السلام عليكم و رحمة الله
طالما لم يكن الإقبال عالى الموضوع بالشكل المنتظر من حيث المشاركات
فسأقص عليكم بإذن الله قصة حدثت لي. فيها مواقف غيرت مجرى حياتي
أسأل الله العظيم أن ينفع بها
تبتدأ القصة من زمن الدراسة و تحديدا في الصف الأخير ثانوي
كنت حينها بعيدا كل البعد عن دين الله لا أعرف من ديني إلا الشيء اليسير
و شأني شأن كل تائه في ظلمات التيه كنت لقمة صائغة للشيطان
كانت الثانوية مختلطة (شأنها شأن أغلب الثانويات في بلادنا )
فكان الحديث مع الفتيات شيء جد عادي بالنسبة للشباب
و كان مما من الله علي به قوة الشخصية و جاذبية في المظهر
خصوصا أنني كنت مشهورا في أوساط الطلبة بأناقتي و تميزي
هذه العوامل جعلت الطالبات يملن للحديث معي من بين هؤلاء كانت
طالبة تسكن بجواري فكنت أرافقها و نفترق بالقرب من منزلها
(شيء عادي جدا فنحن لسنا سوى زميلين في الثانوي و الله المستعان)
فبدأت العلاقة تتوطد و بدأت تحكي لي عن أسرارها و مغامراتها و أنا كذلك
فبدأ-والعياذ بالله-الإعجاب المتبادل يتغلغل في الصدور فكانت هذه بداية علاقة
غير شرعية من العلاقات التي سادت في مجتمعنا
اشتهر في الثانوية و بين أوساط الطلبة و الطالبات أن فلان مرتبط بفلانة
حتى وصل الأمر إلى الأساتذة و كان شيء جد عادي تماما
تكللت نهاية السنةالدراسية بالنجاح لي و للفتاة
فكانت وجهتي كلية الإقتصاد و وجهتها هي كلية الآداب
و لشدة تعلق الواحد منا بالآخر كنت أتغيب عن الفصل لأذهب إل كلية الآداب لأراها
و كانت هي أيضا لا تتغيب عن المحاضرات ...و لشدة تعلقنا ببعضنا أصبحنا نمضي كل وقت الدراسة
معا وزاد الأمر عن هذا الحد حتى وصل إلى التواعد بعد الدراسة فكانت تختلق الأعذار للخروج من أجل
ملاقاتي بل إننا بعد الإفتراق أصبحت أنتظر الوالدين حتى يناموا و أحمل الهاتف و أضل أتكلم معها طوال الليل...إستمرت الحياة هكذا و آخر السنة كان ما هو متوقع (رسوب كلينا في الإمتحانات)
قررت بعدها تغيير الشعبة و اللحاق بفلانة ..فكان ذلك خصوصا و أن الوالدين أراداني أن أكمل
دراستي بالخارج و تحديدا في بلجيكا (بلد فرنكوفوني)فاخترت الدراسات الفرنسية و انضممت إلى
من لا يفارق خيالي خيالها فكانت هي أيضا تتباع دراستها بالفرنسية
بدأت العلاقة تتوطد يوما بعد يوم إلى درجة أن الأقارب أصبحوا يعرفون بالأمر سوى والديها بطبيعة الحال
فقررت ألا أذهب إل أوربا من أجل أن أبقى معها و لكن كيف أصارح والدي بهذا
لكن شاءت الأقدار أن يرفض ملف الحصول على التأشيرة 3 مرات متتالية رغم أن الملف كامل من جميع الجوانب (فسبحان الله)
من جهتها كان الخطاب يتسارعون لخطبتها فكانت ترفض دون تردد بعذر أنها تريد إكمال الدراسة
اجتزنا السنة الدراسية بنجاح و استمرت العلاقة الحميمية (غير الشرعية)
و لشدة ارتباطنا كنت لا أعصي لها أمرا و هي كذلك فكانت تنصحني يالصلاة فأصلي من أجل إرضاءها لا تقربا إلى الله جل و علا
و من جهتها كانت ترتدي الملابس المحتشمة لأنني أطلب منها ذلك فكانت علاقتنا (عذرية)
حيث أنني لم أرتكب معها الفاحشة يوما و هذا من فضل الله و منه و كرمه علي سبحانه
أثناء العطلة الصيفية كنا نفترق لكن نبقى على اتصال دائم كالعادة
و كانت هوايتي المفضلة ركوب الأمواج(surf) فكنت أقضي كل وقتي في مماسة رياضتي مع أصدقائي
إنتهت العطلة و جاء موسم دراسي جديد و كان اللقاء مرة أخرى
-طيلة مدة العطلة تقريبا و لأول مرة حافظت على الصلاة- و رغم بداية الدراسة كنت لا أزال أذهب إل الشاطئ لممارسة رياضتي المفضلة
ذات يوم تركت الصلاة لأسباب و دام انقطاعي عنها مدة ثلاثة أيام
و عند رجوعي إلى المنزل بدأت أحدث نفسي عن ضرورة الإلتزام بالصلاة و عدم تركها مرة أخرى
فكان هذا الحديث سبحان الله سبب قدف النور في قلبي
عدت للصلاة و كنت آنفا لا أستيقظ لأداء صلاة الفجر لكن الآن بدأت أستيقظ و هذا من فضل الله علي
فكنت ألتقي مع من ملكت قلبي لمن لقائي بها في هذه المرة كان لقاءا باردا بحيث أصبح
لا يفرق عندي رؤيتها من عدمه فشعرت هي بذلك فكانت تسألني ما الذي حصل؟؟؟
لدرجة أنها أصبحت تضعف و تبدأ في البكاء و هي التي لطالما كانت حريصة على أن لا تظهر مشاعرها اتجاهي
باختصار بدأت أتعلق شيئا فشيئا بصلاتي و لا أحيد عنها و ذات يوم و في نهاية الأسبوع اتصلت بي فلانة لكي نضرب موعدا كالمعتاد لنلتقي في الكلية...فأجبتها بكل برودة لن أكون هذه المرة في الموعد
سألتني ما الذي حصل ؟؟هل أنت مريض فأجبت تعبان قليلا و أريد أن أرتاح
و عند نهاية المكالمة انتابني شعور عجيب
أول مرة أفكر في مدى مشروعية العلاقة التي بيني و بين هذه الفتاة
ييييييييييييييييييييييا ألله
لم أتوانى لحظة في الحكم عليها
حراااااااااااااااااااااااااام
ومن تم تغلغل الإيمان في قلبي و سكن تعلق حب الله بشغاف قلبي
فقررت قطع العلاقة هذه العلاقة التي دامت 3 سنوات
3 سنوات من العصيان
3 سنوات من التمني و الوعود الكاذبة
3 سنوات من الشقاء و الضنك
3 سنوات من البعد عن الله
قررت أن أذهب إلى الكلية صباح يوم الإثنين و أن أصارحها بالأمر
بالفعل ذهبت فوجدتها
ندهت عليها و كانت مع صديقات لها فاستجابت
ما تتصورووووووووووووووا ما وقع ؟؟؟
لم أسلم عليها السلام المعتاد بل لم أصافحها حتى و اكتفيت بإلقاء السلام مشافهة
و الأدهى و الأمر بالنسبة لها أنني غضضت بصري عنها فلم أرفع طرفي إلا مرة أو مرتين
فاسترسلت في الكلام و بينت لها و لله الحمد ما هو حكم الله فيما نحن متلبسين به أنا و هي
و عند انتهائي ختمت كلامي بجملة لم أنساها إلى الآن
قلت لها
أنا لن أغيرك بفتاة أخرى أنا سأغيرك بمن هو أفضل مني و منكي
أنا آثرت الله و رضاه
فكانت هذه نهاية حياة تعيسة مليئة بالضنك و الضلال و البعد عن الله
و بداية حياة يملؤها القرب من الله و ابتغاء ما عنده
أسأل الله لي و لكم الثبات
و بعدها بأيام قمت بتغيير المسلك الدراسي من الدراسات الفرنسية إل الدراسات الإسلامية
و أنا في العام الأخير
أما الفتاة فقد بلغني أنها تزوجت و تركت الدراسة
لذلك فأنا أقول للشابات و الشباب و خصوصا الشابات اتقوا الله
و اتقين الله في العلاقات غير الشرعية
لأنك أنت أختي التي تملكين عصمة أمرك و أنت من تستطيعين سد الباب و فتحه في وجه الذئاب
ثم فالتعلموا أن شرك المحبة من أعظم الشرك و العياذ بالله
قال تعالى: ( و من الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله و الذين ءامنوا أشد حبا لله
و لو ترى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا و أن الله شديد العذاب)
أسأل الله أن ينفعنا بما قرأنا
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك
المقتفي
الروابط المفضلة