انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 3 من 3

الموضوع: الدستور الخالد..

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    الموقع
    الرياض
    الردود
    105
    الجنس
    امرأة

    beatheart الدستور الخالد..

    يقول تعالى (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم )سورة الإسراء
    ويقول سبحانه (ونزل من القرءان ماهوشفاء ورحمة للمؤمنين ) الإسراء

    لقد أخذ الله وتعالى ، عهدا على نفسه : أن من قرأ القرآن ، واتبعه ،وعمل بما فيه، وتابعه في أوامره ، واجتنب نواهيه ، ألا يضله في الدنيا يوم يضل المضلين ، وألا يشقى في الآخرة يوم يشقى الأشقياء ، وأخذ على نفسه ،تبارك وتعالى ، عهدا أن من أعرض عن كتابه ،وعن تدبره ، وعن تدبر آياته ، وجعل كلامه ظهريا ، ولم يتلوه ، ولم يتدبره ، ولم يعمل به أن يجعل معيشته في الحياة الدنيا ضنكا ، ويجعله خاسئا ، حسيرا ، مطرودا من رحمة الله ،وأن يخزيه في الآخرة ، وأن يفضحه على رؤوس الأشهاد ، وأن ينكل به قال سبحانه وتعالى : (فمن أتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ) ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى )قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا )قال كذلك أتتك ءاياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ) ينساه ، ولا ينسى ،سبحانه وتعالى ، ولكنه يسقطه في العذاب ويدعه.
    ولذلك يقول ابن عباس ، رضي الله عنهما من تبع هذا القرآن هداه الله ، وسدده في الدنيا ، وأسعده الله في الآخرة ، ومن أعرض عنه أضله الله في الدنيا وجعل معيشته ضنكا ، وأخزاه في الآخرة . والمعيشة الضنك :هي : أن يسد الله ،سبحانه وتعالى عليه أبواب الطلب ،وأبواب النجاح والسعادة ، ولو جمع المال والولد ولو ترقى في المنصب ، لكن الله يبغضه ، ويضيق عليه ، ويجعله خاسئا ، كأن أللعنة جمعت في وجهه .
    ولذلك يقول الله للناس: (أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافا كثيرا ) يقول مالهم لا يتدبرون هذا الكتاب العظيم ولو كان من تصنيف البشر ،ولو كان من تأليف الإنسان لكان فيه النقص ،و لكان فيه السلب والتناقض ،فما الذي يمنعهم إذن من أن يتدبروا كتاب الله الحكيم ؟
    ويقول عز من قائل ( أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوب أقفالها ) أقفلت القلوب بالمعاصي والسيئات فلا تعي القرآن ، ولا تفهم القرآن ؟

    ويقول عز من قائل (كتاب أنزلنه إليك مباركا ليدبروا ءايته وليتذكر أولوا الألباب) ولذالك بعث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحوة في قلوب أصحابه بالقرآن ، فجعلهم خيرا أمة تمشي على الأرض ،وخيرا أمة تحضر العرض ،وخير أمة تقيم ميزان الله في الأرض
    بل كان الصحابة يسمع الواحد منهم الآيات ، فينطلق بها شعلة ، وتوقدا ،وهداية ، وأمرا بالمعروف ، ونهيا عن المنكر .

    مر صلى الله عليه وسلم في طريق الهجرة ، فوجد ابن مسعود ، رضي الله عنه وأرضاه ، قبل أن يسلم ، وهو غلام يرعى الغنم ،وطلب منه صلى الله عليه وسلم شيئا من لبن ، فاعتذر بأنها كلها حوائل ، فقال (قرب لي شاة منها ))
    قال : إنها حائل ، أي : ليس بها لبن
    فقال صلى الله عليه وسلم (( ولو كان ))
    فلما قرب الشاة إليه ، مسح صلى الله عليه وسلم على ضرعها ، وسمّى ، وبرك ، وقرأ شيئا من القرآن .
    فقال ابن مسعود : علمني من هذا ولم يعلم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( إنك غلام معلم ))
    فأسلم ، رضي الله عنه وأرضاه ، فزاده الإسلام نورا وذكاء وتوقدا ،ما شهد التاريخ مثلها لدين إلا لذاك الدين ، بل سمع سورة الرحمن فحفظها لأول مرة ، وذهب بها إلى الحرم ، وأصنام الضلالة وعملاء الجهالة ، من أمثال أبي جهل وأبي لهب ، في الحرم يصدون عن كتاب الله ، وعن رسالة الله وعن بيت الله، فقام يقرأ عليهم سورة الرحمن ، وأخذوا يضربونه على وجهه الكريم ، فما قطعها حتى انتهى منها ، ثم سقط مغشيا عليه في الأرض .
    لقد كان دقيقا في بيته ، ولكن هذا الدين ، وهذا القرآن يصنع العجائب في الناس .
    يقول المؤرخون : كان ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه ، إذا قام تساوى بالرجل الجالس ، أي : إن قامته تتساوى بالرجل الجالس ، ولكن علم الله مافي قلبه من السعادة .صعد شجرة ذات يوم ، فأخذت الريح تهز أغصان الشجرة ، وهو عليها كالعصفور ، فتضاحك الناس من دقة ساقيه ومن نحافة جسمه ،فقال صلى الله عليه وسلم (أتضحكون من دقة ساقيه ! والذي نفسي بيده إنهما في الميزان يوم القيامة أثقل من جبل أحد ).

    هنا العظمة ،يوم تكون العظمة بالقلوب ،وهنا القوة ، يوم تكون القوة بالأرواح،يوم يتساقط الأشقياء ، ولو كانت أجسامهم كأجسام البغال .

    يقول صلى الله عليه وسلم وهو يجلس مع هذا التلميذ البار ، مع ابن مسعود : ((اقرأ علي القرآن ))فيخجل ، رضي الله عنه وأرضاه ، ويستحي أن يقرأ أمام معلم البشرية ، وهادي الإنسانية ، ومزعزع كيان الوثنية ، يا رسول الله ،كيف اقرأ عليك القرآن وعليك أنزل ؟

    قال اقرأ فإني أحب أن أسمعه من غيري ).

    فيندفع ، رضي الله عنه وأرضاه ، في خشوع يقرأ ، فلما بلغ قوله تبارك وتعالى ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا )قال صلى الله عليه وسلم ((حسبك الآن ))
    قال ابن مسعود ، رضي الله عنه فنظرت والى وجهه صلى الله عليه وسلم وإذا عيناه تذرفان

    هكذا كانوا يعيشون مع القرآن ، ويحيون معه .
    والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) ، وبمفهوم المخالفة : أن :شرنا ،وأحمقنا ، وأضلنا : من أعرض عن القرآن ،وعن العمل به ، وعن تدبر ه ، وعن تحكيمه .
    ويقول صلى الله عليه وسلم اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ، اقرأوا سورة البقرة وآل عمران ، اقرأوا الزهراوين فإنها يأتيان يوم القيامة كغمامتين أو غيايتين أو كفرقان من طير صواف تحاجان عن صاحباهما ) .
    يا من أراد أن يستظل بذاك الظل في يوم الشمس ، وفي يوم الكرب ، وفي يوم الخوف ، استظل بآيات الله سبحانه وتعالى .

    والقلب الذي لا يعني شيئا من القرآن : قلب مخذول ، وقلب ملعون ، وقلب مهزوم ، وقلب مغضوب عليه .
    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : كل قلب لا تشرق عليه شمس القرآن فهو قلب ملعون ، وكل نفس لا تشرق عليه شمس هذا الدين فهي نفس ملعونة .

    ويقول في كلمته المشهورة: من اعتقد أنه سوف يهتدي بهدى غير هدى الله الذي بعث به محمدا صلى الله عليه وسلم ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ولا كلاما ، ولا ينظر إليه ولا يزكيه ، وله عذاب أليم .
    يقول صلى الله عليه وسلم (( إن الرجل الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب ) كالبيت الذي عششت فيه الطيور والغربان ، وعششت فيه الحيات والزواحف ، فهو لا يضيء ، ولا يزهر ، ولا يسعد ، ولا يفرح .
    ويقول صلى الله عليه وسلم (( من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف ))
    ومن سادات المسلمين ، الذين تعلموا القرآن ، وعاشوا على القرآن :
    أبي بن كعب ، رضي الله عنه وأرضاه .

    دخل أعرابي من أهل العراق ، والصحابة مجتمعون في المسجد النبوي الشريف ، على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى السلام ، فإذا عمر بن الخطاب ، وهو أمير المؤمنين ، يتكلم بينهم ، كلما تكلما التفت إلى رجل منهم ، فقال العراقي : من هذا يأمير المؤمنين ؟
    قال عمر : ثكلتك أمك أما عرفت هذا؟ هذا سيد المسلمين : أبي بن كعب .أنزل الله ، عز وجل ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة ) على رسوله، وأمر جبريل ، عليه السلام ، أن يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقرأ هذه السورة على أبي بن كعب
    يا للفضل!و يا للشرف ! فيأتي صلى الله عليه وسلم بتواضعه وبحسن خلقه ، يأتي بالسورة في صدره ، ويطرق الباب على أبي بعب ،فيخرج أبي فيقول : فداك أبي وأمي ،يا رسول الله ،شرفتني بزيارتك ، والله ، ما من أهل الأرض أحد يشرف بزيارة أحد إلا أنا هذا اليوم ، فلما بسط له البساط وجلس صلى الله عليه وسلم قال (يا أبيّ ).

    قال : لبيك ،يا رسول الله .
    قال : إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن .
    قال أبي مندهشا متعجبا : أسمّاك ربي في الملأ الأعلى ؟
    فقال صلى الله عليه وسلم ((إي والله ،لقد سمّاك في الملأ الأعلى ))
    فبكى رضي الله عنه وأرضاه ،واندفع صلى الله عليه وسلم يقرأ عليه القرآن

    وصلى النبي وصلى الله عليه وسلم بالناس ،فتجاوز آية من سورة نسيها ، فلما سلّم صلى الله عليه وسلم قال الصحابة : يا رسول الله نسيت آية ،أنسخت أم نسيتها؟

    قال (أفي القوم أبي بن كعب ) ولم يسأل إلا عنه.
    فقال :نعم ،يا رسول الله .
    قال (يا أبا المنذر أنسيت آية؟)
    قال : إي نعم ، فقال (فما منعك ؟) أي : ما الذي منعك أن تفتحها .

    فتأكدت صلى الله عليه وسلم لما أعطى أهل التخصص تخصصهم ، وأهّل أهل التأهيل بمؤهلاتهم على حد قول المثل :" أعط القوس باريها "

    يقول صلى الله عليه وسلم وهو يجلس مع الصحابة ، ومعهم أبي بن كعب يأبى ! أي آية في كتاب الله أعظم ؟)

    قال: الله ورسوله أعلم .

    قال : (أي آية في كتاب الله أعظم ؟)

    قال: (الله لآله إلا هو الحي القيوم )

    فضرب صلى الله علية وسلم على صدره وقال (لينك العلم أبا المنذر )
    هذا هو العلم النافع المفيد في الدنيا والآخرة .

    ولقد كان الصحابة ، رضوان الله عليهم ، لا يشغلهم شاغل عن القرآن ، وكثير من الناس اليوم يعتذرون بأطفالهم ، وبأسرهم ، وبتجارتهم ، وبمناصبهم عن تلاوة القرآن وتدبرة القرآن ،فلا حياة لهم إذن .

    كان عثمان ،وخليفة ، رضي الله عنه وأرضاه ، يجلس من صلاة الفجر ، فيفتح مصحفه حتى الظهر ،فيقول له الصحابة :لو رفقت بنفسك يا أمير المؤمنين .
    قال: والله ، لو طهرت قلوبنا ما شبعنا من القرآن ، وكان يصلي الليل ويقرأ القرآن في ركعة .
    ضحوا بأشمط عنوان السجود به يقطع الليل تسبيحا وقرآنا

    هذا ،وهو خليفة ، وهو مسئول عن الأمة ، وأمور الأمة تدار تحت يديه، فلم يشغله شاغل عن القرآن ، حتى يقول ابن عباس ، وهو يقرأ قوله تعالى ( أمن هو قانت ءانآء اليل ساجدا وقائما يحذروا الآخرة ويرجوا رحمة ربه قل ) بكى ، وقال : ذلك عثمان بن عفان
    فواجب على المسلم : أن لا يشغله شاغل عن كتاب الله ، ولا يصده صاد ، بل عليه أن يعيش حياة المسلم الحقة ، إن كان يريد الحياة ، وإن كان يريد السعادة في الدنيا والآخرة .

    وكثير من القلوب ، نعوذ بالله ، ونبرأ إلى الله ، أن تكون قلوبنا كقلوبهم ، هجروا القرآن ، وأعرضوا عنه ، وابتعدوا عنه ، واستعاضوا عنه بكتب ساذجة ، أو أغان ماجنة ، فهؤلاء حرموا أنفسهم حلاوة الإيمان .

    فالمسلم واجب علية أن يتمتع بآيات القرآن ، ويفرح بتلاوتها أو سماعها .

    ففي الحديث عن أبي موسى قال : كنت ليلة من الليالي أقرأ القرآن في مسجده صلى الله عليه وسلم ، وإذا به يستمع مني ،فلما أصبحت سلم عليّ صلى الله عليه وسلم ،وقال لو رأيتني وأنا أستمع لقرأتك البارحة ،أوتيت مزمارا من مزامير دآود)

    فرد أبو موسى :لو علمت أنك تسمع لقراءتي لحبرته لك تحبيرا
    أي :زينته وجملته وحسنته ، ليكون أبلغ تأثيرا في القلوب .
    فالصوت الحسن عجيب ، يفعل في القلوب فعلا حسنا ،إذا كان بآيات الله البينات وبمواضعه الجليات .
    وفي "تفسير " ابن أبي حاتم أنه صلى الله عليه وسلم مر في سكة من سكك المدينة فسمع عجوزا تقرأ وهي تردد من وراء الباب هل أتاك حديث الغاشية) تقف عندها وترددها وتقول : (هل أتاك حديث الغاشية) والخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم فوضع رأسه يبكي ويقول : (نعم أتاني ، نعم أتاني )
    فأين رجالنا من هذه العجوز في تهجدها وتدبرها وتلاوتها ؟ أين الرجال ،وأين شباب الأمة الذين أعرض الكثير منهم ،إلا من رحم الله ، عن معايشة هذا القرآن ؟
    إننا أمة خالدة ،لا خلود لنا إلا بكتابنا العظيم ، ولا بقاء لنا إلا بشريعة نبينا صلى الله عليه وسلم ، فإن هجرناه وتركناه ضعنا ، والله ،وأخذتنا المبادئ الهدامة ، واستولت علينا الأمم الحاقدة ، التي تحقد على هذه البلاد ، وعلى شريعتها وعلى أبنائها ،وعلى مؤسساتها ، وعلى حرمتها ، وقدسيتها ، وشرفها ،فلا ملجأ لنا إلا الله ، ولا كافل لنا إلا الله، وأي حل آخر ، معناه : الخسارة والندامة .
    ولذلك يقول المستشرق المجري جولد تسيهر : لن يغلب هؤلاء العرب مادامت فيهم ثلاث _ وهو يعني المسلمين ، فلا عروبة تفصل عن الإسلام ولا إسلام إلا لمن اسلم وجهه لله _ الثلاث هي : صلاة الجمعة ، والكتاب العظيم كتاب الله ، والحرمين الشريفين القبلة والحرم النبوي .
    فإذا بقيت هذه الثلاث بقينا ، إن شاء الله.
    إن هذا القرآن دستور الأمة الخالدة ، يا أبناء من أهدى الهداية إلى إنسانية ، يا أحفاد من نشروا لا إله إلا الله ، وساروا بها مهللين ومكبرين ، مشرقين ومغربين ، إن هذه الأمة أمة زيادة ، تعطي الناس من القرآن ولا تأخذ منهم شيئاًً ، وتوجه الناس إلى الحق ولا تتوجه بهم .
    قال أحد الصحابة ، رضوان الله عليهم : كنت مع عمر، رضي الله عنه وأرضاه ، لما ذهب يعتمر ، فلقي مولاه على مكة ، فقال : لمن تركت إمارة مكة؟

    قال : تركتها لابن أبزى .
    قال:عمر: ومن ابن أبزى هذا؟
    قال: مولى لنا يا أمير المؤمنين.
    قال: ثكلتك أمك ومولى أيضاً.
    قال: يا أمير المؤمنين ،إنه قارئ لكتاب الله ، عز وجل ، وإنه عالم بالفرائض.
    قال عمر ، رضي الله عنه سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول )إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين ) وقد جربنا أطوارنا مع التاريخ ، فكلما تمسكنا بالقرآن كلما أنتصرنا ، وكلما تركناه خذلنا .
    ففي القرن السابع ترك العمل بالقرآن ، فأتى الرافضة ، ومن ورائهم التتر المغول مع جنيكزخان ، قتلوا في ثمانية أيام ثمانمائة ألف ، ودمروا مساجدنا ، وأحرقوا مصاحفنا ، وقتلوا أبناءنا ونساءنا.

    فعودة يا شباب الأمة وشيبها ،وعودة يا رجالها ويا نساءها ، أحيوا بيتكم بالقرآن ، وأحيوا قلوبكم بالقرآن ، عمّر الله قلوبنا وقلوبكم بكتابه ،و أحيا الله أرواحنا وأرواحكم بآياته ، وردنا إليه رداً جميلاً ، وهدانا إليه صراطاً مستقيماً.
    يقول الله ، سبحانه وتعالى ،في محكم كتابه (وقال الرسول يا رب إنّ قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً) قال بعض أهل العلم : هجر القرآن على خمسة أنواع : هجر تلاوته ،وهجر تدبره ،وهجر العمل به ، وهجر التداوي به ،وهجر تحكيمه في دنيا الناس .

    الهجر الأول : وهو هجر تلاوته :أن يهجر الإنسان فلا يتلوه ،ولا يكون له حزب يومي ولا يعود إليه ، ولا يتأمل في أسطره ولا يعيش مع آياته فهذا عبد ضال مضل وإن كان من القارئين المطلعين الذين يجيدون القراءة والكتابة .
    وهذا عبد طبع على قلبه واتبع هواه واستغنى عن القرآن إلا من رمضان إلى رمضان .

    الهجر الثاني : وهو هجر تدبر القرآن : أن يقرأ القرآن وهو ساه لاه لاعب يردده بلسانه وقلبه في السوق أو المزرعة أو في المكتب أو المدرسة ، قد أخرج روحه ووزعها على مع الناس وقد أرسل عينيه وهو يردد كلاما لا يفهمه فهذا من الذين هجروا تدبر القرآن ، وكل الحياة وكل النور في تدبر هذا النور فهذا أعرض عن التدبر فله أجر التلاوة ، وأما أجر التدبر وما يحصل به من نور وإيمان وفقه واستنباط فلا يحصل عليه.

    الهجر الثالث : هذه الطائفة الثالثة هجروا القرآن تلاوة وتدبراً وعملا وهؤلاء من الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم ، فالرسول صلى الله عليه وسلم يشهد عليهم ،وإن قرؤوا القرآن فهو حجة عليهم لا حجة لهم ،لأنهم لا يعملون به فلا يصلون مع المصلين ، ولا يزكون مع المزكين ولا يتأدبون بآداب القرآن ، بل يستهزئون بالصالحين ، فهؤلاء أشبه شيء بالمنافقين ، بل هم منافقون (ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم )

    والهجر الرابع : قوم هجروا التداوي به وقالوا :أن من الخزعبلات أن يقرأ القرآن على المريض أو المصر وع وكيف يستشفى بالقرآن ؟وكيف يتداوى بالقرآن ؟ وكلامهم هذا خالف العقل والنقل ،أما النقل فدلت النصوص على أنه يتداوى به ويستشفى به ، وأما العقل فهو يؤمن بالأسباب ، ومن ضمن الأسباب أنعاش الروح وإسعادها ، وأكثر ما يسعدها وينعشها القرآن ، ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستشفى بالقرآن ويقرأه صلى الله عليه وسلم .
    فلما سحره اليهودي قرأ المعوذتين ، فشفاه الله . وإذا أراد أن ينام نفث على جسمه الطاهر صلى الله عليه وسلم وقرأ بالمعوذات.

    الهجر الخامس : أن ُتجعل مهمة القرآن في الحياة أن يقرأ في المآتم ،أو في الأعراس ، أو المناسبات ،أو على القبور ، فإذا أتى تحكيمه في دنيا الواقع في الاقتصاد ،وفي السياسة وفي تدبير أمور الخلافة، وفي الأدب والفن أعرضوا وتركوه ، وقالوا :هذا شيء وذلك شيء ، وما علموا أن مهمة القرآن هداية البشرية ،وأن يحكم به الحاكم في الأمة : في اقتصادها ،وفي جيشها ، وفي علاقاتها ، وفي كل ما يمت إلى الحياة بصلة ،فهو دستور للحياة ، وقائد إلى الآخرة، وهو موجه للأرواح .

    فلا ينبغي أن يصدكم صاد عن كتاب الله ، أحيوه في منازلكم ،وفي أسركم ،وفي بيوتكم وفي مدارسكم وفي سيارتكم أحيوا هذا الكتاب لتسعدوا ، ولينصرنا الله ، وليديم الله علينا الاستقرار والأمان ، ولكي لا يغضب الله علينا فيزلزلنا كما زلزل غيرنا ، ويمحقنا كما محق غيرنا ،فإن بأسه لا يرد عن القوم المجرمين .

    واعلموا أن من أكبر ما يعارض القرآن:الأغاني الماجنة التي جعلت شبابنا شبابا ًمائعين ضائعين تائهين ،يكبر أحدهم فإذا بلغ الخامة والعشرين من عمره إلى أخذا العود فدندن به 24ساعة ونسي مهمته ومستقبله ، ونسي مصيره إلى الله ،ونسي مكانته من العالم ثم أتى أمثاله فسموه الشاب الصاعد ، وهو في الحقيقة نازل ، لأن الصاعد هو الذي يكرم نفسه بالسجود لله ، والذي تعمل في قلبه لا إله إلا الله ، والذي يصعد هو الذي يشرف بعبودية الله ، والذي يصعد هو الذي ينقي نفسه من معصية الله

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    الموقع
    كان خالد بن الوليد يمسك القرآن ويقول: شغلنا عنك الجهاد ..فما موقع القرآن في قلوبنا ؟؟
    الردود
    5,583
    الجنس
    أنثى
    بارك الله فيك أختي


    وجزاك الله خيراً ..


    ينبغي أن لا يصدكم صاد عن كتاب الله ، أحيوه في منازلكم ،وفي أسركم ،وفي بيوتكم وفي مدارسكم وفي سيارتكم أحيوا هذا الكتاب لتسعدوا ،
    نصيحة ثمينة من أخت غالية ...جعله الله في موازين حسناتك ..

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الموقع
    فلسـ داريـ ودرب انتصاريـ ـطين
    الردود
    13,195
    الجنس
    أنثى
    بارك الله فيكِ على هذا الموضوع الشامل..

    نسأل الله أن نكون من أهل القرآن وأن يذكرنا ما نسينا..

    "عيوننا ستبقى دومًا صوب القدس والأقصى ولن تنحصر داخل حدود غزة، وإن مشروعنا المقاوم سيمتد كما كان دومًا إلى كل أرضنا المغتصبة إن عاجلاً أو آجلاً"
    الشهيد أحمد الجعبري-رحمه الله






مواضيع مشابهه

  1. تنبيييييييييييييه هااااااااااااام لمن يرفضون الدستور
    بواسطة حوبة الصغنونة في المجلس العام
    الردود: 2
    اخر موضوع: 18-03-2011, 02:37 PM
  2. المادة الثانية من الدستور بين التفعيل والتعطيل
    بواسطة التائبه الراجيه في المجلس العام
    الردود: 5
    اخر موضوع: 23-02-2011, 02:40 PM
  3. الردود: 12
    اخر موضوع: 20-02-2011, 07:36 AM
  4. الإشارة إلى الدين الإسلامي في الدستور الأوروبي!!!
    بواسطة raindrops في الملتقى الحواري
    الردود: 2
    اخر موضوع: 02-11-2003, 10:10 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ