صور من الزهد الحقيقي
قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشام
فقال لأبي عبيدة : اذهب بنا إلى منزلك
قال : وما تصنع عندي ، أخشى أن تعصر عينيك عليّ
فدخل عمر فلم يجد عند أبي عبيدة شيئاً يذكر
قال عمر : أعندك طعام ؟ فقام أبو عبيدة إلى كسيرات في جونة
فبكى عمر وقال : غيرتنا الدنيا كلنا إلا أبا عبيدة
وأرسل عمر أيضا ًلأبي عبيدة رضي الله عنهما
أربعمائة دينار ليوسع بها على نفسه
فقسمها في الفقراء قبل انصراف الرسول
فلما بلغ ذلك عمر رضي الله عنه قال :
الحمد لله الذي جعل في الإسلام من يصنع هذا ؟
صورتان فقط أوردتهما تدل على صورة رائعة من التعلق بالآخرة والبعد عن الدنيا ، وكلا الصورتين لأبي عبيدة بن الجراح الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمين هذه الأمة
إنه الزهد الحقيقي في الدنيا الذي جعل من هذا الجيل الفريد
خفافاً حين ينادي المنادي : يا خيل الله اركبي
ويجعلهم أرق دمعة حين يسمعون آيات الله تتلى
ويحملهم على طول القيام بين يدي الله تعالي ناصبين أقداهم
في محراب الصلاة ، ما شغلتهم أموال يجمعونها
ولا بيوت يعمرونها ، ولا أزواج يلهونهم
فهل عرفنا لماذا سبقوا وتخلفنا ؟
المصدر :: موقع التاريخ
منقول
الروابط المفضلة