لله در أقوام هجروا لذيذ المنام ودفء الفراش واقاموا لله الأقدام وانتصبوا للقيام في الظلام يطلبون نصيباً من الإنعام الحسان إِذا جنّ الليل سهروا وإذا جاء النهار اعتبروا وإذا نظروا في عيوبهم استغفروا واذا تفكروا في ذنوبهم بكوا وانكسروا، قال عليه الصلاة والسلام: (عليكم بقيام الليل فإِنه دأب الصالحين قبلكم وإنه قربة إلى ربكم ومغفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم) ، وفي المسند عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (عجب ربنا من رجلين: رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته ورجل غزا في سبيل الله فانهزموا فعلم ما عليه في الفرار وما له في الرجوع فرجع حتى أهريق دمه) ، قال أبو ذر رضي الله عنه: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم (أي صلاة الليل أفضل قال: نصف الليل وقليل فاعله)، قال داود عليه السلام: يا رب أي ساعة أقوم لك فأوحى الله إليه: يا داود لا تقم أول الليل ولا آخره ولكن قم في شطر الليل حتى تخلو بي وأخلوا بك وارفع إِلىّ حوائجك)..وروى عمر بن عبسة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر فإِن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن) ، كان همام بن الحارث يدعو: اللهم ارزقني سهراً في طاعتك فما كان ينام إِلا هنيهة وهو قاعد
وكان طاوس يتقلب على فراشه ويقول: طير ذكر جهنم نوم العابدين..
وقال القاسم بن راشد الشيباني: كان ربيعة نازلاً بيننا وكان يصلي ليلاً طويلاً فإِذا كان السحر نادى بأَعلى صوته: يا أيها الركب النائمون : أهذا الليل تنامون ألا تقومون فترحلون قال: فيسمع من ههنا باك ومن ههنا داع ، فإِذا طلع الفجر نادى بأَعلى صوته: عند الصباح يحمد القوم السرى( السير ليلا إلي الله )..
قال الضحَّاك: أدركت قوماً يستحييون من الله في سواد هذا الليل من طول الرقاد..
كانت " أم الربيع بن خيثم " إذا رأت قيامه وبكاؤه بالليل تقول: يا بني لعلك قتلت قتيلا فيقول: نعم قتلت نفسي..
كان " حسان بن أبي سنان " يخادع امرأته حتى تنام ثم يخرج من الفراش إلى الصلاة..
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
يا منازل الأحباب: أين ساكنوك
يا بقاع الإِخلاص: أين قاطنوك
يا مواطن الأَبرار: أَين عامروك
يا مواضع التهجد: أين زائروك
خلت والله الديار ومات القوم وارتحل أرباب السهر وبقي أهل النوم
يا أهل الصوم: كَفَى حَزَناً
يا سعد أقوام اجتهدوا في الطاعة وتاجروا ربهم فربحت البضاعة وبقي الثناء عليهم إلى قيام الساعة
و رأيتهم في الظلام وقد لاح نورهم
وفي مناجاة الملك العلام وقد تم سرورهم
فإِذا تذكروا ذنباً قد مضى ضاقت صدورهم وتقطعت قلوبهم أسفاً على ما حملت ظهورهم
وبعثوا رسالة الندم والدمع سطورهم
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
سفر الليل لا يطيقه الا محب الوصل تجتمع جنود الكسل عليه فتتمسك بذيل التسويف فتزين حب النوم وتزخرف نعيم الفراش وتخوفه برد الماء فإذا ثارت شعلة من نار الحزم أضاءت بها طريق القصد فسمعت أذن اليقين هاتف: ((تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ))..
[ram]http://media.islamway.com/arabic/images/quran/shuraim/073.ram
[/ram]
<<وصلني بالبريد>>
الروابط المفضلة