الأفلام و السينما
انتشرت كثيرا في بلادنا دور السينما و كثرت مؤخرا الأفلام الجديدة التي تقوم على أرقى التقنيات الحديثة ، و انجذب الناس إلى ذلك ، كبيرهم و صغيرهم ، فقيرهم و غنيهم ، مسلمهم و كافرهم
و ثارت ثورة كبرى للأسف من كثير من المحسوبين على الإسلام ، عندما قال البعض إن السينما حرام ، و قالوا لا الإسلام دين يسر و لا توجد آية تحرم ذلك و إلى آخره من هذه الكلمات التي يراد بها تزيين الباطل ...
و الرد عليهم ما يلي ، أرجو قراءته جيدا و التمعن فيه و التفكير به مطولا ، و الدعاء لي بخير ...
إن الإسلام ، دين الفطرة ، و خالق الناس أعلم منهم بطبائعهم و حاجاتهم ، فشرع لهم عز وجل ، ما يناسب هذه الطبيعة التي خلقوا عليها ، و جعل هذا الشرع سهلا ميسرا للناس ، و مهتما بقضاء حاجاتهم و تحصيل مصالحهم في الدنيا و الآخرة و ليس في الآخرة فقط
فديننا دين يسر ، و لو تأملت فيه ، لوجدت إن الحلال اكثر من الحرام بكثييييييييييييييييييييييييييييييير ، و لكن الشيطان يزين الحرام ، إن الأصل في كل شئ انه حلال ما لم يرد نص شرعي قاطع على تحريمه ، و الإسلام لا يحرم كل شئ على الناس و لكنه يحل كل شئ للناس إلا ما يضر الناس ، فحرمه حفاظا على مصلحتهم ،و الله تعالى لم يحرم شيئا إلا لحكمة ، علمها من علمها و جهلها من جهلها
و قد ظهرت دور السينما اليوم بالشكل التالي
قاعة بها عدد كبير من الكراسي المصطفة إلى جانب بعضها ، و هي مظلمة بها شاشة كبيرة للعرض
و الأفلام المعروضة أما كوميدية مضحكة ، و أما أفلام للأطفال ، و أما أفلام رعب ، أ, قد تكون درامية تراجيدية
و قد أفتى علماؤنا الأفاضل بأنها حرام لأسباب و منها وجود المناظر الخليعة التي حرمها الله تعالى علينا و قد اخبر صلى الله عليه و سلم بأن العينين تزنيان و زناهما النظر إلى ما حرم الله ، و الزاني له عذاب مهين في الآخرة ..
حسنا ، يأتي البعض و يقولون : نحن لا نذهب إلى الأفلام الخليعة ، أو نذهب إلى الأفلام التي حذفت منها الرقابة أي مشهد خليع ... فأقول لك :
إن الأفلام بشكل عام ، عدة أنواع و قد ذكرتها في ما سبق من الموضوع ، و نأتي على ذكرها كل على حدة و تجد ردا على سؤالك بإذن الله
1- أفلام الأطفال و الرسوم المتحركة
إن أفلام الأطفال و الرسوم المتحركة بشكل عام ، موجهة إلى من هم دون السادسة عشرة ، و الأطفال في هذه المرحلة يكونون في طور التعلم و بناء الشخصية و الفكر ،فان بنى الطفل عقله على أساس خاطئ فالإصلاح صعب جدا عند الكبر ،أفلام الأطفال السينمائية ، معظمها يأتي إلينا من الولايات المتحدة الأمريكية ، و لا توجد دولة أخرى تنتج هذه الأفلام اللهم إلا بريطانيا و هذه إنتاجها قليل و فرنسا كذلك و كلها من الدول الكافرة
و الأفلام هذه ، بالتأكيد ، يوجد بها تصوير لحياتهم هم أي الغربيين ، و هي تأتي مخاطبة للعقل الغربي و الطفل الغربي ، و بها صور ممثلات إن لم يكن كاسيات عاريات فهن على الأقل غير محجبات ، و فيها أطفال لا يعرفون احترام الوالدين و حب المساكين و ذكر الله في حياتهم أبدا
فان الطفل إن رأى مناظر نساء غير محجبات ، فهو سيتعود على إن هذا الأمر عادي ، و سيكبر و هناك خلل في تفكيره و إن لم ينتبه لذلك فان العقل الباطن سيعمل على هذا دون إن يشعر الطفل ، و نحن نرى هذا الآن ، فالناس عندهم إن النظر إلى الأخبار التي تذيعها نساء غير محجبات شئ عادي جدا ، و لا حول و لا قوة إلا بالله
سيرى أطفالا لا يذكرون الله تعالى عند دخول الخلاء أكرمكم الله و لا عند الطعام و لا في أي مكان ، و سيرى أطفالا يقدسون الصلبان و الرهبان و سيصور لهم الفيلم إن الكنيسة مكان رائع و من الجيد الذهاب إليه و إلى آخره
و كما ذكرت فان هذا الكلام كله سيدخل إلى العقل الباطن و سيحدث ما لا تحمد عقباه دون شعور من الطفل أو أهله
و بعد ذلك ، فإن هذه الأفلام قادمة إلينا من أناس يحقدون على الإسلام و يعون إن الشباب هم مستقبل أي أمة و عمادها و يعملون على تدمير هذه الفئة ، فلن تخلو أفلامهم من محاولات لتخريب تفكير الأطفال و تدمير عقولهم و جعلهم أفرادا لا يعرفون معروفا و لا ينكرون منكرا ، و لا يحرمون حراما ...
و أيضا أفلام الرسوم المتحركة الآن ليست أفضل حالا من الأفلام التي يمثل بها ناس حقيقيون ، فلا يخلو أي فيلم من قصة حب و غرام أو قبلة قذرة أو حتى مناظر الكاسيات العاريات ، و تصور دائما إن العلاقة بين الطفل و الطفلة شئ عادي ، و الصداقة بين الجنسين شئ لا حرج فيه ، و هذا و إن لم يصرحوا به فانهم يقولونه بأفعالهم و مشاهد الفيلم المختلفة ، و حاولت مؤخرا البحث عن فيلم رسوم متحركة للأطفال انتج في السنوات القليلة الأخيرة يخلو من تلك المشاهد فلم أجد فيلما واحدا ..
و قد يقول أحدكم إذا ماذا يفعل ابني الطفل و هو يرى الجميع يتحدثون عن هذه الأشياء و هو محروم منها و انه لا يمكن حرمان الطفل من كل شئ و انه لم يبلغ بعد و أنا اعلمه إن النظر إلى تلك المشاهد خطا ....
الرد عليك سهل ، أولا ، لا تعلم الطفل هذه الأشياء و أبعدها عنه منذ صغره و حتى قبل إن يدخل المدرسة و الروضة ، استعض عن ذلك بالمسلسلات الكرتونية الخالية من هذه الأشياء و هي موجودة و منها فيلم محمد الفاتح و قصة الخلود التي تروي قصة أصحاب الأخدود ، و غيرها ، أو ببرامج الكمبيوتر التعليمية مع الحرص على مراقبة كل جزء صغير فيها و الانتباه إلى مقاصد البرنامج
و عندما يكبر الطفل قليلا و تبدأ بتعليمه الجنة و النار ، و إن هناك أمورا تحصل من جرائها على حسنات و أمورا أخرى إن فعلتها فتحصل على سيئات ، ويجب إن تبدأ بتعليمه هذه الأمور مبكرا و هو صغير
فعلمه إن من ضمن الأشياء التي تحصل منها على الإثم و السيئات النظرة إلى ما حرم الله ، و انه كلما زادت صعوبة العبادة زاد اجرها و ثوابها ، و انه كلما قل عدد فاعلي العبادة يزداد الأجر ، و انه إن كان الناس يفعلون الخطأ ، فينبغي إن يكون أفضل منهم و لا يفعلون مثلهم
هكذا نرى إن البديل موجود و هو ناجح ، و لكن الشيطان يزين الإثم
2- أفلام الكوميديا و الضحك
تذكر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، اخبرنا بأن كثرة الضحك تميت القلب ، و إن مات قلبك و اصبح قاسيا فانك ستترك العبادات تدريجيا و تتكاسل عنها و إلى آخر ما يؤدي إليه هذا الأمر العظيم الجلل
الضحك ليس محرما في الإسلام ، و لكن ليس بكثرة ، بل بحدود ، و هذه الأفلام صنعها الغرب الذي يعيش في هم نفسي عظيم ، حتى إن نسبة تزيد عن 95% من الأمريكيين يراجعون أطباء النفس ، و هذا مصداق قوله تعالى
"و من أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمى"
فهم محتاجون إلى هذا الأمر لان حياتهم كلها نكد و هم ، أما المسلم مرتاح نفسيا و غير محتاج إلى الإفراط في الضحك ، و إن لم يكن مسلم مرتاحا نفسيا ليتأكد إن هناك خللا في العبادة
و إضافة إلى ذلك ، فان كانت أفلام الأطفال بها عرايا و مناظر غير سوية فما بالك بأفلام الكبار ؟ علما بأن الأفلام الكوميدية تعتمد أساسا على الجنس و قلة الأدب في الإضحاك ، و قلما نجد فيلما كوميديا غير جنسي ، بل لا يوجد .
3- أفلام الرعب
قال تعالى : "و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"
و هذه آية كريمة أطال في شرحها المفسرون ، إضافة إلى ورود الكثير من الأحاديث و الآيات الأخرى التي تدل على حرمة إيذاء النفس ، و النهي الشديد عن كل مضر
و قد ثبت علميا أن هذه الأفلام تهدد النفس بشكل خطير ، فتسبب أشكالا متعددة من الأمراض النفسية التي أنت بغنى عنها ، و إن شاهدتها في مرحلة الصغر ، و حتى الشباب ، فانك في المستقبل ستكون نفسيتك مريضة و تكون جبانا خوافا من الهدوء و الوحدة حتى نهارا ، و تتعرض إلى الأزمات القلبية اكثر من غيرك
و إن أضفنا إلى هذا الأسباب السابقة ، اقصد وجود نساء غير محجبات و مشاهد تؤثر على العقل الباطن دون وعي من الإنسان و تفسد تفكيره ، فان هذه الأفلام تكون ذات ضرر شديد عليك في الدنيا و الآخرة
4-أفلام الدراما
و هذه هي معظم الأفلام ذات القصص التي يدعون أنها واقعية و ما هي كذلك ، و أما إن تكون قصصا محزنة أو مفرحة أو قصص حب و عشق إلى آخره من هذه التفاهات ...
و هذه الأفلام هي الأكثر قذارة ، و الأكثر امتلاء بالمشاهد الجنسية المحرمة شرعا و السباب و الكلام البذيء
كما أنها تعرض مشاكل و قصصا من واقعهم هم و تعرض ما يناسب تفكيرهم المنحرف و قذارتهم و شهواتهم الحيوانية
و قد ثبت علميا بالدليل القاطع أن هذه الأفلام عند كثرة مشاهدتها تخلق عقلية عند المشاهد تؤدي به إلى مشاكل كثيرة هو بغنى عنها ، فتدخل بعض المشاهد و التصرفات التي لا يمكن تطبيقها على الواقع إلى الذاكرة و تبقى هناك ، و عندما يحدث حدث في حياته مشابه لذلك الحدث ، فان التصرف يأتي إلى المخ بسرعة خاطفة لا يتصورها عقل إنسان ،
و يقوم الإنسان بهذا التصرف تماما كالكلام الذي يفكر به الإنسان و يتذكر و يقول الكلام بسرعة لا يلاحظها هو نفسه
فتندمج هذه المشاهد في عقل الإنسان مع ما يعرفه و تحدث عمليات في العقل الباطن تؤدي به إلى تصرفات مشابهة للفيلم ، و طبعا هذا التصرف خطأ و يؤدي به إلى مشاكل هو بغنى عنها
هذه هي بعض أنواع الأفلام التي استطعت حصرها و لو أنني لم أفصل فيها لتجنب الإطالة عليكم
و هناك نقاط مشتركة بين كل الأفلام تحرمها و هي :
1- أنها تأتي من أمريكا و بريطانيا ، و هاتان الدولتان هما الوحيدتان اللتان يقاطعهما المسلمون اليوم تضامنا مع الانتفاضة الفلسطينية و إخواننا في العراق و أفغانستان
و من يريد تفصيلا اكثر حول المقاطعة يراسلني على بريدي الموجود بآخر الموضوع
2- أنها لا تخلو من نساء غير محجبات و هذا حرام شرعا فما بالك بالكاسيات العاريات ؟؟
3-أن معظم الشركات التي تنتج الأفلام يهودية و أنتم تعرفون سعي اليهود الدائم إلى تدمير تفكيرنا بشتى الوسائل
4- أنها مضيعة للوقت و المال في الحرام و ما لا يفيد..
و اذكر أخيرا ببروتوكولات خبثاء صهيون و التي تنص على انه
"من نشر صورة لامرأة عارية فقد خدم الأهداف اليهودية بشكل أو بآخر ، سواء علم بذلك أم لم يعلم"
و اتجنب التفصيل الكثير تجنبا للأكالة أيضا ، فخير الكلام ما قل و دل
أرجو انك قد دعوت لي ..أقول هذا برأيي فان أصبت فمن الله تعالى و إن أخطأت فمن نفسي و من الشيطان و استغفر الله تعالى و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و التابعين و تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين
و الحمد لله رب العالمين
منقول
الروابط المفضلة