وما نرسل بالآيات إلاَّ تخويفاً ( إعصارُ قُوْنُو )
كتبها الدكتور/ ناصر بن محمد بن مشري الغامدي
وكيل كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى
وإمام وخطيب جامع الخضراء بمكة
الحَمْدُ للهِ ، كَتَبَ العِزَّ وَالنَّصْرَ وَالتَّوْفِيْقَ لِمَنْ أَطَاعَهُ وَاتَّقَاهُ ،
وَجَعَلَ الذُّلَّ وَالصَّغَارَ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرَهُ وَعَصَاهُ ،
أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ حَمْدَ المُقِرِّ بِفَضْلِ مَوْلاَهُ ، وَأَشْكُرُهُ وَخَيْرُهُ سَابِغٌ عَلَى مَنْ تَوَّلاَهُ . وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ ، لاَ فَوْزَ إِلاَّ فِي طَاعَتِهِ ،
وَلاَ عِزَّ إِلاَّ فِي التَّذَلُّلِ لِعَظَمَتِهِ ، وَلاَ غِنَىً إِلاَّ فِي الافْتِقَارِ إِلَى رَحْمَتِهِ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ ، لاَ هُدَىً وَاسْتِقَامَةً إِلاَّ فِي اتِّبَاعِ سَبِيْلِهِ ،
وَلاَ نَجَاحَ وَلاَ فَلاَحَ إِلاَّ فِي التَّحَاكُمِ إِلَى شَرِيْعَتِهِ وَسُنَّتِهِ ،
صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِِ ، وَعَلَى آَلِهِِ وَصَحْبِهِ ، وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ ، وَاهْتَدَى بِهَدْيِهِ .
أَمَّا بَعْدُ :
فَأُوصِيْ نَفْسِي وَإِخْوَانِي المُسْلِمِيْنَ جَمِيْعَاً بتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛
فَإنَّهَا النَّجَاةُ والفَلاَحُ ، وَالعِزَّةُ والشَّرَفُ ، وَالسَّعَادَةُ وَالطُّمَأْنِيْنَةُ ، بِِهَا الخَلاَصُ مِنَ الفِتَنُ ،
وَالسَّلاَمَةُ مِنَ الإِحَنِ ، وَالخُرُوجُ مِنَ المَضَائِقِ ،وَالأَمْنُ مِنَ المَخَاوُفِ
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ [النور : 55].
أَيُّهَا الإِخْوَةُ فِي اللهِ :
يَسُودُ العَالَمَ اليَوْمَ كَوَارِثُ مُهْلِكَةٌ ،
وَحَوَادِثُ مُفْزِعَةٌ ، وَأَمْرَاضٌ مُسْتَعْصِيَةٌ ، وَحُرُوبٌ مُدَمِّرَةٌ ،
تَتَابَعُ كُلَّ يَوْمٍ وَعَامٍ ، لاَ يَهْدَأُ ضَجِيْجُهَا ، وَلاَ يُطْفَأُ أُوَارُهَا ، وَلاَ يَخْمُدُ لَهِيْبُهَا ،
وَلاَ يَنْتَهِي مُسَلْسَلُهَا ، إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللهُ العَزِيْزُ الحَكِيْمُ ، كُلَّمَا عُوْلِجَتْ مِنْهَا كَارِثَةٌ ،
ظَهَرَتْ ثَانِيَةٌ ، وَكُلَّمَا أُخْمِدَتْ مِحْنَةٌ ، ثَارَتْ ثَالِثَةٌ ،
وَهَاهِي بَعْضُ الدُّوَلِ المُجَاوِرَةُ لَنَا فِي الشَّرْقِ هَذِهِ الأَيَّامِ تُفْجَعُ بِمِحْنَةٍ جَدِيْدَةٍ ،
وَكَارِثَةٍ عَظِيْمَةٍ ؛ بِإِعْصَارِ قُوْنُو المُدَمِّرِ ، المَصْحُوبِ بِالرِّيَاحِ العَاتِيَةِ ،
وَالأَمْوَاجِ العَالِيَةِ ، وَالأَمْطَارِ وَالفَيَضَانَاتِ المُدَمِّرَةِ ،
مَعَ مَا خَلَّفَهُ مِنْ أَضْرَارٍ وَآَثَارٍ وَدَمَارٍ عَلَى الدُّوَلِ التِي مَرَّ بِهَا هَذِهِ الأَيَّامِ حَتَّى الآَنَ .
وَهَذِهِ - أَيُّهَا الإِخْوَةُ – وَقَفَاتُ حَقَائِقٍ وَتَوْجِيْهٍ يَنْبَغِي عَلَى المُسْلِمِيْنَ جَمِيْعَاً أَنْ يَتَفَكَّرُوا فِيْهَا ،
وَيُعِيْدُوا النَّظَرَ فِي مَجْمُوعِهَا ،
وَيَسْتَفِيْدُوا مِنْهَا فِي التَّعَامُلِ مَعَ الكَوَارِثِ وَالمِحَنِ المُتَتَابِعَةِ التِي تَتَعَرَّضُ لَهَا البَشَرِيَّةُ
كُلَّ يَوْمٍ فِي أَنْحَاءِ المَعْمُورَةِ ؛
فَالمُسْلِمُ لَيْسَ كَغَيْرِهِ مِنَ البَشَرِ ، يَعْبُدُ رَبَّاً وَاحِدَاً مُدَبِّرَاً عَزِيْزَاً حَكِيْمَاً فِي قَضَائِهِ وَتَقْدِيْرِهِ ،
وَأَخْذِهِ وَعَطَائِهِ ، يَبْتَلِي عِبَادَهُ بِالسَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ ،
وَيُرْسِلُ مِنَ الآَيَاتِ وَالعِبَرِ مَا يُؤَدِّبُ بِهِ المُجْرِمِيْنَ ، وَيُطَمْئِنُ بِهِ المُؤْمِنِيْنَ ،
وَهُوَ فَوْقَ هَذَا وَذَاكَ مَأْمُورٌ بالاسْتِقَامَةِ ، وَتَرْكِ الغَفْلَةِ وَالمَعْصِيَةِ ، وَالتَّقَلُّلِ مِنَ الدُّنْيَا ، وَالاسْتِعْدَادِ للآَخِرَةِ ، وَأَخْذِ العِبَرِ وَالدُّرُوسِ مِنْ أَحْوَالِ الأُمَمِ وَالشُّعُوبِ .
أَلاَ مَا أَكْثَرَ العِبَرَ وَمَا أَقَلَّ الاعْتِبَارَ
أَيُّهَا الإِخْوَةُ
فِي كُلِّ عَامٍ ، بَلْ فِي كُلِّ يَوْمٍ يُحْدِثُ اللهُ تَعَالَى لِعِبَادِهِ شَيْئَاً مِنْ هَذِهِ الآَيَاتِ الكَوْنِيَّةِ ،
وَالكَوَارِثِ العَظِيْمَةِ المُهْلِكَةِ ، التِي إِنَّمَا تَحْدُثُ بِقُدْرَةِ اللهِ تَعَالَى وَمَشِئْتَهِِ ،
لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرَاً ؛ فَيَرْجِعُونَ إِلَى اللهِ تَعَالَى وَيَتُوْبُونَ ،
وَيَصْلُحُونَ وَيُصْلِحُونَ ، ثُمَّ لاَ تُحَرِّكُ فِيْهِمْ سَاكِنَاً ، وَكَأَنَّ الأَمْرَ لاَ يَعْنِيْهِمْ ؛
أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ [التوبة : 126] .
أَلاَ مَا أَشَدَّ قَسْوَةَ القُلُوبِ ، وَغَفْلَةَ العِبَادِ عَنْ آَيَاتِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ .
إِنَّ المَعَاصٍِي سَبَبُ الكَوَارِثِ وَالمِحَنِ ،
وَطَرِيْقُ التَّعَاسَةٍ وَالشَّقَاءٍ ، مَا حَلَّتْ في دِيَارٍ إِلاَّ أَهْلَكَتْهَا وَأَضْعَفَتْهَا ،
وَلاَ فَشَتْ في مُجْتَمَعَاتٍ إِلاَّ دَمَّرَتْهَا وَأَزَالَتْهَا، وَمَا أَهْلَكَ اللهُ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ إِلاَّ بِذَنْبٍ ومَعْصِيَةٍ ،
ومَا نَجَى مَنْ نَجَى وَفَازَ مَنْ فَازَ إِلاَّ بَتْوبَةٍ وإِنَابَةٍ واسْتِقَامَةٍ على أَمْرِ اللهِ سُبْحَانَهُ .
نَعَمْ إِخْوَةَ الإِسْلاَمِ
إِنَّ المَعَاصِي وَالذُّنُوبَ هِي سِرُّ هَذِهِ البَلاَيَا المُتَتَالِيَةِ ، وَسَبَبُ الكَوَارِثِ المُتَعَاقِبَةِ ،
والأَدْوَاءِ المُسْتَعْصِيَةِ التِي تَعْصِفُ بِالعَالَمِ كُلَّ يَوْمٍ ،
وَتَتَخَطَّفُ النَّاسَ وَأَمْوَالَهُمْ مِنْ حَوْلِنَا وَمِنْ بَيْنِنَا .وَهَذِهِ حَقِيْقَةٌ ثَابِتَةٌ ،
وَقَاعِدَةٌ مُقَرَّرَةٌ فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى ، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم
، لاَ مَحِيْدَ عَنْهَا ، وَلاَ مَفَّرَ مِنْهَا ؛ فَهِي السَّبَبُ الرَّئِيْسُ فِيْمَا يَحْدُثُ للأُمَمِ وَالأَفْرَادِ مِنَ الكَوَارِثِ وَالنَّكَبَاتِ ، وَمَا عَدَاهَا مِنَ الأَسْبَابِ أَسْبَابٌ فَرْعِيَّةٌ تَبَعِيَّةٌ ،
وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ هُوَ مُسَبِّبُ الأَسْبَابِ ، وَمُقَدِّرُ الأُمَورِ عَلَى مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ،
وَقَدْ قَالَ وَهُوَ العَزِيْزُ الحَكِيْمُ اللَّطِيْفُ الخَبِيْرُ :
ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الروم : 41] .
كَمْ أَهْلَكَتِ المَعَاصِي مِنْ أُمَمٍ مَاضِيَةٍ ، وَكَمْ دَمَّرَتْ مِنْ شُعُوبٍ كَانَتْ قَائِمَةً
، وَلاَ تَزَالُ تَهْدِمُ فِي بِنَاءِ الأُمُمِ الحَاضِرَةِ ، وَتَنْخَرُ فِي كِيَانِ الشُّعُوبِ المُتَتَالِيَةِ ،
وَمَا ظَهَرَتِ المَعَاصِي فِي أُمَّةٍ مِنَ الأُمَمِ ، وَلاَ انْتَشَرَ الفَسَادُ فِيْهَا إِلاَّ جَاءَهَا وَعِيْدُ اللهِ الذِي لاَ يُخْلَفُ ، وَتَحَقَّقَتْ فِيْهَا سُنَّتُهُ التِي لاَ تَتَخَلَّفُ عَنِ القَوْمِ المُجْرِمِيْنَ ؛ ) وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ [هود : 102-103] .
تَأَمَّلُوا – أَيُّهَا الإِخْوَةُ –
أَحْوَالَ الأُمَمِ السَّابِقَةِ ، وَمَا حَلَّ بِهَا مِنْ عُقُوبَاتٍ قَاصِمَةٍ ، وَكَوَارِثَ مُهْلِكَةٍ ،
وَاقْرَءَوُا كِتَابَ رَبِّكُمْ وَسُنَّةَ نَبِيِّكُمْ ،
وقَلِّبُوا صَفَحَاتِ التَّأْرِيْخِ وَتَدَبَّرُوهَا ، فَفِي تَدَبُّرِهَا ذِكْرَى لأُوِلِي الأَلْبَابِ ، وَمَوْعِظَةٌ لأَهْلِ العُقُولِ وَالإِيْمَانِ :
مَا الذِي أَغْرَقَ قَوْمَ نُوْحٍ ، وَجَعَلَ المَاءَ يَعْلُو الجِبَالَ الرَّاسِيَةَ ؟ ،
وَمَا الذِي أَهْلَكَ عَادَاً بِالرِّيْحِ العَقِيْمِ مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ [الذاريات : 42] سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ [الحاقة : 7-8].
وَمَا الذِي أَهْلَكَ ثَمُودَ بِالصَّيْحَةِ ؛ ) فَأَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ [الأعراف : 78] .
كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيْهَا .
وَمَا الذِي قَلَبَ قُرَى قَوْمِ لُوْطٍ عَلَيْهِمْ ، فَجَعَلَ أَعْلاَهَا أَسْفَلَهَا ، وَرَجَمَهُمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيْلٍ ؟ .
وَمَا الذِي أَغْرَقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ فِي أَعْمَاقِ البِحَارِ ، وَخَسَفَ بِقَارُونَ وَدَارِهِ الأَرْضَ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنْ المُنْتَصِرِينَ [القصص : 81] .
وَأَرْسَلَ عَلَى قَوْمِ سَبَأٍ سَيْلَ العَرِمِ ، وَبَدَّلَهُمْ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الْكَفُورَ [سبأ:16-17].
إِنَّهَا الذُّنُوبُ وَالمَعَاصِي ،
وَعَوَاقِبُهَا وَشُؤْمُهَا عَلَى الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَفْرَادِ ؛
وَتَكْذِيْبُ الآَيَاتِ وَالرُّسُلِ ، وَجُحُودُ نِعْمَةِ اللهِ عَلَى البَشَرِ ، وهَذِهِ هِي الحَقِيْقَةُ التِي لاَ مَحِيْدَ عَنْهَا ،
وَلاَ مَفَرَّ عَنْهَا فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [العنكبوت : 40] .
عَنْ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ التَّابِعِيِّ – رَحِمَهُ اللهُ – قَالَ : (( لَمَّا فَتَحَ المُسْلِمُونَ قُبْرُصَ ، فُرِّقَ بَيْنَ أَهْلِِهَا ، فَبَكَى بَعْضُهُم إِلَى بَعْضٍ ، فَرَأَيْنَا أَبَا الدَّرْدَاءِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - جَالِسَاً وَحْدَهُ يَبْكِي ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ ! مَا يُبْكِيْكَ في يَوْمٍ أَعَزَّ اللهُ فِيْهِ الإسْلاَمَ وَأَهْلَهُ ؟! فَقَالَ : وَيْحَكَ يَا جُبَيْرُ ! مَا أَهْوَنَ الخَلْقَ عَلىَ اللهِ إِذَا أَضَاعُوا أَمْرَهُ ، بَيْنَمَا هِي أُمَّةٌ قَاهِرَةٌ ظَاهِرَةٌ ، لَهُمُ المُلْكُ تَرَكُوا أَمْرَ اللهِ ، فَصَارُوا إِلَى مَا تَرَى )) .
إِذَا كُنْتَ فِي نِعْمَةٍ فَارْعَهَا فَإِنَّ المَعَاصِي تُزِيْلُ النِّعَـمِ
وَحُطْهَا بِطَاعَةِ رَبِّ العِبَادِ فَرَبُّ العِبَادِ سَرِيْعُ النِّقَـمِ
الروابط المفضلة