مَنْظُومَةُ الْقَوَاعِدِ الْفِقْهِيَّةِ
للعَلاَّمَةِ
عَبدِ الرَّحمَنِ بْنِ نَاصِرْ السِّعِدِيِّ
1307-1376 ﻫ
رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى
اِعتَمَدْتُ فِي تَصحيحِ هَذِهِ الْمَنظُومَةِ طَبعَتَانِ :
1- (رَوضَةُ الفَوَائِدِ شَرحِ مَنظُومَةِ القَواعِدِ لابنِ سعدِي) تَأليفُ الدّكتُورِ : مُصطَفَى بن كَرامَةِ اللهِ مَخدُومٌ (ط : دار إشبيليا 1420ﻫ) .
وهو كِتابٌ نَفيسٌ جِدّاً ؛ وَفِي مِنَ الفَوائِدِ الشَّيءَ الكَثيرَ ؛ وَرمَزتُ له بِـ(مَخدومٌ) .
2- (شَرحُ نَظمِ القَواعِدِ الفِقهِيَّةِ) للعلاَّمة السِّعدِي . اعتَنَى بهِ وَعَلَّقَ عليهِ وصَحَّح النَّظمَ : مَجدِي بن عبدِالوهَّابِ الأَحمَد (ط : دار ابنُ حَزمٍ 1425 ﻫ) .
وَقَد صَحَّح بَعضَ الأَبياتَ ؛ وأَدرَجتُ هُنَا كُلَّ تَصحيحاتِهِ فِي الحاشِيَةِ .

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ ِللَّهِ الْعَلِيِّ الأَرْفَقِ
[1]
وَجَامِعِ الأَشْيَاءِ وَالْمُفَرِّقِ


ذِي النِّعَمِ الْوَاسِعَةِ الْغَزِيرَهْ
[2]
وَالْحِكَمِ الْبَاهِرَةِ الْكَثِيرَهْ


ثُمَّ الصَّلاةُ مَعْ سَلامٍ دَائِمِ
[3]
عَلَى الرَّسُولِ الْقُرَشِيِّ الْخَاتِمِ


وَآلِهِ وَصَحْبِهِ الأَبْرَارِ
[4]
الْحَائِزِي ([FONT='Times New Roman','serif'][1][/FONT]) مَرَاتِبِ الْفَخَارِ ([FONT='Times New Roman','serif'][2][/FONT])


اعْلَمْ هُدِيتَ أَنَّ أَفْضَلَ الْمِنَنْ


[5]
عِلْمٌ يُزِيلُ الشَّكَّ عَنْكَ وَالدَّرَنْ


وَيَكْشِفُ الْحَقَّ لِذِي الْقُلُوبِ
[6]
وَيُوصِلُ الْعَبْدَ إِلَى الْمَطْلُوبِ


فَاحْرِصْ عَلَى فَهْمِكَ لِلْقَوَاعِدِ
[7]
جَامِعَةِ الْمَسَائِلِ الشَّوَارِدِ


فَتَرْتَقِي فِي الْعِلْمِ خَيْرَ مُرْتَقَى
[8]
وَتَقْتَفِي سُبْلَ الَّذِي قَدْ وُفِّقَا


فَهَذِهِ قَوَاعِدٌ نَظَمْتُهَا
[9]
مِنْ كُتْبِ أَهْلِ الْعِلْمِ قَدْ حَصَّلْتُهَا


جَزَاهُمُ الْمَوْلَى عَظِيمَ الأَجْرِ
[10]
وَالْعَفْوَ مَعْ غُفْرَانِهِ وَالْبِرِّ


(النِّيَّةُ) ([FONT='Times New Roman','serif'][3]) شَرْطٌ لِسَائِرِ ([FONT='Times New Roman','serif'][4][/FONT]) الْعَمَلْ[/FONT]
[11]
بِهَا الصَّلاحُ وَالْفَسَادُ لِلْعَمَلْ


الدِّينُ مَبْنِيٌّ عَلَى الْمَصَالِحِ
[12]
فِي جَلْبِهَا وَالدَّرْءِ لِلْقَبَائِحِ


فَإِنْ تَزَاحَمْ عَدَدُ الْمَصَالِحِ
[13]
يُقَدَّمُ الأَعْلَى مِنَ الْمَصَالِحِ ([FONT='Times New Roman','serif'][5][/FONT])


وَضِدُّهُ تَزَاحُمُ الْمَفَاسِدِ
[14]
يُرْتَكَبُ الأَدْنَى مِنَ الْمَفَاسِد ([FONT='Times New Roman','serif'][6][/FONT])


وَمِنْ قَوَاعِدْ [ شَرْعِنَا ] ([FONT='Times New Roman','serif'][7]) : التَّيْسِيرُ[/FONT]
[15]
فِي كُلِّ أَمْرٍ نَابَهُ تَعْسِيرُ


وَلَيْسَ وَاجِبٌ بِلا اقْتِدَارِ
[16]
وَلا مُحَرَّمٌ مَعَ اضْطِّرَارِ


وَكُلُّ مَحْظُورٍ مَعَ الضَّرُورَهْ
[17]
بِقَدْرِ مَا تَحْتَاجُهُ الضَّرُورَهْ ([FONT='Times New Roman','serif'][8][/FONT])


وَتَرْجِعُ الأَحْكَامُ لِلْيَقِينِ


[18]
فَلا يُزِيلُ الشَّكَّ لِلْيَقِينِ ([FONT='Times New Roman','serif'][9][/FONT])


وَالأَصْلُ فِي مِيَاهِنَا الطَّهَارَهْ
[19]
وَالأَرْضِ وَالثِّيَابِ وَالْحِجَارَهْ


وَالأَصْلُ فِي الأَبْضَاعِ وَاللُّحُومِ
[20]
وَالنَّفْسِ وَالأَمْوَالِ لِلْمَعْصُومِ


تَحْرِيمُهَا حَتَّى يَجِيءَ الْحِلُّ
[21]
فَافْهَمْ هَدَاكَ اللَّهُ مَا يُمَلُّ


وَالأَصْلُ فِي عَادَاتِنَا الإِبَاحَهْ
[22]
حَتَّى يَجِيءَ صَارِفُ الإِبَاحَهْ ([FONT='Times New Roman','serif'][10][/FONT])


وَلَيْسَ مَشْرُوعًا مِنَ الأُمُورِ


[23]
غَيْرُ الَّذِي فِي شَرْعِنَا مَذْكُورِ ([FONT='Times New Roman','serif'][11][/FONT])


وَسَائِلُ الأُمُورِ كَالْمَقَاصِدِ
[24]
وَاحْكُمْ بِهَذَا الْحُكْمِ لِلزَّوَائِدِ


وَالْخَطَا ([FONT='Times New Roman','serif'][12]) وَالإِكْرَاهُ وَالنِّسْيَانُ[/FONT]
[25]
أَسْقَطَهُ مَعْبُودُنَا الرَّحْمَانُ ([FONT='Times New Roman','serif'][13][/FONT])


لَكِنْ مَعَ الإِتْلافِ يَثْبُتُ الْبَدَلْ


[26]
وَيَنْتَفِي التَّأْثِيمُ عَنْهُ وَالزَّلَلْ


وَمِنْ مَسَائِلِ الأَحْكَامِ فِي الْتَّبَعْ
[27]
يَثْبُتُ لا إِذَا اسْتَقَلَّ فَوَقَعْ ([FONT='Times New Roman','serif'][14][/FONT])


وَ(الْعُرْفُ) مَعْمُولٌ بِهِ إِذَا وَرَدْ


[28]
حُكْمٌ مِنَ الشَّرْعِ الشَّرِيفِ لَمْ يُحَدْ


مُعَاجِلُ الْمَحْظُورِ قَبْلَ آنِهِ ([FONT='Times New Roman','serif'][15][/FONT])


[29]
قَدْ بَاءَ بِالْخُسْرَانِ مَعْ حِرْمَانِهِ


وَإِنْ أَتَى التَّحْرِيمُ فِي نَفْسِ الْعَمَلْ
[30]
أَوْ شَرْطِهِ ، فَذُو فَسَادٍ وَخَلَلْ


وَمُتْلِفٌ مُؤْذِيهِ لَيْسَ يَضْمَنُ
[31]
بَعْدَ الدِّفَاعِ بِالَّتِي هِيْ أَحْسَنُ


وَ(أَلْ) تُفِيدُ الْكُلَّ فِي الْعُمُومِ
[32]
فِي الْجَمْعِ وَالإِفْرَادِ كَالْعَلِيمِ


وَالنَّكِرَاتُ فِي سِيَاقِ النَّفْيِ
[33]
تُعْطِي الْعُمُومَ أَوْ سِيَاقِ النَّهْيِ


كَذَاكَ (مَنْ) وَ (مَا) تُفِيدَانِ مَعَا
[34]
كُلَّ الْعُمُومِ يِا أَخِي فَاسْمَعَا


وَمِثْلُهُ الْمُفْرَدُ إِذْ يُضَافُ
[35]
فَافْهَمْ هُدِيتَ الرُّشْـدَ مَا يُضَافُ ([FONT='Times New Roman','serif'][16][/FONT])


وَلا يَتِمُّ الْحُكْمُ حَتَّى تَجْتَمِعْ


[36]
كُلُّ الشُّرُوطِ وَالْمَوَانِعْ تَرْتَفِعْ


وَمَنْ أَتَى بِمَا عَلَيْهِ مِنْ عَمَلْ
[37]
قَدِ اسْتَحَقَّ مَا لَهُ عَلَى الْعَمَلْ


وَكُلُّ حُكْمٍ دَائِرٌ مَعْ عِلَّتِهْ
[38]
وَهِيَ الَّتِي قَدْ أَوْجَبَتْ شَرْعِيَّتِهْ ([FONT='Times New Roman','serif'][17][/FONT])


وَكُلُّ شَرْطٍ لازِمٍ لِلْعَاقِدِ
[39]
فِي الْبَيْعِ وَالنِّكَاحِ وَالْمَقَاصِدِ


إِلا شُرُوطًا حَلَّلَتْ مُحَرَّمَا
[40]
أَوْ عَكْسَهُ فَبَاطِلاتٌ فَاعْلَمَا


تُسْتَعْمَلُ الْقُرْعَةُ عِنْدَ الْمُبْهَمِ
[41]
مِنَ الْحُقُوقِ أَوْ لَدَى التَّزَاحُمِ


وَإِنْ تَسَاوَى الْعَمَلانِ اجْتَمَعَا
[42]
وَفُعِلَ إِحْدَاهُمَا فَاسْتَمِعَا ([FONT='Times New Roman','serif'][18][/FONT])


وَكُلُّ مَشْغُولٍ فَلا يُشْغَّلْ


[43]
مِثَالُهُ الْمَرْهُونُ وَالْمُسَبَّلْ


وَمَنْ يُؤَدِّ عَنْ أَخِيهِ وَاجِبَا
[44]
لَهُ الرُّجُوعُ إِنْ نَوَى يُطَالِبَا


وَالْوَازِعُ الطَّبَعِيْ عَنِ الْعِصْيَانِ
[45]
كَالْوَازِعِ الشَّرْعِيْ بِلا نُكْرَانِ


وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى التَّمَامِ
[46]
فِي الْبَدْءِ وَالْخِتَامِ وَالدَّوَامِ


ثُمَّ الصَّلاةُ مَعْ سَلامٍ شَائِعِ
[47]
عَلَى النَّبِيْ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِ



[ أَسألُ اللهَ أَنْ يَنفَعَ بِهَا إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ ]
وكَتَبَهُ ابنُ سَالِمٍ
فَلاَ تَنسَونَا مِن صَالِحِ دُعائِكُم

([FONT='Times New Roman','serif'][1][/FONT]) حَازَ الشَّيءَ حِيَازَةً : ضَمَّهُ وَمَلَكَهُ . [ الوَسِيطُ (صَفْحَة : 206) ]

([FONT='Times New Roman','serif'][2][/FONT]) فَخَرَ فَخْراً وَفَخَاراً وَفَخَارَةً : التَّبَاهِي بِمَا لَهُ أَو لِقَومِهِ مِن مَحَاسِنَ . وَفِي بَعضِ الطَّبَعَاتِ [الأَحْمَدْ] : (الفِخَارِ) .

([FONT='Times New Roman','serif'][3][/FONT]) فِي بَعضِ الطَّبَعَاتِ [الأَحْمَدْ] : (وَنِيَّةٌ)

([FONT='Times New Roman','serif'][4][/FONT]) أَي : كُلُّ العَمَلِ [ مَخدُومٌ ] .

([FONT='Times New Roman','serif'][5][/FONT]) [الأَحْمَدْ] : (فَإنْ تَزَاحَمَتْ مَصَالِحٌ كُثُرْ • أَعْلاهَا فَلْتُقَدِّمَنَّ لا تَذَرْ) .

([FONT='Times New Roman','serif'][6][/FONT]) [الأَحْمَدْ] (…………… • أَدْنَاهَا فَارْكَبَنَّ ذِي الْمَوَارِدِ) .

([FONT='Times New Roman','serif'][7][/FONT]) فِي الأَصلِ (الشَّرِيعَةِ) ؛ والتَّصويبُ مِن [مَخدوم] .

([FONT='Times New Roman','serif'][8][/FONT]) [الأَحْمَدْ] : (مَسطُورَهْ) .

([FONT='Times New Roman','serif'][9][/FONT]) [الأَحْمَدْ] (إِلَى اليَقِينِ تَرجِعُ الأَحكَامُ • بِالشَّكِّ لا يُزَالُ يَا هُمَامُ) .

([FONT='Times New Roman','serif'][10][/FONT]) [الأَحْمَدْ] (…………… • ……… صَارِفٌ صَرَاحَهْ) .

([FONT='Times New Roman','serif'][11][/FONT]) (مَذكُور) الأَصلُ فيها سُكونُ الرَّاءِ ؛ ويُمكِنُ كَسرُها مَعَ كَسرِ الرَّاءِ فِي الشَّطر الأَوَّلِ مِن بابِ الْجَرِّ بِالمُجاوَرَةِ ؛ كَقَولِهِم : (جُحرُ ضَبٍّ خَرِبٍ) [ مَخدُومٌ ] .
[الأَحْمَدْ] (…………… • …………… الْمَبْرُورِ) .

([FONT='Times New Roman','serif'][12][/FONT]) بِالقَصرِ ؛ وَفي الْمَطبوعاتِ بِالهَمزِ . وَفِي بَعضِ الطَّبَعَاتِ (وَالخَطَأُ الإِكرَاهُ) .

([FONT='Times New Roman','serif'][13][/FONT]) [الأَحْمَدْ] ( أَخْطَاؤُنَا الإِكْرَاهُ وَالنِّسْيَانُ • أَسْقَطَهَا ……) .

([FONT='Times New Roman','serif'][14][/FONT]) [الأَحْمَدْ] (وَبَعضُ أَحكَامٍ لَنَا قَدْ تَثبُتُ • تَبعاً لَهَا دُونَ اِنفِرادٍ يَثبُتُ) .

([FONT='Times New Roman','serif'][15][/FONT]) (آنِهِ) آنَ يَئِيْنُ أَيْناً ؛ مِثلُ : حَان يَحِينُ حَيناً - وَزناً وَمَعنًى - . وَالأَوانُ - بِفَتحِ الهَمزَةِ وَكَسرِها لُغَةً - : هُوَ الْحِينُ . وَأَمَّا (آنَ) فِي الأَمرِ يَئُونُ أَوْناً ؛ فَمَعناهُ : رَفَقَ بِهِ . فَالصَّوابُ لُغَةً أَن يُقَالُ : (قَبلَ أَوَانِهِ) وَلكِنَّهُ لا يَستَقيم وَزناً . أَو يُقَالُ : (قَبلَ أَينِهِ) [مَخدومٌ] .

([FONT='Times New Roman','serif'][16][/FONT]) [الأَحْمَدْ] (…………… • كَنِعمَةِ اللهِ فَلا تُعَافُ) .

([FONT='Times New Roman','serif'][17][/FONT]) فِي الطَّبعات (لِشَرْعِيَّتِهْ) وِبِه يَختَلُّ الوَزنُ . وَقَد يُقَالُ : (لِشِرْعَتِهْ) .

([FONT='Times New Roman','serif'][18][/FONT])[الأَحْمَدْ] (…………… • بِفِعلِ وَاحِدٍ بِنِيَّةٍ مَعَا) .
مَنْظُومَةُ الْقَوَاعِدِ الْفِقْهِيَّةِ
للعَلاَّمَةِ
عَبدِ الرَّحمَنِ بْنِ نَاصِرْ السِّعِدِيِّ
1307-1376 ﻫ
رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى
اِعتَمَدْتُ فِي تَصحيحِ هَذِهِ الْمَنظُومَةِ طَبعَتَانِ :
1- (رَوضَةُ الفَوَائِدِ شَرحِ مَنظُومَةِ القَواعِدِ لابنِ سعدِي) تَأليفُ الدّكتُورِ : مُصطَفَى بن كَرامَةِ اللهِ مَخدُومٌ (ط : دار إشبيليا 1420ﻫ) .
وهو كِتابٌ نَفيسٌ جِدّاً ؛ وَفِي مِنَ الفَوائِدِ الشَّيءَ الكَثيرَ ؛ وَرمَزتُ له بِـ(مَخدومٌ) .
2- (شَرحُ نَظمِ القَواعِدِ الفِقهِيَّةِ) للعلاَّمة السِّعدِي . اعتَنَى بهِ وَعَلَّقَ عليهِ وصَحَّح النَّظمَ : مَجدِي بن عبدِالوهَّابِ الأَحمَد (ط : دار ابنُ حَزمٍ 1425 ﻫ) .
وَقَد صَحَّح بَعضَ الأَبياتَ ؛ وأَدرَجتُ هُنَا كُلَّ تَصحيحاتِهِ فِي الحاشِيَةِ .

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ ِللَّهِ الْعَلِيِّ الأَرْفَقِ
[1]
وَجَامِعِ الأَشْيَاءِ وَالْمُفَرِّقِ


ذِي النِّعَمِ الْوَاسِعَةِ الْغَزِيرَهْ
[2]
وَالْحِكَمِ الْبَاهِرَةِ الْكَثِيرَهْ


ثُمَّ الصَّلاةُ مَعْ سَلامٍ دَائِمِ
[3]
عَلَى الرَّسُولِ الْقُرَشِيِّ الْخَاتِمِ


وَآلِهِ وَصَحْبِهِ الأَبْرَارِ
[4]
الْحَائِزِي ([FONT='Times New Roman','serif'][1]
) مَرَاتِبِ الْفَخَارِ ([FONT='Times New Roman','serif'][2][/FONT])


اعْلَمْ هُدِيتَ أَنَّ أَفْضَلَ الْمِنَنْ


[5]
عِلْمٌ يُزِيلُ الشَّكَّ عَنْكَ وَالدَّرَنْ


وَيَكْشِفُ الْحَقَّ لِذِي الْقُلُوبِ
[6]
وَيُوصِلُ الْعَبْدَ إِلَى الْمَطْلُوبِ


فَاحْرِصْ عَلَى فَهْمِكَ لِلْقَوَاعِدِ
[7]
جَامِعَةِ الْمَسَائِلِ الشَّوَارِدِ


فَتَرْتَقِي فِي الْعِلْمِ خَيْرَ مُرْتَقَى
[8]
وَتَقْتَفِي سُبْلَ الَّذِي قَدْ وُفِّقَا


فَهَذِهِ قَوَاعِدٌ نَظَمْتُهَا
[9]
مِنْ كُتْبِ أَهْلِ الْعِلْمِ قَدْ حَصَّلْتُهَا


جَزَاهُمُ الْمَوْلَى عَظِيمَ الأَجْرِ
[10]
وَالْعَفْوَ مَعْ غُفْرَانِهِ وَالْبِرِّ


(النِّيَّةُ) ([FONT='Times New Roman','serif'][3]) شَرْطٌ لِسَائِرِ ([FONT='Times New Roman','serif'][4][/FONT]) الْعَمَلْ[/FONT]
[11]
بِهَا الصَّلاحُ وَالْفَسَادُ لِلْعَمَلْ


الدِّينُ مَبْنِيٌّ عَلَى الْمَصَالِحِ
[12]
فِي جَلْبِهَا وَالدَّرْءِ لِلْقَبَائِحِ


فَإِنْ تَزَاحَمْ عَدَدُ الْمَصَالِحِ
[13]
يُقَدَّمُ الأَعْلَى مِنَ الْمَصَالِحِ ([FONT='Times New Roman','serif'][5][/FONT])


وَضِدُّهُ تَزَاحُمُ الْمَفَاسِدِ
[14]
يُرْتَكَبُ الأَدْنَى مِنَ الْمَفَاسِد ([FONT='Times New Roman','serif'][6][/FONT])


وَمِنْ قَوَاعِدْ [ شَرْعِنَا ] ([FONT='Times New Roman','serif'][7]) : التَّيْسِيرُ[/FONT]
[15]
فِي كُلِّ أَمْرٍ نَابَهُ تَعْسِيرُ


وَلَيْسَ وَاجِبٌ بِلا اقْتِدَارِ
[16]
وَلا مُحَرَّمٌ مَعَ اضْطِّرَارِ


وَكُلُّ مَحْظُورٍ مَعَ الضَّرُورَهْ
[17]
بِقَدْرِ مَا تَحْتَاجُهُ الضَّرُورَهْ ([FONT='Times New Roman','serif'][8][/FONT])


وَتَرْجِعُ الأَحْكَامُ لِلْيَقِينِ


[18]
فَلا يُزِيلُ الشَّكَّ لِلْيَقِينِ ([FONT='Times New Roman','serif'][9][/FONT])


وَالأَصْلُ فِي مِيَاهِنَا الطَّهَارَهْ
[19]
وَالأَرْضِ وَالثِّيَابِ وَالْحِجَارَهْ


وَالأَصْلُ فِي الأَبْضَاعِ وَاللُّحُومِ
[20]
وَالنَّفْسِ وَالأَمْوَالِ لِلْمَعْصُومِ


تَحْرِيمُهَا حَتَّى يَجِيءَ الْحِلُّ
[21]
فَافْهَمْ هَدَاكَ اللَّهُ مَا يُمَلُّ


وَالأَصْلُ فِي عَادَاتِنَا الإِبَاحَهْ
[22]
حَتَّى يَجِيءَ صَارِفُ الإِبَاحَهْ ([FONT='Times New Roman','serif'][10][/FONT])


وَلَيْسَ مَشْرُوعًا مِنَ الأُمُورِ


[23]
غَيْرُ الَّذِي فِي شَرْعِنَا مَذْكُورِ ([FONT='Times New Roman','serif'][11][/FONT])


وَسَائِلُ الأُمُورِ كَالْمَقَاصِدِ
[24]
وَاحْكُمْ بِهَذَا الْحُكْمِ لِلزَّوَائِدِ


وَالْخَطَا ([FONT='Times New Roman','serif'][12]) وَالإِكْرَاهُ وَالنِّسْيَانُ[/FONT]
[25]
أَسْقَطَهُ مَعْبُودُنَا الرَّحْمَانُ ([FONT='Times New Roman','serif'][13][/FONT])


لَكِنْ مَعَ الإِتْلافِ يَثْبُتُ الْبَدَلْ


[26]
وَيَنْتَفِي التَّأْثِيمُ عَنْهُ وَالزَّلَلْ


وَمِنْ مَسَائِلِ الأَحْكَامِ فِي الْتَّبَعْ
[27]
يَثْبُتُ لا إِذَا اسْتَقَلَّ فَوَقَعْ ([FONT='Times New Roman','serif'][14][/FONT])


وَ(الْعُرْفُ) مَعْمُولٌ بِهِ إِذَا وَرَدْ


[28]
حُكْمٌ مِنَ الشَّرْعِ الشَّرِيفِ لَمْ يُحَدْ


مُعَاجِلُ الْمَحْظُورِ قَبْلَ آنِهِ ([FONT='Times New Roman','serif'][15][/FONT])


[29]
قَدْ بَاءَ بِالْخُسْرَانِ مَعْ حِرْمَانِهِ


وَإِنْ أَتَى التَّحْرِيمُ فِي نَفْسِ الْعَمَلْ
[30]
أَوْ شَرْطِهِ ، فَذُو فَسَادٍ وَخَلَلْ


وَمُتْلِفٌ مُؤْذِيهِ لَيْسَ يَضْمَنُ
[31]
بَعْدَ الدِّفَاعِ بِالَّتِي هِيْ أَحْسَنُ


وَ(أَلْ) تُفِيدُ الْكُلَّ فِي الْعُمُومِ
[32]
فِي الْجَمْعِ وَالإِفْرَادِ كَالْعَلِيمِ


وَالنَّكِرَاتُ فِي سِيَاقِ النَّفْيِ
[33]
تُعْطِي الْعُمُومَ أَوْ سِيَاقِ النَّهْيِ


كَذَاكَ (مَنْ) وَ (مَا) تُفِيدَانِ مَعَا
[34]
كُلَّ الْعُمُومِ يِا أَخِي فَاسْمَعَا


وَمِثْلُهُ الْمُفْرَدُ إِذْ يُضَافُ
[35]
فَافْهَمْ هُدِيتَ الرُّشْـدَ مَا يُضَافُ ([FONT='Times New Roman','serif'][16][/FONT])


وَلا يَتِمُّ الْحُكْمُ حَتَّى تَجْتَمِعْ


[36]
كُلُّ الشُّرُوطِ وَالْمَوَانِعْ تَرْتَفِعْ


وَمَنْ أَتَى بِمَا عَلَيْهِ مِنْ عَمَلْ
[37]
قَدِ اسْتَحَقَّ مَا لَهُ عَلَى الْعَمَلْ


وَكُلُّ حُكْمٍ دَائِرٌ مَعْ عِلَّتِهْ
[38]
وَهِيَ الَّتِي قَدْ أَوْجَبَتْ شَرْعِيَّتِهْ ([FONT='Times New Roman','serif'][17][/FONT])


وَكُلُّ شَرْطٍ لازِمٍ لِلْعَاقِدِ
[39]
فِي الْبَيْعِ وَالنِّكَاحِ وَالْمَقَاصِدِ


إِلا شُرُوطًا حَلَّلَتْ مُحَرَّمَا
[40]
أَوْ عَكْسَهُ فَبَاطِلاتٌ فَاعْلَمَا


تُسْتَعْمَلُ الْقُرْعَةُ عِنْدَ الْمُبْهَمِ
[41]
مِنَ الْحُقُوقِ أَوْ لَدَى التَّزَاحُمِ


وَإِنْ تَسَاوَى الْعَمَلانِ اجْتَمَعَا
[42]
وَفُعِلَ إِحْدَاهُمَا فَاسْتَمِعَا ([FONT='Times New Roman','serif'][18][/FONT])


وَكُلُّ مَشْغُولٍ فَلا يُشْغَّلْ


[43]
مِثَالُهُ الْمَرْهُونُ وَالْمُسَبَّلْ


وَمَنْ يُؤَدِّ عَنْ أَخِيهِ وَاجِبَا
[44]
لَهُ الرُّجُوعُ إِنْ نَوَى يُطَالِبَا


وَالْوَازِعُ الطَّبَعِيْ عَنِ الْعِصْيَانِ
[45]
كَالْوَازِعِ الشَّرْعِيْ بِلا نُكْرَانِ


وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى التَّمَامِ
[46]
فِي الْبَدْءِ وَالْخِتَامِ وَالدَّوَامِ


ثُمَّ الصَّلاةُ مَعْ سَلامٍ شَائِعِ
[47]
عَلَى النَّبِيْ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِ



[ أَسألُ اللهَ أَنْ يَنفَعَ بِهَا إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ ]
وكَتَبَهُ ابنُ سَالِمٍ
فَلاَ تَنسَونَا مِن صَالِحِ دُعائِكُم

([FONT='Times New Roman','serif'][1][/FONT]) حَازَ الشَّيءَ حِيَازَةً : ضَمَّهُ وَمَلَكَهُ . [ الوَسِيطُ (صَفْحَة : 206) ]

([FONT='Times New Roman','serif'][2][/FONT]) فَخَرَ فَخْراً وَفَخَاراً وَفَخَارَةً : التَّبَاهِي بِمَا لَهُ أَو لِقَومِهِ مِن مَحَاسِنَ . وَفِي بَعضِ الطَّبَعَاتِ [الأَحْمَدْ] : (الفِخَارِ) .

([FONT='Times New Roman','serif'][3][/FONT]) فِي بَعضِ الطَّبَعَاتِ [الأَحْمَدْ] : (وَنِيَّةٌ)

([FONT='Times New Roman','serif'][4][/FONT]) أَي : كُلُّ العَمَلِ [ مَخدُومٌ ] .

([FONT='Times New Roman','serif'][5][/FONT]) [الأَحْمَدْ] : (فَإنْ تَزَاحَمَتْ مَصَالِحٌ كُثُرْ • أَعْلاهَا فَلْتُقَدِّمَنَّ لا تَذَرْ) .

([FONT='Times New Roman','serif'][6][/FONT]) [الأَحْمَدْ] (…………… • أَدْنَاهَا فَارْكَبَنَّ ذِي الْمَوَارِدِ) .

([FONT='Times New Roman','serif'][7][/FONT]) فِي الأَصلِ (الشَّرِيعَةِ) ؛ والتَّصويبُ مِن [مَخدوم] .

([FONT='Times New Roman','serif'][8][/FONT]) [الأَحْمَدْ] : (مَسطُورَهْ) .

([FONT='Times New Roman','serif'][9][/FONT]) [الأَحْمَدْ] (إِلَى اليَقِينِ تَرجِعُ الأَحكَامُ • بِالشَّكِّ لا يُزَالُ يَا هُمَامُ) .

([FONT='Times New Roman','serif'][10][/FONT]) [الأَحْمَدْ] (…………… • ……… صَارِفٌ صَرَاحَهْ) .

([FONT='Times New Roman','serif'][11][/FONT]) (مَذكُور) الأَصلُ فيها سُكونُ الرَّاءِ ؛ ويُمكِنُ كَسرُها مَعَ كَسرِ الرَّاءِ فِي الشَّطر الأَوَّلِ مِن بابِ الْجَرِّ بِالمُجاوَرَةِ ؛ كَقَولِهِم : (جُحرُ ضَبٍّ خَرِبٍ) [ مَخدُومٌ ] .
[الأَحْمَدْ] (…………… • …………… الْمَبْرُورِ) .

([FONT='Times New Roman','serif'][12][/FONT]) بِالقَصرِ ؛ وَفي الْمَطبوعاتِ بِالهَمزِ . وَفِي بَعضِ الطَّبَعَاتِ (وَالخَطَأُ الإِكرَاهُ) .

([FONT='Times New Roman','serif'][13][/FONT]) [الأَحْمَدْ] ( أَخْطَاؤُنَا الإِكْرَاهُ وَالنِّسْيَانُ • أَسْقَطَهَا ……) .

([FONT='Times New Roman','serif'][14][/FONT]) [الأَحْمَدْ] (وَبَعضُ أَحكَامٍ لَنَا قَدْ تَثبُتُ • تَبعاً لَهَا دُونَ اِنفِرادٍ يَثبُتُ) .

([FONT='Times New Roman','serif'][15][/FONT]) (آنِهِ) آنَ يَئِيْنُ أَيْناً ؛ مِثلُ : حَان يَحِينُ حَيناً - وَزناً وَمَعنًى - . وَالأَوانُ - بِفَتحِ الهَمزَةِ وَكَسرِها لُغَةً - : هُوَ الْحِينُ . وَأَمَّا (آنَ) فِي الأَمرِ يَئُونُ أَوْناً ؛ فَمَعناهُ : رَفَقَ بِهِ . فَالصَّوابُ لُغَةً أَن يُقَالُ : (قَبلَ أَوَانِهِ) وَلكِنَّهُ لا يَستَقيم وَزناً . أَو يُقَالُ : (قَبلَ أَينِهِ) [مَخدومٌ] .

([FONT='Times New Roman','serif'][16][/FONT]) [الأَحْمَدْ] (…………… • كَنِعمَةِ اللهِ فَلا تُعَافُ) .

([FONT='Times New Roman','serif'][17][/FONT]) فِي الطَّبعات (لِشَرْعِيَّتِهْ) وِبِه يَختَلُّ الوَزنُ . وَقَد يُقَالُ : (لِشِرْعَتِهْ) .

([FONT='Times New Roman','serif'][18][/FONT])[الأَحْمَدْ] (…………… • بِفِعلِ وَاحِدٍ بِنِيَّةٍ مَعَا) .


[/FONT]