* لمثل هذا فليعمل العاملون *
في غضون السنوات الأخيرة..وفي القرن الحالي ..
القرن الذي نشأ فيه ثلة من شباب الأمة تحت القنوات وبين الشبكات المشبوهة.. ومن بين تلك الأكوام ووسط الضجيج الحضاري الزائف
..ينبثق نور جلي.. ليشهد بعلو الحق مهما طغى الباطل وليشهد بصفاء الحياة مهما غرقت السفن في أوحال الرذائل..
ذلك النور خرج من قلب الفتى الصالح حينما نظر أتليه والده نظرة إشفاق وحنان نظرة تعبر عما في النفس من خلجات إيمانية ترنو لرضا الرحمن..
امسك الأب الصالح بالابن الصالح وقال:
يابني.. الحق بركب الخير في تحفيظ القران وواحات الإيمان لتذوق طعم السعادة الحقيقية.. ابتسم الفتى وكاد أن يطير فرحا...
وحينما لحق بحلقات تحفيظ القران وواحات الإيمان تلألأ وجهه سرورا وشع قلبه نورا..
وتمر الأيام والسنون.. ويفارق الأب الحياة ..ولم يفارق الأجر والثواب فقد ترك لابنه المسجد والقرءان..
كفل العم ابن أخيه اليتيم ليكمل ما بدأه والده.. ولم يزل الفتى ملازما للتحفيظ رغم فراق أبيه ليعلنها في وجه الكثير من أقرانه (القصد رضا الرب لا الأب)..
ما أجمله من خطوات إلى بيت الرحمن وما أروعها من أوقات في رحاب القرآن..
ويخرج الفتى في يوم من أيامه الرائعة قاصدا المسجد الذي هفا قلبه إليه .. وفجأة اجتمع بعض الفتية أمامه ساخرين قائلين للفتى:
لقد مللنا من متابعة الأفلام وها نحن نود لعب الكرة فتعال معنا متع نفسك ودع عنك المسجد والتحفيظ إلى وقت لاحق..
يالله كيف لنفس سمت إلى الثريا أن ترضى بالثرى ؟؟
نظر إليهم نظرة المشفق قائلا: سعادتي في مسجدي ولذتي مع القرآن وغير ذلك لا أريد ولكن هلموا معي لصلاة العصر في المسجد.. فيا للأسف فرط فيها الأصحاب والإخوان واستسلموا للنوم والشيطان..
ياءيها الفتى لقد مللنا من نصائحك ومازلن في مقتبل العمر هيا لنستمتع بشبابنا ونسعد بحياتنا في اللعب واللهو..
نظر إليهم الفتى نظرة عزة وثبات قائلا:سعادة شباب الرحمن في المسجد والقرآن وفي الآخرة تحت ظلال الرحمن .. أما سعادة شباب الشيطان ففي الضياع والعصيان وفي الآخرة ندامة وخسران..
الله اكبر !! نور على نور .. وسرور بعد سرور.. وثبات إلي الممات ..
ولما بلغ الفتى الحلم ابتلاه الله بالمرض والألم وهذه سنة الله في الصالحين ليرفع منزلتهم إلى أعلى عليين في فردوس رب العالمين..
ويعود العم من العمل منهكا متعبا وكعادته يدخل غرفة الفتى .. فمكم من الآمال التي يشتاق العم لرؤيتها في ابن أخيه مستقبلا..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالك يابن أخي.. مابك مستلقيا؟! العادة أراك تاليا للقرآن مصليا للرحمن .. لماذا لا ترد؟
دب القلق في العم فهب مهرولا نحو ابن أخيه.. لابد أن المرض قد أتعبه!! غير معقول!!لا اصدق!!ماذا أرى!!
نبضات القلب توقفت ! والعينان شخصت !
لقد فارق الفتى الحياة..
لقد فارقها بغير رجعة.. رحمك الله .. انا لله و انا إليه راجعون ..
اغرورقت عينا العم بالبكاء سائلة على ثياب الفتى الصالح قائلة ..
انطفأ السراج الوهاج .. أجهش بالبكاء هوى على الأرض بعدما أعياه التعب واستغرق في نوم عميق.. وفجأة إذ به يسمع أصواتا يرى وجوها مشرقة ليست بوجوه بشر بل حسان جميلة تعلوها الإشراق والبهجة..
ماذا.. يا الهي.. لم أرى في حياتي مثل هذا الكمال في الجمال!!!
من انتن؟ وماذا تردن؟!
نحن الحور العين زوجات الفتى الصالح في الجنان...
انزلن الله تعالى القادر على كل شيء لنعاتبك على تأخير دفن الفتى ونعاجلك في الإسراع .. فنحن بأحر الاشتياق إليه في قصره بالجنة..
وثب العم من نومه فزعا إلى الهاتف متصلا على الجيران والأقارب للصلاة على ابن أخيه ودفنه..
.. وتمر الأيام والشهور ولا تزال رائحة الحور العين الذكية
باقية في حجرة الفتى.. 0(منقول)
الروابط المفضلة