~*~ كــــــــــــــيف تغيــــــــــــــــر نفســـــــــــــــــك ~*~
إعداد / القسم العلمي بمدار الوطن .
فقد سئم كثير من الناس حياة الغفلة والشرود والبعد عن الله تعالى , وتاقت أنفسهم إلى حياة الطهر والعفة والاستقامة , يريدون أن يعيشوا حياة طيبة سعيدة هادئة مطمئنة , بعيدة عن نيران الشهوات وأشواك المعاصي والمخالفات .
إنهم ينتظرون رياح التغيير , ونسمات الإصلاح , ووميض التوبة , وإشراقات الاستقامة فيتساءلون في حيرة .
كيف نغير أنفسنا ؟
كيف ننهض من كبوتنا ؟
كيف نستيقظ من غفلتنا ؟
كيف نعالج واقعنا الأليم ؟
إلى هؤلاء جميعاً أهدي هذه الكلمات ...
البداية
أخيتي ! إن مجرد تفكيرك في التغيير يعدُ ـ بحد ذاته ـ نوعاً من التغيير , لأن هناك فئة ما من الناس ألفوا حياة الغفلة , واستساغوا مسيرة الضياع , واستحسنوا طريق الشهوات , فهم لا يبحثون عن التغيير , بل لا يتصورون ترك هذه الحياة التي يعيشونها طرفة عين , ولذلك فإنهم لا يشعرون بألم البعد عن الله , ولا يحسون بوحشة , وهؤلاء موتى في صورة أحياء , لا يعرفون معروفاً , ولا ينكرون منكراً إلا ما أشربوا من هواهم , وهذا نتيجة تراكم الذنوب على القلب حتى اسودّ وانتكس , كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة : " تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً , فأيّ قلب أشربها , نُكتت فيه نكتة سوداء , وأي قلب أنكرها , نكتت فيه نكتة بيضاء , حتى تصير على قلبين , على أبيض مثل الصفا , فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض , والآخر أسود مربادّاً , كالكوز مجَخِّياً , لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً , إلا ما أشرب من هواه " ( رواه مسلم ) .
أما أنتي ـ أخيتي ـ فما دمت تسأل عن التغيير , وما دامت نفسك تتطلع إلى السمو والارتقاء نحو المعالي , فإن ذلك يدل على حياة في قلبك وخير في نفسك , ولكن التفكير في التغيير وإن كان نوعاً من التغيير فإنه ليس هو التغيير المطلوب , بل إن الإكتفاء بهذا التفكير دون إحداث خطوات عملية نحو التغيير الحقيقي يجعل هذا التفكير مجرد أماني باطلة لا تنفع صاحبها , بل هي رأس مال المفاليس كما يقال .
الروابط المفضلة