انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 8 من 8

الموضوع: القواعد الحسان في أسرار الطاعة و الإستعداد لرمضان

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    الموقع
    السعودية (القصيم)
    الردود
    31
    الجنس

    flower2 القواعد الحسان في أسرار الطاعة و الإستعداد لرمضان

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    هذه بعض من ( القواعد الحسان في أسرار الطاعة و الإستعداد لرمضان ) قمت بتلخيصها من الكتاب الذي يحمـل الإسم نفسه , وهو كتاب قيم ورائع يحوي العديد من الفوائد و المواعظ لذلك أنصح بقراءته , النسخة الإلكترونية من الكتاب تضم 119 صفحة تجدونها في رابط للتحميل في نهاية الموضوع لمن يرغب بقراءته ولكني هنا قمت بتلخيص القواعد الأساسية فقط أسأل الله العظيم أن ينفع بها....


    القاعدة الأولى :
    بعث واستثارة الشوق إلى الله


    فلابد من إثارة كوامن شوقك إلى الله عز وجل حتى تلين لك الطاعات فتؤديها ذائقًا حلاوتها ولذتها، وأية لذة يمكن أن تحصلها من قيام الليل ومكابدة السهر ومراوحة الأقدام المتعبة أو ظمأ الهواجر أو ألم جوع البطون إذا لم يكن كل ذلك مبنيًا على معنى: { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى } ؟! ومن لبى نداء حبيبه بدون شوق يحدوه فهو بارد سمج.
    عوامل بعث الشوق إلى الله

    - مطالعة أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، وتدبر كلامه وفهم خطابه فإن من شأن هذه المطالعة والفهم والتدبر فيها أن يشحذ من القلب همة للوصول إلى تجليات هذه الأسماء والصفات والمعاني، فتتحرك كوامن المعرفة في القلب والعقل ويأتي عندئذٍ المدد .
    - مطالعة منن الله العظيمة وآلائه الجسيمة فالقلوب مجبولة على حب من أحسن إليها ولذلك كثر في القرآن سوقُ آيات النعم الخلق والفضل تنبيهًا لهذا المعنى، وكلما ازددت علمًا بنعم الله عليك كلما ازددت شوقًا لشكره على نعمائه.
    - التحسر على فوت الأزمنة في غير طاعة الله، بل قضاؤها في عبادة الهوى.
    - تذكر سبق السابقين مع تخلفك مع القاعدين يورثك هذا تحرقًا للمسابقة والمسارعة والمنافسة، وكل ذلك أمر الله به قال تعالى:{وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ}وقال : {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }.


    القاعدة الثانية :
    معرفة فضل المواسم ومنة الله فيها
    وفرصة العبد منها


    قال ابن رجب رحمه الله : وجعل الله سبحانه وتعالى لبعض الشهور فضلاً على بعض، كما قال تعالى : { مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ }
    وما في هذه المواسم الفاضلة موسمٌ إلا ولله تعالى فيه وظيفة من وظائف طاعته، يُترَّب بها إليه، ولله فيه لطيفة من لطائف نفحاته، يصيب بها من يعود بفضله ورحمته عليه، فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات، وتقرب فيها إلى مولاه بما فيها من وظائف الطاعات فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات .


    القاعدة الثالثة:
    تمارين العزيمة والهمة


    والعزيمة لا تكون إلا فيما لا تألفه النفوس أو لا تحبه فتحتاج النفس إلى المجاهدة في معرفة فضل ذلك العمل المكروه إليها ثم في مجاهدة وإرادات العجز والكسل، ولذلك قال الله عن الجهاد:{وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ }.
    وكان من هدي النبي  في قيام الليل أن يبدأ بركعتين خفيفتين حتى تتريض نفسه ولا تضجر.
    وأشار الشاطبي في الموافقات إلى أن السنن والنوافل بمثابة التوطئة وإعداد النفس للدخول في الفريضة على الوجه الأكمل , وكثير من الناس يعقد الآمال بفعل جملة من الطاعات في شهر رمضان فإذا ما أتى الشهر (أصبح خبيث النفس كسلان) وذلك لأنه لم يحل عقدة العادة والكسل والقعود .
    وتمارين العزيمة من صميم القيام بواجب شهر رمضان وتحصيل المغفرة فيه لأنه لا قوة للنفس ما لم تُعد العدة للطاعة قال تعالى: { وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُم فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ }.

    القاعدة الرابعة :
    نبذ البطالة والبطالين ومصاحبة ذوي الهمم


    وقد أمر الله خير الخلق  بصحبة المجدّين في السير إلى الله وترك الغافلين فقال عز من قائل : { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا }
    وكان من وصايا السلف انتقاء الصحبة، قال الحسن البصري: إن لك من خليلك نصيبًا، وإن لك نصيبًا من ذكر من أحببت، فاتقوا الإخوان والأصحاب والمجالس.
    فاجتهد أيها الأريب باحثًا عن أعوان المسير أصحاب الهمم العالية، ابحث عنهم في المساجد بالضرورة، اسأل عنهم في مجالس التقاة، لا تستبعد المفاوز لتصل إليهم ولو اقتضى الأمر أن تعلن في الصحف السيارة :
    (مطلوبٌ : معينٌ على الخير في شهر رمضان)
    مع هذه الصحبة تتحاثون على تدارك الثواني والدقائق، تحاسبون أنفسكم على الزفرات والأوقات الغاليات، لو فرط أحدكم في صلاة الجماعة وجد من يستحثه على عقاب نفسه كما كان يفعل ابن عمر.
    ترى البطالين يصلون التراويح سويعة ثم يسهرون ويسمرون ويسمدون وتضيع عليهم صلاة الفجر { وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا } .


    القاعدة الخامسة :
    إعداد بيان عن عيوبك وذنوبك المستعصية
    وعاداتك لتبدأ علاجها جديا في رمضان وكذا إعداد قائمة بالطاعات التي ستجتهد في أدائها لتحاسب نفسك بعد ذلك عليها .


    كون شهر رمضان فرصة سانحة لعلاج الآفات والمعاصي والعادات، إنه شهر حمية أي امتناع عن الشهوات (طعام وجماع) والشهوات مادة النشوز والعصيان، كما أن الشياطين فيه تصفّد وهم أصل كل بلاء يصيب ابن آدم، أضف إلى ذلك: جماعية الطاعة، حيث لا يبصر الصائم في الغالب إلا أمةً تصوم وتتسابق إلى الخيرات فتضعف همته في المعصية وتقوى في الطاعة , فهذه عناصر ثلاثة مهمة تتضافر مع عزيمة النفس الصادقة للإصلاح فيتولّد طقس صحي وظروف مناسبة لاستئصال أي داء.
    وما لم تتحفّز الهمم لعلاج الآفات في هذا الشهر لن تبقى فرصة لأولئك السالكين أن يبرأوا، فمن حرم بركة رمضان ولم يبرا من عيوب نفسه فيه، فأي زمان آخر يستظل ببركته.

    القاعدة السادسة :
    الإعداد للطاعة ومحاسبة النفس عليها


    أما الإعداد للعمل :فهو علامة التوفيق وأمارة الصدق في القصد، قال تعالى: { وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً } والطاعة لابد أن يُمهَّد لها بوظائف شرعية كثيرة حتى تؤتي أكلها ويُجتبني جناها، وخاصة في شهر رمضان حيث تكون الأعمال ذات فضل وثواب وشرف مضاعف لفضل الزمان , فصلاة الجماعة لابد أن تسبق بإحسان الوضوء ونية صادقة حسنة في تحصيل الأجر وزيارة الله عز وجل في بيته وتعظيم أمره والبدار في تلبية ندائه (حي على الصلاة) والمسارعة في سماع خطابه والالتذاذ بمناجاته ولقائه .
    ومن جنس هذا الاستعدادُ لصلاة التراويح فإنها من أعظم العبادات في ليالي رمضان، ففي الصحيح أن رسول الله  قال: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" .
    أما محاسبة النفس :على الطاعات فهذا من أنفع الوظائف التي يقوم بها العابدون في شهر رمضان، والأصل أن المحاسبة وظيفة لازمة للسالك طريق الآخرة، ولكنها تتأكد وتزداد في هذا الشهر .
    والمحاسبة معناها: فحصُ الطاعة ظاهرًا وباطنًا، وأولاً وآخرًا، بحثًا عن الثمرة ليعرف مأتاها فيحفظَه، وقدرها فينميه، ووصولاً للنقص سابقًا، ليتداركه لاحقًا .
    والمحاسبة تكون قبل العمل وأثناءه وبعده.
    أما قبله فبالاستعداد له واستحضار ما قصّر فيه حتى يتلافاه، وأثناءه بمراقبة العمل ظاهرًا وباطنًا أوله وآخره، والمحاسبة بعد العمل بإعادة ذلك العمل.

    القاعدة السابعة
    مطالعة أحكام الصوم وما يتعلق بشهر رمضان


    وننصح بالكتب الآتية في تحصيل أحكام الصيام منها مع عدم الامتناع عن سؤال أهل العلم ومراجعتهم عند المشكلات:
    1- "زاد المعاد في هدي خير العباد" لابن القيم (باب: هديه  في الصوم).
    2- "صفوة الكلام في مسالك الصيام" لأبي إدريس محمد عبد الفتاح (رسالة مختصرة).
    3- "فقه السنة" للشيخ سيد سابق مع تمام المنة في التعليق على فقه السنة للشيخ الألباني.
    وتجنب أيها الأريب التصدر للفتيا والتبرع بالإفادات حال كونك لست من أهل هذا الشأن، فإنه مشأمة لك ومظلمة لغيرك.
    وننصح بكتاب "لطائف المعارف" للحافظ ابن رجب رحمه الله.


    القاعدة الثامنة :
    إعداد النفس لتذوق عبادة الصبر


    قال تعالى: { وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا ِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }.
    فبعض الخليقة تجعل من مواسم الطاعة مرتعًا لنيل اللذات بكل أنواعها و إذ به يخرج من الشهر كما دخل بل أفسد , وأمامك أيها الساعي إلى الخيرات في هذا الشهر صبر عن المحارم، وصبر على الطاعات، ومع ذلك كله صبر على كل بلية تنالك.
    وأنواع الصبر هذه هي أوسمة الولاية وقلادات الإماماة في الدين.


    القاعدة التاسعة :
    كيفية تحصيل حلاوة الطاعات


    أما كون الطاعة ذات حلاوة فيدل له قوله : "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد  رسولاً"( )، وقوله : "ثلاثة من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله، ومن كان يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار"
    ثم اعلم- علمت كل خير- أن حلاوة الطاعة ملاكها في جمع القلب والهم والسر على الله ويفسره ابن القيم قائلاً: هو عكوف القلب بكليته على الله عز وجل، لا يلتفت عنه يمنة ولا يسرة، فإذا ذاقت الهمة طعم هذا الجمع اتصل اشتياق صاحبها وتأججت نيران المحبة والطلب في قلبه.

    القاعدة العاشرة
    إحياء الطاعات المهجورة والعبادات الغائبة


    وقد اعتاد الناس عباداتٍ معينة ظنوها هي وحدها الأبواب المفتوحة إلى الله، لكن بنبغي أن يكون الساعي في مرضات ربه بحّاثًا عن المسالك المهجورة والأبواب البعيدة ذات الطرق الوعْرة التي تنكبت عنها إرادات الناس كسلاً أو عجزًا.
    فمن تلك الطاعات التي غفل عنها الناس وأهملوها ولم نجد من يحافظ عليها إلا القليل : الاستغفار بالأسحار، وهي عبادة الصادقين قال تعالى: {والله بصير بالعباد الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار}.
    ومن تلك العبادات المهجورة : عبادة التفكر والتأمل في مخلوقات الله وعجائب قدره، والتدبر في أسمائه وصفاته وآلائه ونعمته قال تعالى: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار}
    ومن تلك العبادات الغائبة بين الناس : عبادة التبتل أي الانقطاع إلى الله قال تعالى : {واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلاً}
    ومن العبادات المهجورة في هذا الشهر : عبادة الصدقة والإنفاق، وهي من أرجى الطاعات عند السالكين، والفقه فيها عظيم أثرهُ في النفس , ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان النبي  أجودَ الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، فلرسول الله  حين يلقاه جبريل أجودُ بالخير من الريح المرسلة" .
    وليس المقصود كثرة المُنفق، بل كثرة الإنفاق أي فعله وإن قل المال .
    فهذه بعض نماذج من العبادات المهجورة الغائبة، ولو تأملت قوله : "الإيمان بضع وستون شعبة أو بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق" لعرفت كم ضيع الناس من شعب الإيمان العملية وطرق الخير الموصلة لرضا الرب تبارك وتعالى، والله المستعان .

    القاعدة الحادية عشرة :
    معرفة قطاع الطريق إلى الله


    من هؤلاء القطاع : الفتور والسآمة والملل، وهو من أعظم ما يعتري السالكين .
    أما إذا راودتك السامةُ في عبادتك، كصلاة أو ذكر أو تلاوة قرآن فلا تُرسل زمام هواك للشيطان محتجًا بقوله : "فوالله إن الله لا يملّ حتى تملوا"
    ومن قطاع الطريق إلى الله: الوساوس والخواطر الرديئة التي ترد على السالك طريق الآخرة .
    وتشمل هذه الخواطر الرديئة ما يرد على المبتلين بالشهوات من التفكير في الصور وفيما يعشقون ومن يهوون وكذا أصحاب الحقد والحسد والأمراض والآفات النفسية، وكلها انحرافات سلوكية، أي في السالك طريق الآخرة .
    ومن أعظمها خطرًا وسواس الشبهات في وجود الله وذاته وصفاته، وهذا مما ابتلى به كثير من شباب هذه العصور لغلبة الأفكار الإلحادية والعلمانية المبنية على المادة والتفسير العلمي لكل الظواهر الكونية وشيوع الفحشاء والشهوات الصارفة للقلوب عن ممارسة عبوديتها في التسليم والإذعان.

    وتحليلاً للخواطر يمكننا تقسيمها إلى ثلاثة أنواع :
    النوع الأول : خواطر الشبهات وهي العارضة في شأن وجود الله وذاته وصفاته وفي قرآنه وأنبيائه ورسله وقضائه وقدره.
    النوع الثاني : خواطر الشهوات وهي واردات الذهن من الصور ونماذج المعشوقات.
    النوع الثالث : خواطر القلب من آفات وأمراض نفسية كالكبرياء والعجب والحقد والحسد.

    وعلاج النوع الأول باستحضار اليقين، وكلامنا مع من اعتقد وجود الله ، أما الملحد فلا خطاب معه , فمن أيقن وجود الله وربوبيته وهيمنته وتصرفه وعدله وحكمته مثَّل هذا اليقين بالشمس يراها ثم يستعرض الشبهات ويمثلها بمن يماريه في رؤيته للشمس، ويجادله في الدليل المفيد لطلوعها، حينئذ يردد قوله عز وجل: {أفي الله شك فاطر السموات والأرض}، ويردد قوله: آمنت بالله، ويستعيذ بالله من نزغ الشيطان معتصمًا بالله لائذًا بحفظه وكلاءته .

    أما النوع الثاني وهو الأعم الأفشى بين الناس، وعلاجه من أصعب العلاجات لكننا نأتي على ذِكر جملةٍ من الفوائد المهمة المُجتثة لهذا المرض من جذوره.
    وهاك بعض الفوائد المعينة على حسم مادة الشهوة وصرف واردات الخواطر الشهوانية:
    أولا ً: التبرؤ من حول النفس وقوتها والالتجاء والاعتصام والاستعاذة بالله، ومن جليل ما ينبغي ترداده في حق المبتلى بالشهوة "لا حول ولا قوة إلا بالله" ومعناها: لا تحوّل عن معصيةٍ إلا بمعونة من الله ولا قوة على طاعة إلا بتوفيق من الله.
    ثانيًا : تذكر المنغّصات : سكرات الموت، نزع الروح، القبر وأهواله، سؤال الملكين، البعث والنشور وأهوال يوم القيامة، والمثول بين يدي الله عاصيًا مذنبًا والنار وأهوالها.
    ثالثاً : تذّكر المشوقات: كلذة المناجاة وتوفيق الله للطاعة وشرف الولاية والانتساب إلى حزب الله والكرامات اللائقة لأوليائه عند موتهم ودخولهم الجنة وما فيها من الحور العين اللائي لا تقارن الدنيا كلها بأنملة من أنامل الواحدة منهن، ورؤية الله عز وجل يوم القيامة ورضوانه على أهل الجنة.
    رابعًا : تذكر جمال خالق الجمال البشري، الذي سماه الرسول  جميلاً، فكل جمالٍ فُتن به المرء لو قُرن بجمال الله عز وجل لتلاشت كل خواطره الرديئة.
    خامسًا : تذكّر مثالب الصور المعشوقة وآفاتها وأمراضها وفساد بواطنها وظواهرها.
    سادسًا : البعد عن المثيرات كالسير في الطرقات العامة أو مشاهدة التلفاز والفيديو والمجلات والجرائد الساقطة التي تهدف غواية النفوس المطمئنة وتحت أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا.
    ومن هذا القبيل عدم المكوث في خلوة إذا طرأ عارض الشهوة، بل يشتغل بالصوارف التي تلهيه عن تلك الخواطر كذكر الله وزيارة الصالحين وحضور مجالس العلم أو خدمة الأهل والمسلمين.

    أما النوع الثالث وهو آفات القلب كالحقد والحسد والكبرياء والعُجب، فهو باطن الإثم، قال تعالى: {وذروا ظاهر الإثم وباطنه} وجماع دواء هذه الآفات رؤية عجز النفس وقيامها بالله، ومشاهدة حكمة الله عز وجل وتصرفه في الخلق، فمثل هذا الاستحضار يحول بينه وبين الاعتراض على تقسيم الرزق والنعم، ويحول بينه وبين رؤية النفس وقدرتها، ويئول به الحال إلى التسليم بمنة الله وعدله وحكمته.

    أسأل الله أن يبلغنا رمضان ونحن بصحة وعافية وأن يجعلنا من صوامه وقوامه ........

    لتحميل النسخة الإلكترونية من الكتاب
    http://www.grnaas.org/files/501498

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الموقع
    في قلب محبيني
    الردود
    3
    الجنس

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الردود
    7,864
    الجنس
    امرأة
    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته،

    مقتطفات قيمة بالفعل..

    جزاكِ الله خيراً و وفقنا و إياك لاستقبال رمضان على أفضل وجه..
    اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان‏

    رِفْقاً أهلَ السُّنَّة بأهلِ السُّنَّة

    أصول الحوار .. وأدب الإختلاف ..

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    الموقع
    الدنيا اليوم،وغدا الفردوس الأعلى"إن شاء الله"
    الردود
    555
    الجنس
    امرأة
    جزاكم الله كل خير

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الموقع
    السعوديه
    الردود
    65
    الجنس
    أنثى
    جزاك الله خير

    ووفقك وسدد على درب الخير خطاك

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الموقع
    الامارلت
    الردود
    378
    الجنس
    أنثى
    الله يعطيج العافية على هذا الموضوع الرائع...

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    الموقع
    السعودية (القصيم)
    الردود
    31
    الجنس
    جزاكم الله خيراً أجمعين

    اللهم سلمنا لرمضان وسلم رمضان لنا ياحي ياقيوم

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الردود
    25
    الجنس
    امرأة
    احسن الله اليك
    وجعل ماسطرتي في ميزان حسناتك

مواضيع مشابهه

  1. زيت الحصان للشعرمن اليابان (مستخلصة من دهن الحصان و ليس الاعشاب)
    بواسطة fofo في العناية بالشعر وتصفيفة - تسريحات, عروس, قصات, صبغة
    الردود: 3
    اخر موضوع: 23-02-2011, 08:42 PM
  2. القواعد الحسان في أسرار الطاعة والاستعداد لرمضان
    بواسطة درّة الأحساء في ركن الصوتيات والمرئيات
    الردود: 4
    اخر موضوع: 12-07-2008, 07:30 PM
  3. الإستعداد لرمضان..
    بواسطة مسامرة النجوم في روضة السعداء
    الردود: 0
    اخر موضوع: 22-08-2007, 08:11 AM
  4. متى تبدأين في الإستعداد لرمضان ؟
    بواسطة الصامدة للأبد في الملتقى الحواري
    الردود: 39
    اخر موضوع: 14-08-2007, 11:08 PM
  5. الحصان يلخص لنا القواعد الستة للسعادة
    بواسطة aziz1976 في الملتقى الحواري
    الردود: 1
    اخر موضوع: 16-06-2006, 11:57 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ