السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. محمد بن عبدالرحمن العريفي*
حينما يعظم الأجر
فنحن ـ بصراحة ـ في زمن كثرت فيه الفتن ..وتنوعت المحن ..فتن تفتن الأبصار .. و أخرى تفتن الأسماع ....وثالثة تسهل الفاحشة .....ورابعة تدعو إلي المال الحرام .
حتى صار حالنا قريباً من ذلك الزمان ....الذي قال فيه النبي صلى الله علية وسلم فيما أخرجه الترمذي والحاكم وغيرهما : ( فإن وراءكم أيام الصبر ...الصبر فيهن كقبض على الجمر ..للعامل فيهن أجر خمسين منكم ....يعمل مثل عمله .قالوا : يا رسول الله ... أوَ منهم ...قال : بل منكم) حديث حسن .
وإنما يعظم الأجر للعامل الصالح في آخر الزمان ....لأنه لا يكاد يجد على الخير أعواناً .... فهو غريب بين العصاة ..نعم غريب بينهم ......يسمعون الغناء ولا يسمع ..... وينظرون إلي المحرمات ولا ينظر ....بل ويقعون في السحر والشرك .... وهو على التوحيد ...
وعند مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( بدأ الإسلام غريباً ....وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء ....) نعم طوبى للغرباء ..
وعند البخاري قال صلى الله عليه وسلم : ( إنه لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم ...)
وأخرج البزار بسند حسن أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( يقول الله عز وجل : وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين ..إذا أمنني في الدنيا أخفته في الآخرة ..و إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة ..)
نعم .....من كان خائفاً في الدنيا ...معظماً لجلال الله ...أمن يوم القيامة ...وفرح بلقاء الله ....وكان من أهل الجنة الذين قال الله ( وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ{25} قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ{26} فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ{27} إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ{28} ) الطور
أما من كان مقبلاً على المعاصي ...همة شهوة بطنه وفرجه ــــ آمناً من عذاب الله .... فهو في خوف وفزع في الآخرة ....
قال تعالى : ({تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ }( 22 ـ الشورى )
فتوكل على الله إنك على الحق المبين ....
ولا تغتر بكثرة المتساقطين والمتساقطات ..ولا ندرة الثابتين والثابتات ......
ولا تستوحش من قلة السالكين ...
أسال الله أن يحفظنا بحفظة ....ويكلأنا برعايته ..
وما توفيقنا إلا بالله
* دكتوراة في العقيدة والمذاهب المعاصرة
مقال منقول من جريدة المدينة
اللهـــم اجعلنـــا من هـــؤلاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الروابط المفضلة