السلام عليكم و رحمة الله
هذه كلمة أوجهها لأختنا في الله المشتاقة لبلادها -أسأل الله أن يردها إليه سالمة-
نظرا لما واجهته ولازالت تواجهه من إساءات صادرة من بعض الأعضاء في المنتدى هداهم الله
فأقول و بالله التوفيق
مشتاقة لبلادها
أذكركِ و نفسي بقول الباري جل و علا
"أحسب الناس أن يتركوا أن يقولواآمنا و هم لا يفتنون" الآية
و" من أحبه الله أصاب منه" أو كما قال صلى الله عليه و سلم
ذكر ابن قيم الجوزية في كتابه مدارج السالكين مراتب إغواء الشيطان لبني
آدم فذكر
1-الكفر 2-البدعة 3-الكبائر 4-الصغائر 5-التوسع في المباحات
6-عقبة الأعمال المرجوحة المفضولة من الطاعات
بعد ذكر هذه العقبات قال الشيخ رحمه الله
فإذا نجا منها لم يبق هناك عقبة يطلبه العدو عليها سوى واحدة لابد منها و لو نجا منها أحد لنجا منها رسل الله و أنبياؤه و أكرم الخلق عليه و هي عقبة تسليط جنده عليه بأنواع الأذى باليد واللسان و القلب على حسب مرتبته في الخير فكلما علت مرتبته أجلب عليه العدو بخيله و رجله
وظاهر عليه بجنده وسلط عليه حزبه و أهله بأنواع التسليط و هذه العقبة لا حيلة له في التخلص منها
فإنه كلما جد في الإستقامة و الدعوة إلى الله و القيام له بأمره جد العدو في إغراء السفهاء به.
فهو في هذه العقبة قد لبس لَأَمة الحرب و أخذ في محاربة العدو لله و بالله.فعبوديته فيها عبودية خواص
العارفين.وهي تسمى عبودية المراغمة .و لا ينتبه لها إلا أولوا البصائر التامة. ولاشيء أحب إلى الله
من مراغمة وليه لعدوه و إغاظته له و قد أشار سبحانه إلى هذه العبودية في مواضع من كتابه
إلى أن قال
فمن تعبد الله بمراغمة عدوه فقد أخذ من الصديقية بسهم وافر و على قدر محبة العبد لربه و موالاته
ومعاداته لعدوه يكون نصيبه من هذه المراغمة.
و قال
وهذا الباب من العبودية لا يعرفه إلا القليل من الناس .ومن ذاق طعمه ولذته بكى على أيامه الأول
إنتهى كلامه رحمه الله
فأوصيكِ بتوطين نفسك على أن كل مصيبة تأتي إنما هي بإذن الله عز وجل وقضائه وقدره فإن الأمر له، فإنه كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض . واعلمي أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك أو يضروك فلن يحصل ذلك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، واستعيني على الصبر: بالاستعانة بالله، والاتكال عليه، والرضا بقضائه. فعن أبي يحيى صهيب بن سنان قال: قال رسول الله : ((عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)) رواه مسلم.
و أخيرا أزف إليكِ بشرى الصابرين من كلام رب العالمين تعظك إن شاء الله و تسليكِ
قال تعالى
"وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْء مّنَ ٱلْخَوفْ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ ٱلاْمَوَالِ وَٱلاْنفُسِ وَٱلثَّمَرٰتِ وَبَشّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ ٱلَّذِينَ إِذَا أَصَـٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رٰجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوٰتٌ مّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ"
إليكِ بعض الأبيات الجميلة في الصبر و أهله
بنى الله بيتا للأخيار سماؤه ××× هموم و أحزان و حيطانه الضر
و أدخلهم فيه و أغلق بابه ××× وقال لهم مفتاح بابكم الصبر
يا نفس صبراً فعقبى الصبر صالحة ××× لابد أن يأتي الرحمـن بالفرج
و الناس من لم يصبر لمصابه ××× صبْر الرضا صَبَر اصطبار الراغم
اصبر على قول الحسود ××× فإن صبرك قاتله
كالنار تأكل بعضها ××× إن لم تجد ما تأكله
و ليس وراء الشيء شيء يرده ××× عليك إذا ولى سوى الصبر فاصبر
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك
المقتفي
الروابط المفضلة