،،،،،،،،،،،،، (( بسم الله الرحمن الرحيم ))،،،،،،،،،،،،
كلما زاد تعلق المسلم بالله سبحانه وتعالى زاد انشراح صدره ، ولا يحصل ذلك أي انشراح الصدر ، إلا بزيادة إلا يمان ، ولا يحصل زيادة الإيمان للمسلم ، إلا بفعل أوامره سبحانه وتعالى واجتناب نواهيه ، وهذا من عقيدة أهل السنة والجماعة الفرقة الناجية والطائفة المنصورة أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ولم يخالف في هذا إلا أهل البدع .
ولكن هناك أسباب مهمة جداً ، ينبغي لكل مسلم أن يعرفها ، ويحث إخوانه المسلمين على معرفتها ، وذلك لأنها منتقاة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ذكرها العلماء الربانيين ، الذين هم أحرص الناس على حث المسلمين على التعلق بالله ، فرحم الله الأموات منهم ، وحفظ الله لنا الأحياء .
ومن هؤلاء العلماء الربانيين الذين كتبوا في هذا الأمر ، بل جل كتبه تجد له نصيبا من ذلك وهو الحث على التعلق بالله سبحانه وتعالى ، الإمام العلامة / ابن قيم الجوزية رحمه الله
فقد ذكر رحمه الله في كتابه ( زاد المعاد في هدي خير العباد ) فصلا كاملا في أسباب انشراح الصدر ، وسوف أقوم إن شاء الله بنقله لأهميته لكل مسلم ، لعل الله أن ينفع بذلك ، أسأل الله أن يرزقنا العلم النافع والعمل الخالص .
قال العلامة / ابن القيم رحمه الله في كتابه القيم ( زاد المعاد في هدي خير العباد )
(((( فصل في أسباب شرح الصدور وحصولها على الكمال له صلى الله عليه وسلم ))))
فأعظم أسباب شرح الصدر : التوحيد وعلى حسب كماله ، وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه ، قال الله تعالى :- { أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ } (الزمر:22)
وقال تعالى :- { فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ } (الأنعام:125)
فالهدى والتوحيد من أعظم أسباب شرح الصدر ، والشرك والضلال من أعظم أسباب ضيق الصدر وانحراجِه
·* ومنها ( أي من أسباب انشراح الصدر ) النورُ الذي يقذفه الله في قلب العبد ، وهو نورُ الإيمان ، فإنه يشرَحُ الصدر ويُوسِّه ، ويُفْرِحُ القلب ، فإذا فُقِدَ هذا النور من قلب العبد ، ضاقَ وحَرِجَ ، وصار في أضيق سجنٍ وأصعبه .
·* ومنها ( أي من أسباب انشراح الصدر ) العلم ، فإنه يشرح الصدر ، ويوسِّعه حتى يكون أوسعَ من الدنيا ، والجهلُ يورثه الضِّيق والحَصْر والحبس ، فكلما اتَّسع علمُ العبد ، انشرح صدره واتسع ، و ليس هذا لكل عِلم ، بل للعلم الموروث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو العلمُ النافع ، فأهلُه أشرحُ الناس صدراً ، وأوسعهم قلوباُ ، وأحسنهم أخلاقاً ، وأطيبُهم عيشاً .
ونكمل إن شاء الله ما بقي من أسباب انشراح الصدر .
الروابط المفضلة