حين يؤدي الأنانيون عباداتهم






التفكير الأناني هو أن يضع الإنسان مصلحته فوق أي اعتبار فلا يخطر بباله التفكير بمصلحة الآخرين.

تخيلوا إنساناً بهذه العقلية، ماذا تتوقعون منه حين يتقرب إلى ربه وهذه العقلية مسيطرة عليه؟

خذوا هذه المواقف والتي معظمها قد مرت عليكم:

موقف 1:

في يوم الجمعة، تزدحم المواقف، ويبدأ المتأخرون في الوقوف في أحد ممرات الشارع، ثم يأتي من بعدهم والخطبة على وشك الانتهاء فيقفون في الممر الثاني من الشارع، ثم حين تقام الصلاة، ترى من يحضرون في هذا الوقت يقفون في آخر ممر باقي في الشارع ليغلقوا الشارع تماماً، ضاربين بحقوق اللآخرين في المرور في هذا الشارع عرض الحائط، وضاربين كذلك عرض الحائط بقوانين المرور.

لماذا يا هؤلاء؟

لأننا متوجهون إلى عبادة، وعلى الناس أن يراعوا ذلك شاؤوا أم أبوا.

وإذا خالفنا شرطي المرور لأجل حرصنا على صلاة الجمعة ففي دينه نظر !!!

ولو حدث وأن صدرت في حقنا مخالفة، فإننا سنحتسبها على الله!!!

موقف 2:

يحضر الناس لصلاة التهجد في حي من الأحياء لأحد القراء المؤثرين، فلا يبقى في الحي موقف، فيأتي أصحاب هذه العقلية، ويبيحون لأنفسهم حبس أهل الحي في بيوتهم وذلك بإيقاف سياراتهم على أبوابهم، في صلاة تستغترق قرابة الساعتين.

لماذا يا هؤلاء؟

لأننا في رمضان، ولأننا ما جئنا إلا لمرضاة الله، وعلى أهل الحي التسامح معنا من أجل ذلك، وإن لم يراعوا ذلك، فذلك إنما لعدم تقديرهم لهذه العبادة العظيمة !!!

موقف 3:

يخرجون في رحلة بأعداد كبيرة، ويحين وقت الصلاة، فيكتشف مُنظم الرحلة أن الماء قليل، فيطلب من المتوضئين أن يتوضؤوا لكل عضو من أعضاء الوضوء مرة مرة، لا ثلاثاً ثلاثاً، كما هو جائز في السنة، وعند ذلك سيكفي الماء الجميع.

فيأتي أحد أصحاب هذه العقلية ليصر على الوضوء ثلاثاً.

لماذا يا هذا؟

لأن الوضوء ثلاثاً هو أبلغ في إسباغً الوضوء، ولأن المسلم قد يؤثر غيره في أمور الدنيا، ولكنه لا يؤثر غيره في أمور الآخرة والتي يتقرب فيها إلى الله !!!

موقف 4:

رجل أخذ ضيوفه إلى المسجد في صلاة الظهر، فانتهت الصلاة، وتسنن الضيوف ثم خرجوا ينتظرون مضيفهم في الخارج على أمل أن يتسنن كما تسننوا ثم يخرج إليهم، إلا أنه تركهم لوقت طويل تحت الشمس.

لماذا يا هذا؟

لأني تعودت مع ربي أن أطيل صلاة السنة، وما كنت لأراعي بشراً وأترك أمراً تعودت عليه مع ربي.

موقف 5:

كثير منا حج إلى بيت الله الحرام، ورأى كيف أن بعض الناس يصر على سنة الصلاة خلف المقام في ذروة الزحام حين يكون الطواف عبارة عن أمواج بشرية تطحن من يقف في طريقها.

لا يبالي هذا الإنسان في مثل هذا الظرف بخطورة عرقلة هذه الأمواج وما قد يتسبب فعله هذا من إزهاق للأرواح.

وفوق ذلك قد يتذمر من عدم احترامهم لحرمة صلاته.

ومن يدري فلربما يدعو على الطائفين في صلاتهم باعتبار أنهم يقطعون عليه صلاته بينه وبين ربه.

لماذا يا هذا؟

لأنني جئت إلى هنا وأنا في قمة روحانيتي، ولا أريد أن أفوت شيئاً يقربني إلى الله، والصلاة خلف المقام مما يشرع في الطواف.

مثل هؤلاء يُضيعون كثيراً من مقاصد الشرع بسبب سيطرة الحرص على "الأنا" على تفكيرهم.

حجة الواحد منهم:

أنا في حالة عبادة، ولا يهمني أحد إلا ربي، وعلى الناس احترام ما أفعل مهما كلفهم ذلك إن كانوا فعلاً يعرفون قدر العبادة !!!

كأن الواحد منهم يشعر أن مجرد أن يكون في حالة عبادة فإن ذلك يعطيه حصانة لفعل أي شيء، وما على الناس إلا القبول طوعاً أو كرهاً بما يأتيهم من ضرر أو إزعاج.

والذي غاب عن هؤلاء جميعاً أن مراعاة عدم إزعاج الآخرين أو الإضرار بهم هو جزء العبادة.

وكم من عبادة قد ينقض أجرها أو يضيع لما صاحبها من أذى أو ضرر للناس.

استدراك أخير:

ليس دائماً هذه التصرفات خلفها إنسان أناني، بل قد يكون خلفها قلة علم أو تقليد لمفتي جاهل، ونحو ذلك، لكن لا شك أن سيطرة تفكير بعض الناس بنفسه في عبادته دون مراعاة للآخرين أمر موجود ويقف خلف كثير من هذه التصرفات.





ما رأيكم في هؤلاء، وهل عندكم مواقف مشابهة؟