الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:
فقد انتشر السحر في جميع الأمم والشعوب واختلطت الآراء والمعتقدات حول السحر، مع كثرة ما ظهر وانتشر بين النّاس من صور الدجل والشعوذة وتفشي خطر السحر والسحرة في الدول الإسلامية، وابتزاز أموال المسلمين عن طريق ذلك ، هذا مع كثرة الحديث عن هذا الموضوع في وسائل الإعلام المختلفة، حتى ذهب المشعوذون، يفتحون القنوات ويبثُّون السُّمَ عبر الفضائيات ، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
لهذا كان لا بد لنا أن نتعرف على السحر، أنواعه، والفرق بينه وبين غيره، وأسباب انتشاره، والحكمة من إيجاد الله له، وكيفية علاجه ، و بعض الأمور التي تتعلق به .
تعريف السحر:
يطلق السحر في لغة العرب على كل شيء خفي سببه ولطُف ودقّ، ولذلك تقول العرب عن الشيء شديد الخفاء: أخفى من السحر، كما يوصف البيان بالسحر كما في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:" إن من البيان لسحرًا"، وإنما كان بعض البيان سحرًا لأنه يروق للسامعين، ويستميل قلوبهم ويغلب على نفوسهم ويصرف الشيء عن حقيقته ويحوله عن وجهته، وسمّي السحور سحورًا لأنه يقع خفيًا آخر الليل.
وفي الشرع: هو علم سري، تزاوله النفوس الخبيثة، إما بقصد تخييل الشيء على غير حقيقته، أو بقصد الإضرار بخلق من مخلوقات الله،ويستعان في هذا الإضرار بالتقرب على الشيطان، بارتكاب القبائح،
قولاً: كالرقى والعزائم، والنفث في العقد، بألفاظ بها شرك.
أو عملاً: كعبادة الكواكب، والتزام الجنابة، والفسوق، والتزام المعاصي.
أو اعتقادًا: كاستحسان ما يوجب التقرب منه، ومحبته إياه، فينتج عن كل ذلك أثر حقيقي على المسحور بدون إرادته، بإذن الله تعالى، وكلما كان الساحر أشد كفرًا ، كان الشيطان أكثر طاعة وأسرع في تنفيذ أوامره.
يتبع إن شاء الله
الروابط المفضلة