بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله ...........
هذه إطلاله على المجتمع الإندونيسي...............من خلال رحله دعويه.....
منقول للفائده....من موقع الاسلام اليوم....للكاتب...فهد بن حسن الهيج ...
في بعض المساجد التي حاضرت فيها غير مرة رأيت إنصاتاً عجيباً وتفاعلاً مثيراً من الحاضرين رجالاً ونساءً فكان منهم من لا يستطيع أن يتمالك نفسه فيجهش بالبكاء، ومنهم من يتنهد، ومنهم من تغشاه السكينة خصوصاً إذا قرأت عليهم الآيات مرتلة بل حتى في الجلسات الجانبية التي أحدثهم فيها عن الإسلام والرد على استفساراتهم وأسئلتهم المتعلقة بالأحكام الشرعية فكان منهم من تتقاطر دموعه، ومنهم من تكاد، والبقية الباقية في تأثر شديد وسكينة حتى كأن على رؤوسهم الطير، وكان أكثر ما يؤثر فيهم سماع الآيات المرتلة وسماحة الإسلام وروعة الإسلام في حثه على الاتباع وترك الابتداع.
ولذا فقد حرصوا كثيراً على التأكد من بعض العبادات ومدى شرعيتها وعندما كنت أتأهب لمغادرة القرية إلى قرية أخرى كانوا يتأسفون ويطلبون مني البقاء فترة أطول وكنت أقول لهم مسلّياً: سوف يقوم بالمهمة من بعدي الأخوة الدعاة من جاوه..........
عجيب أمر الكفار وأهل البدع حيث يبذلون جهوداً مضنية في سبيل إيصال ضلالهم إلى الأمم، فاليهود عادة لا يسعون إلى التهويد ، وإنما إلى إخراج الأمم من دينهم تكبراً واستكثاراً على الأمم، والنصارى يسعون سعياً حثيثاً في سبيل تنصير الأمم وهكذا أهل البدع والزيغ والضلالة ، وعلى رأسهم الشيعة الغلاة لا يتوانون في سبيل نشر باطلهم ، ففي قرية هايا التقيت أحد الشباب وتحدثنا حول الدعوة ، وأخبرني بأنه شيعي ، فقلت له : لماذا ؟ وكيف ؟ ذلك أني دهشت من قوله فإني لم أشم رائحة شيعة منذ أن وطئت قدمي هذه الجزر ! فأجاب : لقد جاء جماعة دعاة من إيران إلى المدينة وأقاموا فيها دورات وكنت أحد الدارسين فيها ، وأخبرونا أن المذهب الشيعي هو المذهب الأصح وما عداه فباطل ..........تأثرت شعوب الجزر بالمذهب الصوفي فصاروا يقدسون أهل العلم ويتبركون بهم ولذا لما دخلت إحدى القرى لإقامة دورات شرعية فيها كان الناس يتزاحمون لمصافحتي سيما أني عربي وبعضهم يمسح بيده - بعد مصافحتي - وجهه وصدره وواضح أنهم يقصدون التبرك والعياذ بالله......... من محاسن شعوب الجزر اهتمامهم بصلة الرحم متمثلين بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله ثم صلة الرحم ) مسند أبي يعلى.
إلا أن عندهم مفهوماً خاطئاً وهو أنهم يعتقدون أن الجيران والأصحاب من الأرحام فإذا أراد أحدهم أن يزور زميلاً أو صديقاً أو جاراً له يقول : ذهبت لزيارة صلة الرحم !!.
ومن محاسن هذا الشعب أنهم لا يتخطون رقاب المصلين يوم الجمعة قبل خطبة الإمام وأثنائها ملتزمين قول النبي صلى الله عليه واله وسلم للذي تخطى رقاب الناس يوم الجمعة : ( اجلس فقد آذيت ) أخرجه أحمد.
الشعب الإندونيسي يحب قراءة الكتب ويتحمس كثيراً إلى معرفة الكثير عن دينه فإذا وهبت أحدهم كتاباً يفرح فرحاً شديداً ويضم الكتاب إلى صدره قائلاً: الحمد لله، ويقولها من قلبه، فجزى الله خير الجزء أهل بلاد الحرمين الذين أسهموا كثيراً في طباعة ونشر الكتب الدينية المترجمة إلى اللغات الأجنبية، الإندونيسية والفلبينية وغيرها من اللغات، ولكن تبقى الحاجة إلى ذلك كبيرة أسال الله تعالى أن تتواصل الجهود لطبع ونشر لا أقول مئات بل آلاف بل ملايين الكتب حيث تعتبر بلاد إندونيسيا أكبر دولة أعجمية يعيش فيها مسلمون، هم الغالبية فيها بل هي مدرجة ضمن الدول الإسلامية في منظمة المؤتمر الإسلامي.
الروابط المفضلة