بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى{4}( النجم ) والصلاة والسلام على من أوتى القرآن ومثله معه وعلى الأتباع إلى يوم الدين ::
بدأ الفصل الدراسي بالجامعة وبدأت دوامة الأسبوع الأول والثاني والتعب في الحذف والإضافة ولن يفهم البعض حديثي إلا من درس في الجامعة وعرف النظام الجامعي الذي يتطلب من الطلاب إضافة وحذف موادهم الدراسية بأنفسهم ولهم الحرية في إضافة ما يرغبون وحذف ما يرغبون وفق نظام معين تحدده الجامعة ...
بدأت الفصل الدراسي بكل حيوية واستبشار بعام دراسي مفهم بالجد والنشاط .... ذهبت لإستلام الجدول فإذا بمادة من أهم المواد الدراسية التي لابد أن أدرسها هذا الفصل مع صويحباتِ لم تُضف مباشرة من قبل العمادة في جدولِ ....
وكالعادة ذهبت لدكتورة المادة وجهزت أورق الإضافة حتى أضيف المادة ... فإذا بالطامة الكبرى والصاعقة المدوية التي هزت جوارحي قال : المجموعة ممتلائة جداً ولا أستطيع إضافة أي طالبة .... حاولت معها بكل وسيلة وطاقة لدي : يا دكتورة هل تعلمين أنني لو لم أدرس هذه المادة هذا الفصل سأتاخر في التخرج ؟؟ لأن هذه المادة متطلب لمواد أخرى سأدرسها الفصول القادمة وطالما أنه لن تضاف لي هذه المادة يعني أني لن أدرس المواد الجديدة في الفصل الدراسي الجديد .... وهذه المادة لا تطرح إلا كل عام مرة بخلاف بعض المواد التي تطرح في الفصلين فمن فاته الفصل الأول يدرك الثاني .....
رفضت كل توسلاتي لها ورجاءِ لها ....
عدت للمنزل وبي من الهم والحزن ما الله به عليم .... وفي رأسي ألف فكرة وفكرة تصول وتجول ...
أتخيل كيف أن مشواري الباقي في الجامعة سيتعطل بسبب هذا الأمر ...
كيف أني سأتأخر عن صديقاتي وسأبقى فصلاً أو عاماً بعدهم ...
أرسم جدول الفصول القادمة في مخيلتي وأتخيل المواد التي سأدرسها بإستثناء متطلبات تلك المادة المعني بها الحديث ....وأحسب السنوات المتبقية لي ....
وبينما أنا في تلك الدوامة من الحيرة والشكوك إذا بنور يقذفه الله في قلبي ... وإذا بهتاف من أعماق الوجدان يذكرني بأمر عظيم غفلت عنه ...
لم أجد نفسي إلا وأنا أقول : النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " اللهم بارك لأمتي في بكورها " سأذهب غداً إلى الجامعة من الصباح الباكر لعل الله يحدث أمر ... يُفرج ويُسرى به عني ...
وقد كان من عادتي وبعض الطالبات أن نذهب الأسبوعين الأُول ـ في الغالب ـ أسبوعي الحذف والإضافة وتعديل الجداول ـ نذهب قرابة العاشرة صباحاً لأن الأستاذات في الغالب يحضروا في ذلك الوقت ...
ومع بزوغ فجر اليوم الجديد استيقظت وكلي أمل واستبشار بأن الله سيحدث أمراً يسرني وقرابة الثامنة ذهبت إلى الجامعة واتجهت للقسم فإذا بي أشاهد الدكتورة ـ أستاذة المادة ـ وما أن رأتني إلا ونادتني قائلة :
تعالي أضيف لكِ المادة فقد حذفت طالبة المادة وسأدخلك مكانها
في تلك اللحظة أيقنت وتأكدت وجزمت
أن محمداً صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى
... وتذكرت أني لو تأخرت وذهبت كعادتي لتمت إضافة المادة لطالبة غيري ...
اللهم اجعلنا نطبق سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم حتى تحل لنا شفاعته يوم الدين
واجمعنا به وبالصحب الكرام في مستقر رحمتك
::: مزيد من القصص في هذا المجال من مواقف شخصية لنا ولغيرنا ضعوها هاهنا حتى نستفيد ::
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
أختكم
أم المقداد
.. ليلة الإثنين ..
28 ـ 3 ـ 1428 هـ
الســــــــــ1:13 ص ــــــاعة
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
الروابط المفضلة