ونودي بالأذان وقرىء القرأن ووحد الرحمن كانت اول جمعة تقام في بيت المقدس وجاء الحق وبطلت الاباطيل وصفت السجَادات وكثرت السجدات وتنوعت العبادات وارتفعت الدعوات ونزلت البركات وأجليت الكربات وأقيمت الصلوات وأذن المؤذنون وخرس القسيسون وعبد الله الاحد الصمد وكبر الراكع والساجد والقائم والقاعد وامتلأ الجامع وسالت لرقة القلوب المدامع ولم يكن عين خطيب فبرز من السلطان مرسوم صلاحي وهو في قبة الصخرة أن يكون القاضي محيي الدين الزنكي اليوم خطيباً فلبس الخلعة السوداء وخطب بالناس خطبة سنية فصيحة بليغة واول ما قال منها
(( فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين))
ثم اورد تحميدات القران كلها ثم قال الحمد لله معز الاسلام بنصره ومذل الشرك بقهره ومصرف الامور بأمره ومزيد النعم بشكره ومستدرج الكافرين بمكره الذي قدر الايام دولا بعدله وجعل العاقبة للمتقين بفضله وأفاض على العباد طله وهطله الذي اظهر دينه على الدين كله القاهر فوق عباده فلا يمانع والظاهر على خليقته فلا ينازع والآمر بما شاء فلا يراجع والحاكم بما يريد فلا يدافع أحمده على إظفاره وإظهاره وإعزازه لاوليائه ونصرة انصاره ومطهر بيت المقدس من ادناس الشرك وأوضاره .....(البداية والنهاية 12/852 )
نعم كان يوما من ايام العزة وللعزة أن تنطق وتتحدث يوما نصر الله فيه الاسلام واهله وأذل الشرك واهله
كان الاقصى سجينا في ايدي النصارى وكان المسلمون في ذلك الوقت يعيشون واقعا عظيما من الذلة والصغار كيف..لا.. واقصاهم بيد اعدائهم الى من الله عليهم بإسترداده
وما اشبه الليلة بالبارحة فبعد أن سلب الاقصى مدة 92 سنة فها هو الاقصى اليوم يعاني الامرين من ابناء القردة والخنازير اخزاهم الله (قولوا امين) إلا أن بشائر النصر تلوح من وراء الافق فما هي إلا ايام قد تطول او تقصر –بقدر الله – وتسمع تكبيراتنا على ارض الاقصى السليب فالذي جعل المسلمين في ذلك الوقت يعيشون الامل ويصبرون هذه المدة الطويلة يجعل اهل الاسلام في هذا الزمان يصبرون ويصنعون النصر بأفعالهم كما فعل الاوائل مع العلم أن الاقصى لم يبقى بأيد اليهود إلا نيفا وخمسين سنة فقط بينما بقي نيفا وتسعين سنة بيد النصارى فوالله سينطق الحجر والشجر كما أخبرنا بذلك المصطفى عليه الصلاة والسلام وسيعود الاقصى قريبا بإذن الله كان ذلك بعز عزيز او ذل ذليل
فإلى أمة الاسلام لئن ظلت اسراب الظلام تيط الاقصى فالفجر من رحم الظلام سيولد
...................... فما اقرب النصر لمن يرجوه
الروابط المفضلة