أقبلت الإجازة بما فيها من فراغ لا يحسن الاستفادة منه
إلا من وهبهم الله عقلاً راجحاً يعرفون به كيف يخططون للاستفادة من أوقاتهم
فيما يفيدهم ويفيد أمتهم ومجتمعاتهم
بداية هناك بعض النقاط التي يجب علينا الإلمام بها أولاً
أن نستشعر قيمة الوقت، وأن له شأناً عند الله، فبه أقسم في في كتابه
والله إذا أقسم بشيء دل على عظمته
بل إنه أقسم بجميع أجزاء اليوم فأقسم بالنهار وأجزائه:
الفجر، والضحى، والعصر، وأقسم بالليل
أن نعلم أن هذا الوقت هو رأس مالنا
فإن ضيعناه ضاع رأس المال
وإن حفظناه فالربح حليفنا
أن نعلم أن مفاتيح استغلال الوقت بيدنا
فلا تحتاج إلى شرائها ولا استئجارها
فليس علينا سوى أن نشمر عن ساعد الجد
فإن الوقت يمضي والعمر قصير
أن نعلم أن بهذا الوقت حفظت العلوم، وجمعت السنة،
وحررت المسائل، وكتبت القصائد،
وأنه ما من عالم رفع شأنه
إلا واستغلال الوقت كان مركبه
وما من داعية رفع ذكره
إلا واستغلال الوقت كان همه
أن تعلم أن الناس صنفان: علماء وعامه
والذي ميز العلماء عن العامة هو استغلال العلماء لأوقاتهم.
فإن كنا مضيعين لأوقاتنا فقد شاركنا طلاب العلم في هيئتنا ولباسنا
وفارقناهم في استغلالنا لأوقاتنا
أن نعلم أنه لن يكون لنا تأثير في واقع الأمة
إلا بالعلم والعمل ولن يتحققا لعشاق الدعة والكسل
أن نقرأ سير أصحاب الهمم العالية
بعض المقترحات
لا تخلو مدينة من دور أو مراكز صيفية لتحفيظ القرآن
فلتحرصي أيتها الأخت على المشاركة
ولتحرصي أيتها الأم على مشاركة بناتك في هذه المراكز
واحرصي على توجيه وتشجيع أخواتك للالتحاق بهذه المراكز لاستثمار الإجازة
ولو لم يكن إلا أن تتعرف تلك الأخت على أخوات صالحات يتعاون على الخير وفعله لكفى
تكثر مناسبات الزواج والأفراح والاجتماعات في الإجازة الصيفية
وتجتمع أعداد كثيرة من النساء
فلماذا لا تستغل هذه المناسبات والاجتماعات من قبل بعض الصالحات في إلقاء بعض النصائح والتوجيهات
وإن لم تكوني أنت المتحدثة
فلماذا لا تكوني مفتاح خير للناس
فتكونين أنت الداعية لإحدى الأخوات القادرات؟
قال الحق -عز وجل- وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ
أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ
وَيُقِيمُونَ الصّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(71)وَعَدَ اللَّهُ
الْمُؤْمِنِينَ َالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ
مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
هذه المناسبات فرصة عظيمة لتعليم الأخوات كيف تُستثمر الأوقات
الحرص على المشاركة في الدورات العلمية المقامة بمدينتك
ومتابعة هذه الدروس وتقييدها والاستفادة منها
وإن لم تستطعي المشاركة كلية
فإنك -على الأقل- تختارين من الدروس
ما يناسبك فتحرصين على متابعتها والإفادة منها
يجب على الأخت ألا تأتي وحدها لهذه الدورات
بل تحرص على مشاركة أخواتهن فتشجعهن وتحثهن من خلال الاتصال المتكرر بهن
وما أكثر الأوقات التي تقضيها المرأة بالمهاتفات
فلماذا لا تستغل هذه المكالمات في التوجيه والإرشاد والدلالة على الخير في كل مكان؟
فكوني مشجعة وحاثة لأخواتك على المشاركة
وإن لم تتمكني أنت من المشاركة لظروف خاصة فإنك تنالين الأجر وإن لم تحضري ... والدال على الخير كفاعلة
الالتحاق بإحدى الدورات العلمية أو العملية النافعة والمفيدة
مثل: دورة في الخط أو الكمبيوتر أو الرسم وغيرها كثير .....
إعداد صحيفة ثقافية متنوعة خاصة بالبيت وتكون في مكان بارز
المشاركة الفعّالة والقوية في برامج المراكز الصيفية
الالتحاق بوظيفة في الإجازة الصيفية
المشاركة في إثراء المجلات بمقالات ومواضيع ترى أهمية طرحها
الاستعداد المبكر جداً في فهم المواد الدراسية للسنة الدراسية القادمة
أخذ فصل دراسي صيفي، وإنهاء الدراسة الجامعية في أقل وقت ممكن
دعوة غير المسلمين للإسلام عن طريق الكتب والنشرات والمطويات
زيارة المستشفيات والمؤسسات الإيوائية
زيارة الأقارب وصلة الرحم
المسابقة الاجتماعية في البيت لأفراد أسرتك للحث على الانضباط
ولله در القائل حين قال:
إنـا لنفـرح بالأيـام نقـطعها *** وكـل يوم مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا ً *** فإنما الربح والخسران في العمل
أسأل الله العلي القدير أن يوفقنا لطاعته والعمل في مرضاته
وأن يوفقنا لاستغلال أوقاتنا
وأعمارنا
وصحتنا
وفراغنا
إنه جواد كريم
الروابط المفضلة