السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أخي الداعي إلى الله .... أختي الداعية إلى الله
حياكم الله
إخوتي...
من حق هذا الدين علينا أن نبلغه للناس كافة في سائر أقطار الأرض حتى يعرفوا حقيقته، وحتى يهتموا به، ويبحثوا عنه،
ويدخلوا فيه أفواجا كما يحب الله عز وجل، وهذا هو واجب الأمة الإسلامية.
فرض كفاية على هذه الأمة أن تبلغ رسالة هذا الدين إلى العالم في مشرقه ومغربه،
وفرض على علماء هذا الدين ودعاته، أن يبلغوا الإسلام بكل اللغات وبكل الألسنة، وأن يكونوا كما قال الله تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم}
هذا ما سيحاول الشيخ خالد سلطان محمد السلطان أن يؤصل له من خلال
هذه الأسطر القليلة كما النافعة إن شاء الله كيفا
لا أطيل عليكم أحبائي و أترككم مع المقال

ســــــــنه

كم هو جميل أن تخاطب الإنسان بلغته وكم هو جميل أكثر أن تجعل كلامك معه دعوة إلى الله جل وعلا فاكتساب لغة الآخرين مدعاة لدعوتهم وأمنا من شرهم وطريقا لسهولة التعامل معهم .

وقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم ترجمان من أصحابه لا سيما من كانت أصولهم غير عربية ؛ فهذا سلمان الفارسي ، وهذا صهيب الرومي ، وهذا أبو ذر الغفاري ، وهذا بلال الحبشي وجاء في ترجمة زيد بنت ثابت وكان أحد كتاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم والذي وكل له بجمع القرآن في عهد خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعلم كتاب يهود ليقرأه على النبي صلى الله عليه وسلم إن كتبوا إليه فتعلمه في خمسة عشر يوما .

كان النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم أحيانا ببعض كلمات غير عربية أو بلغة قوم وطريقتهم تطييبا لهم وكسبا لقلوبهم .

روى البخاري في صحيحه من حديث أم خالد ( أمة بنت خالد بن سعيد بن العاص ) التي ولدت بالحبشة وجيء بها للنبي صلى الله عليه وسلم صغيرة وتزوجها بعد ذلك الزبير بن العوام وكانت آخر الصحابيات وفاة رضي الله عنها ) تقول أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم : مع أبي وعليّ قميص أصفر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سنه سنه " ( بفتح السين أو كسرها ) .

قال عبدالله وهي بالحبشية حسنة فذهبت ألعب بخاتم النبوة فزجرني أبي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعها ، ثم قال صلى الله عليه وسلم أبلي وأخلقي ثم أبلي وأخلقي ، ثم أبلي وأخلقي قال عبدالله ( فبقيت حتى ركن ) هكذا كان صلى الله عليه وسلم يفعل وهكذا كان يتواضع ويحاول أن يقرب الأمر المشروع بلغة الغير أو بلغة غير الناطق بالعربية ولو بكلمات يسيرة لكنها تفي بالغرض .

حاضرت في الفلبين وهذه المحاضرة هي إحدى التجارب العملية التي رزقني الله من فضله أن قوم بمثل هذا الأسلوب حين كنت أقوم بعمل محاضرة في شرح سورة العصر ، فلما وصلت إلى قوله تعالى ** وتواصوا بالحق } قلت ( تتو تتو ) أي حقا حقا ضحك الجمهور .. فرحا بمعرفتي لشيء من كلامهم ولما انتهيت من المحاضرة دعوت الله وقلت اللهم ارزقنا ( السُرقا ) بضم السين أي ( الجنة ) ثلاث مرات فقالوا آمين بصوت قوي لأنها من لغتهم ، والعجيب على طول العهد بهم ما زالوا يذكرون ذلك مني إلى اليوم ، كما نقل لي ذلك الأخ عبد القهار كومبا حفظه الله صديقي الفلبيني العامل في لجنة جنوب شرق آسيا بارك الله فيها من لجنة نشطة مباركة فهل تستطيع أخي وهل تستطيعين أختي أن تفهموا الآخرين بلغتهم ولو كانت الكلمات قليلة ؟ اللهم نعم .

كتبه : الشيخ خالد سلطان محمد السلطان

المقتفي

جزاك الله خيرا
على النقل