الحمد لله حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربّنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أن محمَّدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلَّم تسليمًا كثيرا إلى يوم الدين
ثم اما بعدفحديثنا اليوم عن
التحذير من المجالس التي لا يذكر الله فيها
قال الله تعالى : { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قعد مقعداً لم يذكر الله فيه كانت عليه
من الله ترة، ومن اضطجع مضجعاً لا يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة"
ومعنى ترة: نقص وقيل التبعة
وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان
عليهم ترة فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم"
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة
الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي"
من تلك الامر نعلم انه لابد
للناس من مجالس يجتمعون ويتحدثون فيها، وخير هذه المجالس هي المجالس التي يكون فيها ذكر الله عز وجل،
أما المجالس التي لا يذكر فيها الله تعالى، ولا يصلى فيها على نبيه صلى الله عليه وسلم فإنها مذمومة، حذر منها
الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبر أنها يوم القيامة تكون نقصاً على أصحابها حيث أضاعوا أوقاتهم فيما لا ينفعهم،
وأخبر أنها سبب لقسوة القلب فلا يلين لموعظة ولا يستجيب لتذكير.
فتثبتو الى
- الترهيب من كثرة الكلام بغير ذكر الله، كالاستغفار ومدارسة العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- وجوب الحذر من المجالس التي ليس فيها ذكر الله والحرص على مجالس الذكر.
- أن كثرة الكلام بغير ذكر الله من أسباب قسوة القلب.
لذلك حق علينا وجوب حفظ الأوقات
وعدم التفريط فيها فيما لا ينفع
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ"
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر (أي: عشر رمضان) أحيا
الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر"
عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى
يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وماذا عمل فيما علم؟ "
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن
سلعة الله غالية إلا إن سلعة الله الجنة"
فمن ما سبق يتجلى لنا أن
الوقت هو الحياة، فمن أضاع وقته فقد أضاع حياته وسيسأل عن هذا التضييع، وكثير من الناس مغبون في وقته فهو
خاسر فيه وينفقه فيما يعود عليه بالخسار في الدنيا والآخرة.
فيجب علينا احبتى فى الله
وجوب اغتنام الأوقات فيما ينفع.
- أن ابن آدم مسؤول عن أوقاته.
- كثرة المفرطين في أوقاتهم المضيعين لها والمغبونين فيها.
نسأله جل فى علاة ان يقينا وإياكم شر الفتن ومضلات الزمن وان يجعل لنا من امرنا رشدا وان يثبت قلو بنا على دينه
وان يجعل لنا من الجنة سكنا
وان يجعل الفردوس الاعلى نصب عيوننا وان يمتعنا بأسماعنا وابصارنا ما احيانا
وان يكون لنا من اليقين هدفاً وات يجعل تقواه وقر قلوبنا وان يثبت اليقين فى قلونا
وصلى الله على رسول الله
الروابط المفضلة