حسرة السباق !!
عن خالد الوراق رحمه الله أنه قال : " كانت لى جارية شديدة الإجتهاد فى الطاعات فدخلت عليها يوما فأخبرتها برفق الله و رحمته و قبوله يسير العمل ، فبكت ثم قالت : يا خالد إنى لأؤمَََل من الله تعالى آمالا لو حملتها الجبال لأشفقت من حملها !! و إنى لأعلم أنَ فى كرم الله مستغاثا لكل مذنب .. و لكن كيف لى بحسرة السباق ؟! فقال خالد و ما حسرة السباق ؟!
فقالت و الدموع تترقرق من مقلتيها : غداة الحشر ، إذا بعثر ما فى القبور !! و ركب الأبرار نجائب الاعمال ، فاستبقوا إلى الصراط .. و عزة سيدى لايسبق مقصر ( أى فى طاعة الله ) مجتهدا أبدا و لو حبا حبوا !!
ثم قالت : أم كيف لى بموت الحزن و الكمد إذا رأيت القوم ( أى الصالحين المتقين ) يتراكدون ( أى يتسابقون إلى الجنان ) ؟! و قد رفعت أعلام المحسنين و جاز الصراط المشتاقون ( أى الى الله عز و جل ) ، و وصل الى الله المحبون ؟ و خلفت ( أى تخلفت ) مع المسيئين المذنبين؟!! ثم بكت رحمها الله ثم قالت :
يا خالد انظر .. لا يقطعك قاطع عن سرعة المبادرة بالأعمال ( أى المسابقة الى الطاعات ) ، فإنه ليس بين الدارين ( أى بين الدنيا و الأخرة ) دار أخرى يدرك فيها العباد ما فاتهم من طاعة الله تعالى ، فويل ثم ويل لمن قصر عن خدمة سيده و مولاه و ما معه إلا الأمال !! ( أى الأمانى الكذبة بدون عمل ) ، فهلا كانت الأعمال توقظه إذا نام البطالون !! " .
الروابط المفضلة