دعيت شقيقتي الى حفل زفاف اسطوري ، وعادت وهي مكسورة الخاطر مما راته،
فبالرغم من الفرح والانشراح والسعاده التي تسببها عادة مناسبات كهذه ،
الا انها بدأت تطل علينا بمظهر لا يتناسب وروح ديننا الحنيف ، فيبالغ فيه في اغلب الامور،
متناسين او ناسين ان ديننا الحنيف نهى عن الاسراف باشكاله ، وعن ابداء الزينه لغير المحارم
وعن اشياء كثيره بتنا نغفل عنها في غمرة الفرح ، ولما كان واجبنا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فقد رايت ان تكوني معي في احدى هذه الحفلات لتري بام عينك اي مخالفات تحدث تحت اسم
المناسبات الاجتماعيه ، في وقت يجب ان يكون جل همنا ان نبداء الحياة الزوجيه او ولادة المولود
او التخرج .... او مهما كان سبب الاحتفال بما يرضي الله سبحانه ، لينظر الينا بعين الرضى ....
- ومن صور تلك المظاهر المخالفه للشرع :::::::
# المباهاة في انتقاء مكان اقامة المناسبه في القصور والاستراحات الخاصه ، والتفنن في بطاقات
الدعوة كماً ونوعاً ، واحضار المغنين والمغنيات ، واحياء الليالي والتصور ......
# الاسراف في الوليمه واكثار الطعام دون حاجه ، والقاء الزائد وهو كثير ، في حاويات القمامه ،
مع وجود الالاف من الجائعين والفقراء ، وهذا استخفاف بنعم الله جل في علاه ......
# التانق في الملابس والفساتين ، ومحاولة شراء ملابس غاليه الثمن فلا غرابه ان نسمع ان فستانا
كلف حوالي اربعين الف ، هذا عدا كون الثياب رقيقه احيانا وقصيره احيانا اخرى ، والخروج فيها
امام غير المحارم ، ورسول الهدى صلى الله عليه وسلم يقول ( صنفان من اهل النار لم ارهما .....
ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رؤوسهن كأسنمة البخت المائله لا يدخلن الجنه ولا
يجدن ريحها ... ) رواه مسلم
# دعوة الاغنياء وذوي الجاه وترك الفقراء وهذا ماحذر منه رسول الهدى صلى الله عليه وسلم حيث قال ( شر الطعام الوليمه يدعى اليها الاغنياء ويمنعها المساكين .... ) رواه مسلم
والعجب ان تلك المنكرات بما تشتمله من اثار دينيه ، واجتماعيه ، ونفسيه ، لها ابعاد اقتصاديه خطيره
في الترف المنهي عنه ، والتبذير المحذر منه في القران والسنه ، والاسراف المبالغ فيه ، والسفه
واضاعة الاموال في غير فائده مرجوة ، كل ذلك يعود على اقتصاد الفرد والاسره والمجتمع والدوله
والامه بالنتائج الضاره ، والاثار السلبيه ، والازمات الاقتصاديه ، وقديما قيل كما قد يكون الاسراف
في الشر ، يكون ايضا في الخير ، كمن تصدق في ماله كله ، وهذا مانهى عنه سبحانه بقوله وآتوا
حقه يوم الحصاد ولاتسرفوا انه لايحب المسرفين ) سورة الانعام ...
وكما يكون الاسراف من الغني ، قد يأتي من الفقير ، لان الاسراف والتبذير امر نسبي ، ومما ينبغي
الاشارة اليه ان الاسراف قد يكون بالقدر وقد يكون بالكيفيه ولهذا قال سفيان الثوري رحمه الله ::
( ماانفقت في غير طاعة الله فهو سرف وان كان قليلا ) ويؤيد هذا قول ابن عباس رضي الله عنهما ::
( من انفق درهما في غير حقه فهو سرف ) وعلي بن ابي طالب رضي الله عنه يقول كلمته الماثوره ::
( ماجاع فقير الا بما تمتع غني )
فهل من وقفه صارمه في وجه المناسبات ، نجعلها اداة للثواب والفرح ، ونجعل فيها احتفالنا تقربا لله سبحانه وفرحا بعطائه ..............
منقول من مجله
الروابط المفضلة