سلام الله عليكم ورحمته وبركاته...
جلست العنود تقرأ في كتاب عن السلف الصالـح .. وبجانبـهــا القرآن الكريـم
وتحته التفسيــر .. ونظرات عينـــاها تقرأ بنهم كل مايقع عليه عيناها
وجهها بقعة بيـضاء بين خيوط شعرها الأسود المتنـاثر حول وجهها ومن شدة إستغراقها فيـمـا تقرأ
لم ترفع خصلات شعرها. طرقت والدتها الباب ودخلت قالت :
العنود لقد جاء اليوم خالد إبن عمك مع مك خاطبـــــــــا إياك وطالبا للزواج بكِ
نظرت العنود إلى والدتها وفي عيناها الجميلتــان تلك الابتسامة الراضيه أغلقت والدتها الباب خارجه.
سرحت العنود بفكرهــا بعيـدا تذكرت خالد حين كانوا صغارا يلهوان مع بعضهما البعض ويصطادون العصافير الصغيرة .ماأسرع الأيام ..!! همست العنود إلى نفسها
واليوم كبر خالد وكان شغوفا بالصلاة لدرجة كانوا يسمونه حمامة المسجد يلازم المسجد كثيرا
وأمــا العنود فانشغلت في دورة تحفيظ القرآن واستكمال دراستها الجامعية في تخصص الشريعه.
وبعد أيام قليلة تمت مراسم عقد الزواج بين خالد والعنود .
وبعد أيام أرسل خالد إليها هدية جوال مع رقمه الخاص به فرحت العنود بهذه الهديه الجميلة وفي الثلث الأخير
من الليل أرسل خالد رسائل بالجوال قائلا: ((إن الله يحب أن يناجيك)) قومي فلبي النداء ..
وهكذا كل ليلة تستيقظ العنود على رسائل الجوال وتصلي ماشاء الله في ذلك
وأحيانــا تنام على سجادتها ...!!
وبعد أيــام أرسل خالد إليها مصحف ذهبي صغيرا وبعد أيام أرسل خالد إليها مجموعه من العطور
وبراويز عليها أسماء الله الحسنــى . وهكذا بين يوم وآخر . يرسل إليها الهدايــا
القيمة.وأحيانا يهاتفها ليسألها :العنود ماذا حفظت من القران اليوم؟
ماهي الأحاديث الشريفة التي لم نقرأ عنها . ماهي الكتب الجديدة عن السلف الصالحين ؟ّّ
وترد العنود ماذا لديك أنت اليوم عن الأذكار؟ وهكــذا ..!!
ونتظر إليها أختها وتضحك :: هل هذا حديث العاشقين ألا ترين الأفلام ...والمسلسلات ..ماذا يقولون فيها..!
وتبتسم العنود ابتسامة رضى .. ماأجمال الإيمان مع الفضيلة .. ماأجمل الحب والطمأنينه؟!!
وتمر الأيام على هذا المنــوال إلى أن جاء ذلك اليوم دخل عبدالله أخو العنود
وعيناه مغرورقتــان بالدموع صارخـا أين أمل ويهرول مسرعا إلى غرفة أمه بقوله مات خالـــــــــــد ياأمــــــاه ..
مات بعد صلاة الفجر ..!! وهو ذاهب إلى عمله !!
تسمعه العنود غير مصدقه
مات خالد ...!!
خالد مــات ..!!
أغمي عليــهــا ونقلوها للمستشفـى ومكثت هنــاك فترة من الزمن هكذا أصبحت أرملة
وهي لم تشهد معه ليلة الزواج..لبست العنود ثوب الحداد عليه وكانت تبكي عليه بكاء مرا
وتسأل نفسها كيف لي أن أنسى ؟؟ هل انسى هذا الجوال الذي بيدي منه !
وهذه العطور تذكرني به وهذه البراويز والمرايــا..!!
وهذه الزهور وهذه الكتب ..!! كيف أنساه كيف..!!
أمسكت الجوال وأرسلت الرسائل إلى كل من تعرفه :
تذكره
((( بأن الله يحب أن يناجــي عباده فلتــلــبوا النــداء.)))
وتأكدت أن كل أمر جاري بأمر الله ولاحول ولاقوة للإنسان في ذلك..
وتذكرت كل ماجرى من بدايته إلى نهايته كأنه ((حلم .. حلم جميل )
لم يستمر سوى أربعة أشهر ..
وقرأت الآيه (( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننــا وسبح بحمد ربك حين تقوم ومن الليل فسبحة وأدبار النجوم))
ونامت على سجادتها بعد أن ارهقهــا التعب من كثرة الوقوف والقيام...
الروابط المفضلة