أخي في الله لا تغتر
بسم الله الرحمن الرحيم ،الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن أما بعد
فأكبر ما يوجه المسلم أي مسلم من أخطار هو الغرور، بأن يغتر الإنسان بنفسه أو عمله أو عبادته أو منهجه أو مذهبه،ذلك لأننا مطلوب منا العمل والإخلاص فيه،قال الله تعالى : {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}
مهما كنا ومهما كانت مناهجنا فذلك يقول أو يرى أن منهجه أصح المناهج وأسلمها، وأما غيره فليس كذلك فيه شبه عنده بدعة له زيغ صوفي، يحب الموالد وهي بدعة وأنا لا، إذا فأنا خير منه إلى آخر ما نقرأ ونسمع، والله سبحانه وتعالى يعلمنا كيف نربي أنفسنا قبل أن ننتقد الآخرين أو نصفهم بالضلال فيقول سبحانه وتعالى: { فَلا تُزَكُّواأَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى }.
ولكنه سبحانه وتعالى في ذات الوقت امتدح الذين يعملون على تزكية أنفسهم بفعل الخير من غير غرور، وأداء العبادات من غير تكبر واحتقار للناس قال جل جلاله :{ قَدْ أَفْلَحَ مَنْزَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} فالمفلحون هم الذين يؤدبون أنفسهم وينظرون إلى أعمالهم من العبادات والخيرات كلها قليلة قلوبهم خائفة من عدم القبول من الله تعالى أو أن ترد على وجوههم.
قال سبحانه وتعالى:{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) والوجل من الخوف والخشية أن لا يقبل منهم فـ {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}.
فهل بلغنا مقام التقوى لله حتى نظن بأنفسنا الخير ونظن بالآخرين الشر ، هل بلغنا درجات الصديقين حتى يأخذنا الغرور ، إنما تحبط الأعمال بسبب غرور أصحابها.فاحذر أيها المسلم من الغرور بما تقدم، فكثيرا ما يدخل الشيطان على الإنسان فيبطل عمله وعبادته من غير أن يشعر، فيظن نفسه من الناجين لكنه في الحقيقة من الهالكين، والسبب هوالغرور.
وأختم كلماتي هذه بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ! قَالُوا : وَلا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟قَالَ: لا وَلا أَنَا، إِلا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا ) فهذا الحديث الشريف يوضح لنا أن الأعمال مهما عظمت والمناهج مهما سمت وإن كان مصدرها عالي السند كما يقول البعض فإنها مرتبطة بالقبول من الله تعالى ولا أحد يعلم إن كان عمله مقبول أو غير مقبول فلا تزكوا أنفسكم هوأعلم بمن اتقى.
أسأل الله سبحانه وتعالى السلامة في ديننا ودنيانا وأسألالله تعالى أن يتقبل منا صالح أعمالنا ويغفر لنا خطايانا وغرورنا بأعمالنا إنه سميع مجيب وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الروابط المفضلة