السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الحبيبة وجدت في هذا الموضوع فائدة عظيمة فوددت نقله لكش لتعم الفائدة بإذن الله:
**إن سلط الله عليك أحداً فانظري إلى هذه المشاهد:
أولاً: مشهد القدر. أن الله كتب ذلك وهو مقدرٌ عليك.
لا تلومي نفسك على شيء فعلتيه أو قلتيه بشكل وسواس بل قولي" قدر الله وما شاء فعل".
وإن كنت مخطأة فاعزمي على أن لا تكرري الخطأ مرة ثانية.
لكن لا تجعلي الأمر كالوسواس عندك ياليتني فعلت ولم أفعل وياليت ولو ولم فعلت وتتحسري وتتندمي.
لأنك فعلت شيئاً مقدرٌ عليك... فالله قدر عليك أعمالك وأفعالك.
*القدر لا يحتج به على الشيء قبل أن يحصل كأن تقولي سأتكلم فيها وهي غيبة فهو مقدر لي أن أغتاب،
بل يحتج على الأمر بعدما يحصل.
ثانياً: مشهد الصبر.
إن صبرت على ما أوذيت ستذوقي حلاوة الصبر، وعاقبة الصبر النصر. " إن الله مع الصابرين"
" إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب". (إن النصر مع الصبر).
- استشعري أجر الصابرين فستنسي مرارة الأذى عندما تستشعري حلاوة الصبر وحلاوة أجره.
- تذكري واحمدي الله أنك أنت المظلومة وليست الظالمة وهذا أفضل لك.
ثالثاً: مشهد العفو. كلما عفوت زادك الله رفعة وعزة.
مازاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزة وقد عرف بالتجربة أنه ما انتصر أحداً لنفسه إلا وقد ذُل؛ لأن الذي سينتقم سيكون مقهوراً فمن شدة قهره سينتقم أكثر مما أوذي فسيقع الذل عليه.
لذا النبي صلى الله عليه وسلم ما انتقم ولا انتصر لنفسه أبداً إلا إذا انتهكت حرمات الله.
رابعاً: مشهد الرضى.
كذب من ادعى توحيد الله سبحانه وتعالى بالربوبية ثم تسخط عند الأقدار.
إذا حصل لك شيئاً تكرهينه وإن كان صغيراً قولي: "قدر الله وما شاء فعل".
اللوم الصحيح للنفس...هو أن تقولي على شيء فعلتيه قدر الله وما شاء فعل وبإذن الله لن أرجع لهذا العمل مرة الثانية.
قيل للنبي صلى الله عليه وسلم لما لا تؤنب خادمك أنس بن مالك قال" دعوه فإن الله لو قدر شيء لكان"
*نرضى ليرضى... ارضي بقضاءه سيرضى الله عنك وإن رضي عنك سيرضيك ويملأ قلبك رضى.
*لتحصلي على الرضى عليك بهذه الأمور:
- سلامة من السبب.
- المسالمة للحكم.
- طرد الخصوم.

لو أن الإنسان كان مشغولاً بالله تعالى لسلم قلبه نحو الناس وإنما هذه الخصوم لا تأتي إلا من الفراغ.
فإن تسخط وتشكى فهذا دليل على عدم مصداقيته في محبته لله سبحانه وتعالى لأن الله هو الذي أحب لك ذلك فقدره عليك.
لما رأى أحدهم عمرو بن العاص في المدينة تأتي الناس إليك ليدعوا لهم لأنه له دعوة مجابة قال له لما تدعوا الله أن يرد عليك بصرك؟ قال أحبه إليه أحبه إلي.
*من عيرَ أخاه بذنب تاب منه كان حق على الله أن يبتليه بذنب ثم لا يتوب عليه.
كأن تتوب تنصحي أختك بشيء فعلته فتابت منه فتأتي إليك بيوم من الأيام وتنصحك بشيء فعلتيه فتقولي لها وأنت فيك كذا وكذا واليوم الماضي نصحتك بها الشيء ووو...
*الرضى يستلزم عدم الخصومة.
*الرضى بقضاء الله لأن الله لو قدر أن تسأل فلانة عنك لسألت أو قدر أن يحضر لك زوجك هدية معه لأحضر فلا تلومي أحد لأن هذا قدر الله ارضي به.
*إن من ضعف اليقين أن تذم الناس على شيء لم يقدره الله لك.
*من يعمل خيراً سيلقى خيراً... نعم سيلقى خيراً من الله وليس كما نفهمه أننا سنلقى الخير ممن أحسنا له.
بل سيأتيك الخير على أي صورة أرادها الله سواء سخر لك الشخص يحسن إليك ويجازيك على حسن صنيعك أو بأي شيءٍ آخر.
((البعض يقول عملت لها كذا وكذا وكذا وبعدين تقول لي ها الكلام وما تسأل عني ما تدق علي تلفون ما تجي لعندي... وغيره)).
هنا أنت ستكتشفين نفسك إن كان عملك لله أم لغيره!!
إن كنت تنتظرين الخير ممن أحسنت إليهم، فاحذري أخيتي وأصلحي نيتك.
خامساً: مشهد الإحسان. وهو أرفع ما فيه أن يقابل المسيء بالإحسان.
ينبغي لك أن تشكره وتحسن إليك لأنه أحسن إليك بإهدائه حسناته لك.
الإحسان هو:. أن لا تشهد لك فضلاً ولا ترى لك حقاً، فإن انتظرت الإحسان من غيرك هذا دليل على فقرك؛ لأنك بحاجة إلى تلك الكلمة وتلك المكالمة ومفتقر لهذا السؤال وكله من الفراغ.
عمر ابن الخطاب رضي الله عنه كان يقول:
"اسكثرو من الإخوان فإن لكل مسلم شفاعة".
لعلها تلك التي أحسنت إليك وتريدي أن تنتقمي منها هي عند الله أفضل منك والله غفر لها زلتها لفعل فعلته أو تابت منه وانت ما زلت تحملين في قلبك عليها وتريدين معاتبتها والانتقام منها.
لعلها تلك التي تحملي في قلبك عليها ستأتي يوم القيامة لتشفع لك!!
عمر يقول استكثروا من الإخوان وأنت تستكثري من الأعداء وتشعلي الخصومات بينك وبين أخواتك.
*ماازداد العبد عفواً إلا ازداد عزة ورفعة.
*(أذلة على المؤمنين) أي أن تذلل المؤمن للمؤمن لا يقدح بعزته.
*الإنسان عندما يكظم غيظه كان حقاً على الله أن يملأ جوفه إيماناً.
*(ما من جرعة يتجرعها الإنسان أعظم أجراً من جرعة غيظ في الله عز وجل)
*من الإحسان ترك الخصومة والتغافل عن الذلة ونسيان الأذية.
*يهون هذا العمل على المسيء لعلمه أنه قدر ربح عليه وأهدى إليه حسناته ومحت من صحيفةالمسيء فينبغي لك أن تشكريه وتحسني إليه.
* عليكِ أن تجازي من وهبك حسناته بالثواب، فإن كنت من أهل الكرم فأثيبيه عليها لتثبت الهبة لك وتأمني رجوعها إلى الواهب، فلا ترجع حسناتك التي وهبت لك إليه، فإن استغفر وتاب أو استسمح واعتذر لك سيأخذ أجره من الله سبحانه وتعالى دون أن ينقص مما وهبك.
*الجزاء من جنس العمل.
*إن كان هذا عملك في إساءة مخلوق إليك مع حاجتك وضعفك وفقرك فهكذا يفعل المحسن القادر العزيز القوي فيقابل إساءتك بالإحسان كما قابلت من أساء إليك من عبيده.
سادساً: مشهد سلامة القلـــب.
*وهذا مشهد شريف لمن عمل به وعرفه.
وهو أن لا يشغل قلبه بما ناله من الأذى فإن القلب إذا اشتغل بذلك ترك ما هو أفضل.
*كل نعيم في الدنيا ليس بينه وبين نعيم الآخرة أي نسبة إا نعيم وحيد ممكن أن تقيسي فيه نعيم الجنة وهو حلاوة مناجاة الله إن شعرت أن الله فتح عليك فتوح في مناجاته فتشعري بحلاوة الدعاء.
يقول أحدهم:
أنه أحياناً يفتح علي بالدعاء وحلاوة المناجاة إلى أني أتمنى أن تدوم هذه الساعة من دون أن يستجاب لي لتدوم الحلاوة.
سابعاً: مشهد تكفير الخطايا بالمحن نعمة.
*بأن جعلكِ الله مظلومة تترقبي النصر ولست ظالمة تترقبي النقمة.
*افرحي بالمحن لتكفير الذنوب. فأذى الخلق لكِ كالدواء من الله المشفق عليك فلا تنظري به إلى مرارة الدواء ولكن انظري إلى الداء الذي هو فيك فأشفق الله عليك ليداويك.
*اجعلي علاقتك مباشرة مع الله سبحانه وتعالى اطلبي من الله وانتظري منه فهو أسرع وأفضل من أن تنتظري من خلقه وأريح لك وأهدأ لبالك.
*ولتنظري للذي حصل بأنه محنة متعافية مما هو أكبر منها فإن أوذيت في نفسك فأنت متعافية في بدنك ودينك.
*يقول أبو الدرداء:
أدركت الناس ثمراً لا شوكاً فيه وهم اليوم شوك لا ثمر فيه، إن نقدتهم نقدوك وإن تركتهم لم يتركوك. قالوا يا أبو الدرداء فماذا نفعل" قال: أقرضهم من عرضك اليوم ليوم فقرك.
*إن اشتغل قلب العبد بحب الله وبرجائه والالتجاء والدعاء له والاعتصام به والتذلل والخضوع له والأنس بقربه فليس في قلبه متسع للانشغال بخلق الله.
*انشغلي بحب الله سبحانه بذكره ومناجاته وقراءة القرآن والقيام وبالتقرب له والالتجاء له.
*جمال التواضع إنما يكون بأن ترضي لكِ أختاً بمن رضي الله به له عبداً. وأن لا تردي على عدوك حقاً وأن تقبلي من المعتذر معاذيره فإذا كان الله رضي لأختك المسلمة عبداً له أفلا ترضين بها أختاً، فعين الكبر أن لا ترضي بها أختاً وأي قبيح أقبح من أن لا ترضي بها والله رضي بها.
*وعين التواضع:
إن جاء المسيء إليك بعذر أو بحق قبلته منه وإن أخطأتِ عليه اعتذرت له.
*إن من التواضع أن تقبلي عذره صادقاً كان أو لا وتكلي سريرته إلى الله كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع المنافقين المتخلفين عن القتال.
*وعلامة الكرم والتواضع إنك إذا رأيت الخلل في عذره لا توقفيه عليه ولا تحاجيه وقولي " لعله أن يكون الأمر كما تقول وإن قضى شيئاً لكان".
*تسعة أعشار الخلق في التغافل.
*ضعي نفسك مكان من اعتذر إليك واعتبري نفسك أنك أنت التي أخطأت ووقفت لهذا الإعتذار فلا تحرجيه واقبلي عذره وأوكلي سريرته إلى الله.
هكذا ستنتهي القضية بدقيقتين وتزول الشحناء والخصومة، أما إن لم تقبلي عذره وجلستم للعتاب ستزداد الخصومة التي بينكم ويسوء الحال؛ لأن بالأصل ليس نيتك الرضا وذهاب الخصومة وإنما الانتقام لنفسك.
**أسأل الله أن يرزقك وإياي قلباً سليماً مخموماً.
منقوووووووول
__________________